النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: ثقافة أطفالنا إلى أين؟؟؟؟

  1. #1
    عذوبة جارية الصورة الرمزية عذوبة أنثى
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    بين صمته وثرثة قلبي
    المشاركات
    2,213

    ثقافة أطفالنا إلى أين؟؟؟؟

    [align=center]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    كثيراً ما يتبادر إلى ذهني سؤال يجعلني في حيرة من أمري

    أطفالنا إلى أين وصلت ثقافتهم وما مصدرها الذي تعتمد عليه الأن وكم بقي لها من حيز في أذهانهم

    فتارت تجده عند القنوات الفضائية المدمرة للفكر والأخلاق وأخرى أمام البلاستيشن وهذا لا يقل في خطورته وهدمه عن سابقه

    ولو نظرنا إلى المكتبات وما أدراك ما المكتبات في المدارس في بعض المدارس تفتح أول العام للتنظيف

    والبعض منها جعلت مستودعاً للكتب وغرف للتصحيح في الأختبارات وبعض المدارس ألغتها ورحلت الكتب إلى مستودع الأدارة كعهده وبقية عقول أطفالنا خربة لا يضيئها غير ثقافات هادمه وسلوكيات خاطئة

    أيتها المعلمة والمربية والأم ألا يحتاج هذا الموضوع منا لوقفه لنتدارك الوقت قبل أن لا نجده لاحقاً

