"إنه لا يزال في الحادية والعشرين من عمره"، هذا ما يردده كثيرون عندما يأتي الحديث عن بول بوجبا. ولا تزال موهبة لاعب وسط يوفنتوس ومنتخب فرنسا مادة دسمة للنقاش. فبالإضافة إلى قدراته البدنية والفنية، فإن هذا الرياضي ذو البنية الجسدية المميزة (1.91 م) يملك طموحاً وثقة بالنفس يجعلاه يطمح إلى القمة. الجميع يذكر أن بوجبا لم يكتف بطرق باب الفريق الأول في مانشستر يونايتد عندما كان في الثامنة عشرة، ولأنه كان يريد لعب الأدوار الأولى، ضرب عرض الحائط بفريقه السابق بقيادة المدرب السير أليكس فيرجسون لينضم إلى يوفنتوس.

أحرز بوجبا في صفوف السيدة العجوز الدوري المحلي مرتين حيث يقدّم في صفوف الفريق الإيطالي الشمالي أداءاً مستقر المستوى. كما كان صعوده الصاروخي في صفوف منتخب بلاده لافتاً أيضاً، فبعد قيادته منتخب بلاده لتحت 20 سنة لإحراز كأس العالم تحت 20 سنة تركيا 2013 FIFA، فتحت أبواب المنتخب الأول أمامه حيث فرض نفسه أساسياً في وقت قياسي.

وفي كأس العالم البرازيل 2014 FIFA، قدّم بوجبا عروضاً قوية ما سمح له بإحراز لقب أفضل لاعب واعد وتوّج بجائزة هيونداي لأفضل لاعب شاب. وبمناسبة استلامه هذه الجائزة في باريس، أجرى معنا مقابلة خاصة تطرق فيها إلى مسيرته طموحاته وفخره.

الجميع يتوقع لك مستقبلاً كبيراً منذ سنوات عدة. هل هذه الجائزة هي التأكيد بأنك تسير على الطريق الصحيح؟

بول بوجبا: على أي حال فإنه الطريق التي يتعين علي أن أسلكه. كرة القدم تعني الإستقرار في المستوى. نستطيع حرق المراحل وبلوغ القمة لكن في بعض الأحيان يكون السقوط عظيماً أيضاً. الجائزة أمر جيد لكنه يتعين علي أن أواصل تطوير مستواي وأن أقدم أفضل العروض في كل مباراة. لا أستطيع التكهن بالمستقبل لكني سأبذل قصارى جهودي لكي أحرز أكبر عدد من الكؤوس. أريد مواصلة بذل جهود شاقة وهدفي أن أكون أفضل لاعب في العالم.

بفضل هذه الجائزة، تنضم إلى لائحة من اللاعبين تضم مايكل أوين، وتوماس مولر، وإنزو شيفو، وبيليه وبيكنباور... بما تشعر عندما يذكر اسمك إلى جانب هؤلاء الكبار؟

الأمر لا يتعلق فقط بشعوري أن أكون في نفس الفئة مثل هؤلاء، لكني أرغب في أن أكون أفضل منهم (يضحك). إنه هدفي واستلامي لهذه الجائزة يسمح لي بأن اتخطى مرحلة معينة. مرة جديدة أعتقد أنها البداية وأعتقد بأن العائق الوحيد الذي قد يمنعني من الصعود هو أنا. يتعين علي مواصلة تطوير مستواي وطلب تحقيق المزيد دائماً.

من هو أفضل منك في مركزك في الوقت الحالي؟

أعتقد بوجود كثيرين أفضل مني في المركز الذي أشغله حالياً، لكن الأمر يعود إلي في التعامل مع النوع من المقارنة. أحاول القيام بعملي وأن ألعب بأفضل طريقة ممكنة. هناك العديد من لاعبي خط الوسط الذي أقدرهم وأستطيع التعلم كثيراً منهم عندما أشاهدهم يلعبون. استطيع تسمية يايا توريه على سبيل المثال الذي يملك القوة البدنية ذاتها التي أملكها لكنه يتمتع بخبرة أكبر. أعتقد بأن أسلوبنا متشابه إلى حد كبير على الرغم من أنه يميل إلى الهجوم أكثر مني.

"كل تغيير لي لأحد الأندية كان خطوة هامة. في البداية كنت في لوهافر ثم انتقلت إلى مانشستر ثم يوفنتوس. اكتشاف المستوى العالي واللعب إلى جانب أفضل اللاعبين في العالم كان نقطة تحول بالنسبة لي"
بول بوجبا

ألا ترغب في أن تتوقف لبرهة من وقت إلى آخر لكي تستمتع بما حققت حتى الآن في مسيرتك؟

لا بالعكس! إن استلام جائزة مماثلة كالتي حصلت عليها اليوم والألقاب هي التي تجعلني استمتع. أنا كذلك، أريد دائماً المزيد. لا أكتفي بما أحقق، يتعين عليه مواصلي العمل! لقد ولدت فائزاً، أكره الخسارة. أجبر نفسي على خوض تحديات جديدة دائماً وهذا ما يجعلني أتطور ويتعين علي أن أحافظ على هذه العقلية، أنا كذلك.

