لصوص في القمة :sad:
الكتابة الرائعة التي تصل بسرعة للمتلقي ، في الغالب الأعم تتمتع بالصدق والوضوح والعدل والإنصاف وتكون نتيجة استفزاز معين أوحى بالفكرة ولابد أن تكون قريبة من هموم المجتمع وستكون رائعة جداً إذا استطاع الكاتب تقديمها في قالب فكاهي .
هذه قناعتي ولا أعلم إن كان هناك من يؤيدها من الفلاسفة أو من ( عتاولة ) الكتاب والمحررين أو هي بعض فلسفاتي المملة .
الاستفزاز كان حاضراً عندما واجهة ذاك الموقف الذي سرق فيه مقالي وعظم الاستفزاز عندما أشتكى من سرقهُ من سطوي على فكره وهو ( يقهق ) ضاحكاً .
ولكن الاستفزاز الحقيقي كان في التكريم الذي وجده أمام ناظري حتى وإن كان بالخطأ فتذكرت مع عظم المصيبة وهول الفاجعة أن كثير هم اللصوص المكرمين رغم أن الكل يعلم أنهم لصوص ولم يكن تكريمهم عن طريق الخطأ .
سأكتفي هنا بالرياضة ولن أذهب بعيداً ــ رغم علمي أنهم موجودون في كل زاويا من زوايا مجتمعي الأفلاطوني ــ فالنادي الأهلي أكثر المتضررين من هؤلاء اللصوص حتى وصفه أحدهم بأنه منصة للتكريم كونه يحضر دائماً في المحافل طمعاً في الإنجاز ويسرق منه المنجز فيتنحى جانباً لضعفه وقلة حيلته ورقيه الممجوج ويحظى اللص بالتكريم وقد يتطاول عليه هذا اللص الذي للتو سرقه ويتهمه بالخيانة وعدم الأمانة .
في التحكيم ستكرم وسيصعد بك إلى القمة وقد يتم التجاوز عن تخطيك للسن النظامي إذا كنت لصاً متمكناً ولا تتورع عن سرقة جهد ومال الأندية الأخرى خاصة الأندية الكبيرة بجماهيرها والتي لا تملك القوة والجاه الذي تحمي به اللصوص وتضعهم في القمة كما يفعل الآخرون .
بالنسبة لي ليس مستغرباً أن بقي الأهلي بعيداً عن بطولة الدوري ثلاثون عاماً لكونه راقياً ولا يجيد اللغة التي يتحدث به هؤلاء اللصوص .
ولكن ما أقلقني وجعلني لا أرى نوراً في نهاية النفق أنه أصبح مطمعاً لكل أنواع اللصوص يصعدون للقمة على ظهره وهو قابعاً في مكانه يتغنى بأمجاد الماضي .
في الأندية الأخرى لا يمكن أن تصعد للقمة أو أن تعود إليها بعد غياب إلا بمحاربة هؤلاء اللصوص وإبعادهم عن ساحات النزال التي تجمعك بخصومك .
أو بتطويعهم وجعلهم في خدمتك أنت دون غيرك .
بينما في النادي الأهلي قد يكون اللصوص هم من يحاولون مجابهة اللصوص مستعينين ببعض اللصوص المتطوعين الذين يسرقون في الظل ولا يبحثون عن القمة .
في النهاية بالتأكيد لن يصل الأهلي للقمة بمستواه الفني ولا بعقود المدربين الخيالية ولا بعقود الرعاية الضخمة ولا بالأكاديمية التي جعلته الأوفر من بين الأندية بالخامات الوطنية الرائعة ولا بالعزف على وتر الأمور النفسية ولا باستقطاب الكفاءات الإدارية ولا بسن الأنظمة والقوانين ، فكل ذلك تحقق في فترة من الفترات ولم يصعد الأهلي للقمة بل كان منصة يصعد من خلالها المنافسين لهذه القمة والسبب أن تحقق كل ذلك في النادي الأهلي كان على أيدي لصوص وجدوا أنفسهم في القمة .

محبكم ... اللص حامد الشريف