    وإليك هذه الكلمات من قرائتي في موضوع عن ثقافة الطفل





    ثقافة الطفل إلى أين وصلت؟؟
    قراءات الأطفال: تؤثر القراءة تأثيرًا واسعًا وعميقًا على الطفل، فهي تشبع لديه حب الاستطلاع، وتمده بالمعلومات الضرورية التي تساعده على حل كثير من المشكلات.
    ويستطيع الطفل عن طريق القراءة اكتساب الثقة بنفسه، والقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بسهولة إلى جانب إثراء اللغة التي يتحدث بها، وتمهد القراءة للطفل طريق الاستقلال عن أبويه وعن الكبار بوجه عام.
    وهى تفيد الطفل في الإعداد العلمي، فعن طريقها يتمكن الطفل من التحصيل العلمي الذي يساعده على السير بنجاح في حياته المدرسية، كما تساعده على التوافق الشخصي والاجتماعي، وإلى جانب ذلك، فإن القراءة تحقق للطفل التسلية والمتعة. وتهذب لديه مقاييس التذوق.
    دور الأم في عملية القراءة: ويعتقد كثير من الأمهات أن الطفل لا يتأثر بالكتاب قبل دخوله المدرسة، لأن الطفل لم يتعلم القراءة بعد، وهذا الاعتقاد خاطئ، لأن الطفل الصغير الذي يتصفح الكتاب يتشوق إلى الاهتمام بالقراءة فيما بعد، كما أن مشاركة الأم في تصفح الكتاب مع طفلها الصغير تعينه على تعلم اللغة بشكل سليم، وتفتح أمامه آفاقًا واسعة من المعرفة والاكتشاف، وتصفح الأم والطفل لكتاب يوجد علاقة حميمة بينها وبين طفلها، لذلك فعلى الأم أن تشارك ابنها في الاهتمام بالكتاب بإلقاء الأسئلة، ومساعدته على التعرف على ما لا يستطيع فهمه.
    ونتيجة لذلك ستجد الأم طفلها يقبل على الكتاب ويذهب لإحضاره بنفسه، ويطلب من أمه مرافقته له في قراءته.
    وخلال عملية القراءة يجب أن يكون صوت الأم محفزًا للطفل على المتابعة، وأن تحرص على أن يشاهد الطفل الصور ويتأمل الحروف، مما يدعو الطفل إلى أن يمسك القلم، وأن يحاول رسم ما يرى أو يقلد أشكال الحروف.. وهذا يغرس في نفس الطفل التذوق الفني.
    ويمكن للأم أن تنمى ميول القراءة لدى طفلها منذ عامه الأول، وذلك عن طريق عرض بعض الكتب المصنوعة من القماش والمزودة بالصور الملونة بألوان زاهية مبهجة، وتكوين خبرة سارة بالكتب، وتقريبها إلى الطفل عن طريق التركيز على شراء الكتاب المصور ذي الألوان المبهجة كالأحمر، والبرتقالي، والأصفر، والأخضر، والألوان الفاتحة أيضًا، وعلى الأم أن تهيئ لطفلها الجو المناسب للقراءة، فيجب أن يكون مكان القراءة جيد التهوية، نظيفًا واسعًا، به مقاعد ومناضد مريحة وسجاجيد إذا رغب الطفل في الجلوس على الأرض، وأن تكون جدران الغرفة التي يقرأ فيها مزينة بلوحات ورسوم جذابة، حتى يستمر الطفل في القراءة أطول مدة ممكنة.
    وعلى الأم أن تتأكد من أن الكتب التي يقرؤها جيدة الطباعة، واضحة الحروف، وذلك حرصًا على عيني طفلها أثناء القراءة.
    ويجب على الأم أن تنتبه إلى نقطة هامة، وهى: أن الطفل يميل إلى التقليد والمحاكاة، لذلك يجب إعطاؤه القدوة الحسنة بالإكثار من القراءة أمامه. وعلى الأم توفير مجموعة من الكتب الصغيرة البسيطة لطفلها في مرحلة ما قبل المدرسة لصعوبة تردده على المكتبات وقلة معرفته بالكتب.