ما هي الفوارق بين بول بوجبا قبل وبعد كأس العالم FIFA؟

الفارق هو أن بول بوجبا كبر. بول بوجبا لم يكتف بالمشاركة في كأس العالم بل حقق حلم الطفولة. الخسارة أمام ألمانيا زادتني إصراراً على إحراز لقب ما مع منتخب فرنسا. لقد كبرت كثيراً ومن الآن وصاعداً لدي أهداف اخرى والمزيد من الطموحات.

تلعب في مركز يرتب عليك مسؤوليات كبيرة في ناديك ومنتخب بلادك. معرفة بأنه تترتب عليك مسؤوليات كبيرة بعمر الحادية والعشرين عاماً، هل له أي تأثير على طريقة لعبك؟

من أجل أن تكون الأفضل، يتعين عليك أن تلعب تحت الضغوطات. اليوم يواجه كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ضغوطات كبيرة. نجد في بعض الأحيان بأنهما ليسا راضين عن ادائهما حتى لدى تسجيلهما هدفاً. هذه العقلية تسمح لك برفع مستواك وطموحاتك.

لدى المنتخب الفرنسي هامش كبير من التطور. هل سيتمكن من بلوغ قمة مستواه في كأس الأمم الأوروبية 2016 وإحراز اللقب القاري؟

آمل أن نكون في القمة بعد سنتين. اليوم، نملك ديناميكية جيدة جداً. مستوانا يتطور ويتعين علينا أن نواصل العمل على هذا المنوال. يجب أن نطلب من أنفسنا المزيد دائماً. حتى الآن نجحنا في استعادة ثقة الشعب الفرنسي. نريد استعادة هذا الحب الذي فقدناه لأنه يساعدنا في المستقبل.

ما هي اللحظات الحاسمة التي لعبت دوراً في بلوغ بوجبا ما وصل إليه اليوم؟

كل تغيير لي لأحد الأندية كان خطوة هامة. في البداية كنت في لوهافر ثم انتقلت إلى مانشستر ثم يوفنتوس. اكتشاف المستوى العالي واللعب إلى جانب أفضل اللاعبين في العالم كان نقطة تحول بالنسبة لي. هذا الأمر منحني الرغبة أن أكون كبيراً.

ما هي الميزات والسلبيات التي سمحت لك بان تشغل المركز التي تلعب فيه اليوم؟

السلبيات لدي أعرفها جيداً. اتخذ في بعض الأحيان مخاطرات غير ضرورية. يتعين علي أيضاً أن أدير مباراة على مدى 90 دقيقة، يجب ألا أتبع حدسي دائماً. هذه أمور يجب أن آخذها في عين الإعتبار في المركز الذي أشغله، لأن وسط الملعب هو الذي يسيطر على مجريات اللعب، فهنا تلمس الكرة بنسبة أكبر وتستطيع تغيير إيقاع المباراة. فنحن بمثابة محرك الفريق ويجب أن نعمل بطريقة فعالة دائماً.

المدربان اللذان أشرفا عليك وهما أنطوني كونتي في يوفنتوس وديدييه ديشامب مع منتخب فرنسا سبق ان لعبا في وسط الملعب وكلاهما لعب سابق في يوفنتوس أيضاً في نفس المركز الذي تشغله. هل لديك علاقة خاصة معها؟ هل يطالبونك بأشياء معينة؟

بالطبع هذا أمر أكيد. لقد تطور مستواي كثيراً بإشرافهما. في ما يتعلق بديدييه ديشامب، فهو يعرفني جيداً ويعرف كيف يديرني. يتعين علي أن أطور مستوي في كل يوم سواء أكان الأمر في التمارين أو في المباريات. يعطيني دائماً الرغبة في بذل أفضل ما لدي في الملعب. يسدي إلي نصائح جيدة دائماً ويتحلى بصراحة كبيرة معي. أقدر كثيراً كلاعب ثقة وتشجيعات المدرب. ما يردده على مسمعي دائماً أن أحافظ على تركيزي واللعب بلا تعقيد كما كان يقوم بذلك هو نفسه (يضحك).

هل هناك أشياء نجهلك عن شخصيتك؟

الناس الذين يعرفونني يدركون جيداً بأني أحب المزاح، وإطلاق النكات والإستمتاع بالحياة. لدي حياة رائعة ونقوم بعمل رائع، نستطيع المشي، والأكل، والشرب وهذا لا ينطبق على الجميع. لن نشتكي من الحياة اتي نعيشها! أنا سعيد جداً لما يحصل لي.