    ومن الأمور المهمة أثناء عملية القراءة تدريب الطفل على فهم ما تشير إليه الكلمات، وزيادة الثروة اللفظية للطفل عن طريق معرفة كلمات جديدة، أو معرفة معان جديدة لكلمات قديمة، أو عمل قوائم كلمات كالأوصاف مثلا. ومعرفة معنى الكلمات في النص.
    وعلى الأم أن تعود طفلها على الدقة والعمق في فهم المادة المقروءة، فيتم تدريب الطفل على استخلاص الأفكار والاحتفاظ بالمعلومات، واكتشاف موضوع القطعة، ومعرفة تتابع الحوادث وتسلسل الأفكار، واستنباط الأفكار والمعلومات الأساسية، وإصدار حكم بسيط على الأفكار التي قرأها.
    حكايات الأطفال: الحكايات من أحب الأشياء إلى قلب الطفل، وتظل عالقة في ذاكرته إلى أن يصبح رجلا، بل إنها تشكل شخصيته في المستقبل، وذلك لأن لها أثرًا خطيرًا على عقليته، فقد تجعل منه إنسانًا سويَّا يواجه المصاعب، ويتحمل أعباء الحياة، أو تجعل منه إنسانًا جبانًا، يعانى من العزلة والانطواء والخوف، وذلك بما تحمله من مضامين.
    وتجلس الأم لتحكى لطفلها حكاية (حدوتة). والطفل يتابع أحداثها بشغف شديد، ولا يمل من الاستماع إليها، ويطلب منها المزيد كلما أوشكت على الانتهاء.
    وما زالت الأم تحكى لطفلها الحكايات القديمة مثل (أمنا الغولة)، و (أبو رجل مسلوخة )، و(أم أربعة وأربعين )، وغيرها من الحكايات المخيفة التي تبث الرعب في قلب الطفل.
    وهذه الحكايات لم تكن معدة أصلا للأطفال، بل كان يتداول الكبار في العصور القديمة، وعلى ذلك فمن الخطأ أن تحكى الأم لطفلها تلك الحكايات التي تعبر عن واقع غير واقعنا، إضافة إلى مخالفتها للقواعد التربوية السليمة،فمعظم هذه الحكايات تخلق في نفس الطفل روح العدوان والوحشية، وتبرز صور الخوف والقلق.
    وعلى الأم أن تنتقى لطفلها الحكايات التي تشجع على التعاون وحب الخير، بحيث تبدو ملائمة للحياة المعاصرة، فلا يحق للمرأة أن تجعل طفلها حبيسًا لأخيلة وتحليلات وتصورات وتأملات مجتمعات متخلفة، بل عليها أن تحاول أن تسعى جاهدة أن تطوع وتطور الحكايات التي سمعتها من أمها أو جدتها، بحيث تصبح ملائمة لطفلها، بل إن هناك قصصًا معروفة يمكنها الاعتماد عليها، ثم تعديلها لتلائم أذواق الأطفال وقدراتهم العقلية والعاطفية واللغوية، وفقًا لما استجد من أسس ونظريات في مجالات التربية وعلم النفس والإعلام.
    وعلى ذلك يمكن أن تؤدى هذه الحكايات دورها في تنمية عقول وأخيلة الأطفال بدلا من أن تصيبهم بالأمراض النفسية، أو تعلمهم الهروب من المسؤولية والاندفاع عندما يكون الحذر مطلوبًا، والجبن والتواكل، وتبث فيهم التقليد والتقيد بالقوالب والشكليات الجامدة، وستجد الأم في حياة الأنبياء وفى سيرة الرسول ( وصحابته الكرام والتابعين وغيرهم من الصالحين والعلماء والأبطال مادة خصبة لذلك، وستجد فيما تعرفه عن عالم الملائكة مادة خصبة لتنمية خيال الطفل ومداركه، وتعويده على الإيمان بالغيب منذ الصغر، كملمح من ملامح الإيمان.[/align]
    لشمسي شروقا لا بد أن يكشف ستار الظلام[/align]

  2. #2
    ~ [ نجم نشيط ] ~ الصورة الرمزية sudyer
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    247
    [align=center]ردي منقول للفائده[/align]
    مما لا شك فيه أن لكل أمة من الأمم مبادئ وقيماً ومفاهيم ومواقف تمثِّل شخصيتها الظاهرة، وتعبِّر عن نظرتها للحياة وتنم عن تصورها للوجود··· فتحرص على استمرارها والمحافظة على كيانها ووقايتها من عوارض الزمن وصراع الأفكار وتبذل في سبيل رسوخها وثباتها كل ما تملك من نفس ونفيس وجهد وجهيد.وإذا كان هذا شأن كل ثقافة في كل أمة··· فإن الحرص على الثقافة الإسلامية ونشرها وتوريثها للأجيال المقبلة أدعى وأولى··· فهي فكر دين ختم الله به الرسالات، وتصور رسالة بُعث نبيها للعالمين··· ونظرة حق ورَّثت للبشرية هداية ونفعاً، ومنهج خلافة ملأ الأرض عدلاً ونوراً.
    وإن أقرب مسلك يحفظ لهذه الثقافة استمرارها··· وأجدى وسيلة تضمن لها قوتها هو بناؤها في نفوس الناشئة بناء يبذر عناصرها منذ وجودهم في أحضان أمهاتهم··· ويعوِّدهم النشأة عليها·· وهم في مدارج طفولتهم لتتأهل نفوسهم لأداء دورهم في الحياة إذا بلغوا سن الرشد··· بعد أن تؤمن قلوبهم، وتهتدي عقولهم، وتستقيم جوارحهم عندما يكتب للثقافة الإسلامية التمكين.
    كما أن ثقافة الطفل في أي مجتمع تحكمها رؤى ومعالم تشكل عناصرها وتحدد ملامحها، بحيث تتميز وتختلف عن مثيلتها في أي مجتمع آخر··· وقد لوحظ في السنوات الأخيرة أن المسؤولين عن الطفولة··· وكذلك الأدباء والكتاب الذين يقدمون أعمالاً إبداعية للطفل··· قد أولوا اهتماماً خاصاً للبعد الإسلامي والعربي في ثقافة أطفالنا·· ولعلهم انتبهوا إلى هذا الزحف الجارف لمزيد من الأعمال المستوردة الجاهزة التي تهبط علينا من الغرب والتي تُقدَّمُ إلى أطفالنا دون تنقية أو اختيار بما يتلاءم مع عقلية الطفل العربي.
    وما هذا المقال إلا علامات مرور في الدرب الثقافي لأطفالنا وذلك من أجل الوصول إلى إطار مفتوح للتربية الإسلامية المعاصرة.
    تربية وثقافة ما قبل الإسلام
    ولا شك أن المجتمع العربي قبل الإسلام كان يسوده النظام القبلي··· ذلك النظام الذي كان ينظر إلى النشء على أنهم··· (رجال صغار السن)، يدل على ذلك قول شاعرهم عمرو بن كلثوم:
    إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌّ
    تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا
    ويؤكد ذلك أيضاً شاعر من بني نهشل حيث يقول:
    إنَّا ـ بني نهشل لا ندَّعي لأب
    عنه ولا هو بالأبناء يشرينا
    إن تُبتدر غاية لمكرُمةٍ
    تلْق السوابقُ منَّا والمصلِّينا
    وليس يهلك منَّا سيدٌ أبداً
    إلا افتلينا غلاماً سيِّداً فينا
    وهذا الأمر إن شابته مبالغة كبيرة، إلا أننا نستخلص منه أهمية إعداد النشء وتربيتهم ليكونوا على مستوى التبعة والمهام المطلوبة، بيد أن العرب الجاهليين لم يكن لديهم غالباً طرق محددة في تثقيف النشء، وإنما كان الصغار يأخذون ما يصل إليهم من الآداب والأخلاق والمعارف بالتقليد والمحاكاة·· أو بما يسمعونه من النصائح والعظات التي يلقيها عليهم الآباء والأمهات والحكماء·· أو بما يتدبرونه من الشعر فن العربية الأول ومعانيه الحسنة السامية.
    وتدلنا أخبار العرب الجاهليين أن فن ملاعبة الأطفال كان يمثِّل تياراً خاصاً في ساحة التربية العربية، ذلك أن الفن الذي ينتمي إلى··· (الشعر الشعبي العربي وهو أغانٍ للطفولة، رقَّص به العربي أولاده يدعو لهم ويحكي لهم ويلاعبهم··· وكانت تغنَّى ببساطة شديدة وفي إيقاعات قصيرة، وتلتزم بالطبع لغة المعرب التي كانت تتخذ مستوى واحداً سواء كتب بها الشعر للكبار، أو كتب للصغار·· أو كانت أداة للحوار·· أو للغناء·
    ومن هذه الأنموذجات الأبيات التي كانت تقولها الشيماء للنبي صلى الله عليه وسلم وهو طفل في بادية بني سعد:
    يا ربنا أبق لنا محمدا
    حتى أراه يافعاً وأمردا
    ثم أراه سيداً مسوَّدا
    واكبت أعاديه معاً والحسدا
    وأعطه عزاً يدوم أبدا
    كما وجدت أساليب تثقيفية كثيرة مرحة·· تتعلق بلعب الأطفال والوصايا والمواعظ والتوجيهات·· مما يدل على جدوى أساليب التربية الثقافية التي كان يقدمها الكبار لأبنائهم في هذه البيئة العربية القديمة.
    التربية والثقافة الإسلامية
    ولا شك أن الإسلام·· مصحفٌ وسيفٌ·· ودينٌ ودولةٌ·· ومن هذا المنطلق، فالإسلام يهتم بالتربية على محورين وركيزتين أساسيتين هما الدين والدنيا معاً، فلا هو دنيوياً محضاً كما عند الجاهليين العرب، ولا هو دينياً محضاً كما عند الإسرائيليين في الصدر الأول·
    فلقد اهتم الإسلام بتدريس العلوم الشرعية إلى جانب علوم اللسان والتأريخ والجغرافيا الكيمياء والفيزياء والطب والهندسة والفلك، ونظراً لأن اللغة العربية لغة القرآن هي بوتقة الثقافة الإسلامية، فلقد كانت العناية بتعليم الصغار لغتهم العربية في مقدم أسس التربية الإسلامية·
    وكان للإسلام مؤسساته التعليمية والتثقيفية التي اتخذت أشكالاً كثيرة ومتعددة منها: الكتاتيب التي وللأسف غابت عن واقعنا المعاصر، فوهنت بغيابها لغة النشء وثقافته الإسلامية، فاتجه للعب من ثقافة الأجنبي والتي بلا شك تحتاج إلى التنقية والأسلمة قبل نشرها على أطفالنا من منطلق الحفاظ على الهوية والشخصية الإسلامية لأبنائنا.
    وكذلك المسجد ـ والقصور ـ والمنتديات الأدبية ـ والمكتبات، ولقد عبَّرت هذه المؤسسات عن حكمة الإسلام في التربية·· وكان المدرسون الذين يقومون على تثقيف الصغير على مستوى علمي وخلق يؤهلهم لشغل هذه المكانة.
    هذا وقد أدرك العلماء المسلمون أهمية الصلة بين الجسم والعقل، ولهذا عنوا بالجسم والتربية البدنية كذلك··· وكان للعب مكانة خاصة في التربية باعتباره الجانب الترويحي في أوقات الفراغ.
    وما يعنينا الآن أن الحضارة العربية والإسلامية لم تكن كما خُيِّل لبعض الباحثين حضارة أدبية فلسفية فحسب·· بعيدة عن الطابع العلمي أو التجريبي، وإنما جمعت بين الطرفين في ـ تكامل واضح·· والآن نستطيع أن نضع أيدينا بارتياح شديد على أسس التربية الإسلامية وهي:
    * الأساس الديني والخلقي.
    * الأساس التثقيفي.
    * الأساس التدريبي.
    * الأساس المهني.
    * الأساس العلمي.
    وهي مبادئ ولا شك جامعة وشاملة لأي دستور تربوي في أي زمان ومكان·· وخصوصاً أن التربية الإسلامية تقوم على أساس الحرية والتطور وتكافؤ الفرص.
    علامات على درب الإطار التثقيفي للطفل العربي المعاصر
    إن طريقاً جميلاً فسيحاً يغريك بالتوغل فيه·· تتفرع عنه دروب ضيقة وانعطافات حادة لن تدعك شرطة السير والمرور تسير فيه بسيارتك دون علامات تحذير حمراء، وإشارات للأخطار·· فما من سائر يلتزم حدود هذه اللافتات إلا ويصل مراده وغايته آمناً ساكن القلب في لذة غامرة·· ومن هذا المنطلق كان لابد من أن نضع المحددات الرئيسة للإطار التثقيفي للطفل العربي المعاصر كعلامات مرور تنبثق من حكمة الإسلام بجانبها الديني والدنيوي:
    1- اللغة العربية الفصحى
    وهي أولى هذه العلامات التي تشير إلى ضرورة تقديم العلم والثقافة للطفل العربي·· بما يتلاءم مع المراحل العمرية عبر كاتب متمكن من لغته ومسيطر عليها·· شرط أن تكون المادة الأدبية المقدمة خالية من الألفاظ الوحشية التي تدعو إلى تنفير الطفل منها، بل لابد أن يتصابى الكاتب ليصل بفكره وأسلوبه السهل الممتنع إلى عقل وفكر الطفل، ليصل بذلك إلى أقصى درجات الإمتاع العقلي لدى الطفل العربي المسلم.
    2- القرآن والسنَّة
    وثاني هذه العلامات: القرآن والسنَّة··· فلابد لمن يسير في درب الإطار التثقيفي للطفل المسلم أن ينتبه لهذه العلامة المهمة حتى يصل بسلام في سيره إلى الهدف·· وعليه أن يعلم أن القرآن ليس كتاب عبادة فقط، ولكنه يشمل القصص الهادفة لحقبة من الإنسانية المنصرمة··· ناهيك عن كونه يشتمل على علم الحيوان والنبات وعلوم الفلك، إضافة إلى السِّير والغزوات التي تحمل قيماً ومتعة ومعرفة للصغير، والحديث النبوي الذي هو من مصادر الحكمة الإسلامية في التربية، وساحة الطفولة فها الكثير من القصص الدينية، ولكنها في حاجة إلى المزيد من الدراسة وإعادة العرض والتبسيط وفي حاجة إلى المعاصرة في الرؤية.
    وعلى كاتب أدب الأطفال أن يخرج من الشكلية إلى المضمون للعبقرية الإسلامية والحكمة الصالحة لكل زمان ومكان ومن منطلق الحرص على جذب الصغير وتشويقه للعب من الثقافة الأم التي تحافظ على هوية الصغير وترسخ شخصيته الإسلامية الفريدة.
    3- التراث
    ونحن في طريقنا لوضع استراتيجية ثقافية للطفل المسلم المعاصر تظهر أمامنا إشارة وعلامة مهمة تقينا من التعثر في السير والانحدار عن الطريق المستقيم الذي نسلكه ألا وهي·· التراث·· لنصل إلى مأرب غالٍ ونفيس إلى نفوسنا وهو وضع استراتيجية ثقافية إسلامية للأطفال··· فعلى من يصنع أدباً للأطفال ألا يغفل التراث وما يتضمنه من القيم الاجتماعية والأخلاقية والنفسية التي تجعل الطفل يمارس حياته وكل شؤونه بسعادة غامرة وهناء بالغ·
    معتقداً أن قيمة التراث العربي والإسلامي تكمن في مجموعة من التجارب الإنسانية التي تؤكد إنسانية الإنسان، والتراث ولا شك هي جمال واسع لا حب يتضمن:
    أ ـ المأثورات الشعبية
    ب ـ القصص الدينية
    جـ ـ الأساطير القديمة العربية والملاحم
    ولا شك أن الأخيرة تمثل مادة صالحة لتقديمها إلى عقلية الصغير بصورة عصرية تتلاءم مع هذه العقلية·· في صور مختلفة فنية: مثل القصة والمسرح والشعر وغيرها·
    د ـ الأدب
    فيمكننا مثلاً عن طريق الشعر تقديم القيم والمبادئ الأخلاقية بطريقة غير مباشرة استناداً إلى تأثير الإيقاعات الشعرية في وجدان الصغير· ولا نستطيع أن ننكر إنجازات بعض الشعراء أمثال محمد عثمان جلال··· في ديوانه (العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ)، وأحمد شوقي·· ومحمد الهراوي، الذي كتب ديواناً كاملاً في أنباء الرسل··· ولا شك أن جيل اليوم من المبدعين الجادين منه أدباء قادرون على إضافة الكثير في مجال أدب الأطفال.
    هـ ـ العلوم
    فالبعد الإسلامي يفتح ذراعيه مرحباً بقصص الخيال العلمي الذي يُجسد الإنسان فيها أحلامه··· وقصص العلم المبسطة·· وسير العلماء العرب وغير العرب·· وكل جديد في مجالات الفلك والكيمياء والطبيعة والطب والهندسة والكومبيوتر، بما يؤدي دوراً في التنشئة الكاملة للطفل المسلم·
    كلمة أخيرة
    إن هذا الجهد الذي بذلناه في وضع علامات الحذر والمرور في طريق وضع استراتيجية ثقافية للطفل المسلم في عصر الانفجار المعرفي والتقني لا ندَّعي له الكمال·· ولكنه خطوة على الطريق الطويل·· الذي قابلتنا فيه ولا شك عقبات كؤودة تحتاج إلى من يذللها حتى يكون درب أدب الأطفال سهلاً معبداً واضح المعالم·· وحتى نعرف ماذا نقدم للأطفال!! وفي أي ثوب تكون المادة المقدمة، وكيف نوازن بين المادة الجاهزة المترجمة والتراث العربي والإسلامي لمجتمعاتنا·
    ولا شك أن البعد الإسلامي في ثقافة الطفل يعني بالفعل نقاء ما يُقدم للطفل غير غافل للمعرفة الإنسانية بعامة، ولكن في ضوء كثير من المعايير الدينية ومن ثم فنحن ندعو بدورنا كل كاتب جاد في أدب الطفل إلى عدم إغفال الجانب والبعد الإسلامي عندما يريد تقديم أي وجبة ثقافية لطفل اليوم··· لكي نضمن تنشئة أطفالنا على القيم والمبادئ وعلى حب الله والوطن والإنسان كائناً من كان.
    [grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]ساذكرك و ليس بي شوق و لكن تجربة لكل عاشق[/grade]
    [img] [/img]
    [align=center]
    [/align]

  3. #3
    عذوبة جارية الصورة الرمزية عذوبة أنثى
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    بين صمته وثرثة قلبي
    المشاركات
    2,213
    [align=center]أخي الفاضل /sudery

    مرورك الجميل أضاف تعقيباً رائعاً يزيد من أهمية الموضوع

    الذي يتناساه ويهمله كثير منا

    شكراً لحضورك النقي[/align]
    لشمسي شروقا لا بد أن يكشف ستار الظلام[/align]

  4. #4

    رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية جميل الثبيتي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    في اطهر البقاع
    المشاركات
    16,180
    اختي عذوبة انثى

    الموضوع هام ومحير للغاية

    الحل بيدنا نحن الغالبية مربيين ومدرسين وتربويين

    ومع ذلك تجدنا غالبيتنا لإطفالنا مهملين وغير مهتمين

    اختي الفاضلة البيت الأم الأب هم الأساس

    لن يصلح حال اولادنا مالم يصلح البيت

    البيت البيت البيت هو كل شيء

    لذلك كان لازما إختيار الزوجة الصالحة ورجل الدين والخلق

    حتى يكون بيت مبني على فكر وحكمة ومخافة الله

    عتدها سيصلح حال ابناؤنا

    الدش والبلاستيشن والماسنجر والنت وكثيرا من هذه الإيجابيات

    تتحول الى سلبيات بإهمال المنزل وإنعدام الرقابة

    تعويد الأطفال على الفرأة وحبها اساسه البيت

    امور كثيرة اختي الفاضلة بدايتها ونهايتها

    من البيت

    رعاك الله

  5. #5
    عذوبة جارية الصورة الرمزية عذوبة أنثى
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    بين صمته وثرثة قلبي
    المشاركات
    2,213
    [align=center]أستاذي الفاضل / جميل

    لحضورك جمال يزيد من أهمية الوضوع

    كل الشكر لمرورك الرائع وتعقيبك الجميل

    دمت بخير

    احترامي لك[/align]
    لشمسي شروقا لا بد أن يكشف ستار الظلام[/align]

  6. #6
    قلم متميز
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    410
    عذوبة أنثى ، طرح جميل ، يعكس وعي ثاقب

  7. #7

    ثاقــب

    الصورة الرمزية دفء البوح
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الدولة
    فضاءات البــوح
    المشاركات
    10,073


    احسنت الاختيار فالقراءة هي اكثر ما ينقص مجتمعنا العربي الاسلامي

    فمسألة القراءه مسأله حيويه ذات اهميه قصوى لتنمية مواهب الطفل

    فمن الضروري ان نغرس حب القراءه لدى الاطفال .

    لان القراءه سوف تنمي رغباتهم . وتزيد من حصيلتهم اللغويه



    عذوبة انثى

    شكراً على طرحك لهذا الموضوع المهم

    بارك الله فيك ولك تحيتي وتقديري
    ..

    ما أكثر لحظات الفراق والألم في حياتنا

    .. رغم تكرارها..

    إلا أنها أشد ألماً كلما انطوت الأيام ومرت السنين

    وتبقى لحظات الأمل والفرح هي تلك التي ننتظرها دائماً

    ..



  8. #8
    عذوبة جارية الصورة الرمزية عذوبة أنثى
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    بين صمته وثرثة قلبي
    المشاركات
    2,213
    [align=center]الأخ الكريم بدرالعضياني

    شكراً لمرورك بين سطوري أسعدني تواجدك هنا

    كل الشكر لك

    احترامي[/align]
    لشمسي شروقا لا بد أن يكشف ستار الظلام[/align]

  9. #9
    عذوبة جارية الصورة الرمزية عذوبة أنثى
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    بين صمته وثرثة قلبي
    المشاركات
    2,213
    [align=center]الفاضل / دفء البوح

    لحضورك روعته وردك أروع

    أسعدني مرورك النقي بين سطوري

    كل الشكر لك[/align]
    لشمسي شروقا لا بد أن يكشف ستار الظلام[/align]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أطفالنا من اخطائهم يبدعون ....!!!!!
    بواسطة لوريا في المنتدى الكتب والبحوث والمطويات
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 24-11-2012, 01:33 PM
  2. أطفالنا وعالم الإنترنت .
    بواسطة سندهم في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 07-04-2008, 10:44 PM
  3. بماذا نكافئ أطفالنا ؟؟؟؟؟؟
    بواسطة الملوك في المنتدى رياض الأطفال _ ملتقى المعلمات
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 03-11-2007, 11:07 PM
  4. أطفالنا ورسم الأهداف لهم
    بواسطة نور الإيمان في المنتدى منتدى الأناقه والمكياج
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-07-2006, 06:46 PM
  5. لماذا يصمت أطفالنا..؟
    بواسطة أطيــــــــــاف في المنتدى منتدى القضايا العامة والاستشارات الاجتماعية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-06-2006, 10:32 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •