[align=center]الموجة العارمة
موجة تنذر بجوعاصف لايقي من بردها شيئ ولن يسلم منها أحد مهما أشعلنا ناراً ومهما لبسنا معاطفاً وفَرْوَا ومهما استنجدنا ومددنا ايدينا للعون والمساعدة .!!
هذه الموجة ليست عادية الكل منها خائف يترقب بل يعيش في رعب شديد ينتظر أن ينجلي ذلك التعتيم وترفع تلك الغمة التي خيمت بقسوتها على كل شيئ في الحياة لتقضي على كل هيئآت الإرصاد ومراقبي الإختلافات الجوية فهي تسير بخطى ثابتة غير مبالية بما أُعِدَ لها من مراقبين وقرارات ومتحديةً بهمجيتها السافرة في افتراس الآخرين كل وساثل النجاة والسلامة مفضلةً مصلحتها الشخصية وطمعهاالذاتي وجشعها البغيض على أي مصلحة أخرى أواعتبار آخر..!
كُنَّا بالأمس القريب في مثل هذه الأيام نستعد للتغيير المناخي والأجواء الشتوية الباردة بما تضفيه على حياتنا من
تغيير نفسي وصحي ومادي فنواجهها بما لدينا من امكانيات حتى نقي أنفسنا من تأثيرها المباشر والقوي من جراء تلك التغييرات
ولكن الموجة الأهم والتيارالمؤلم ماينادي به المواطن ويصرخ من جوره المستهلك حتى الطفل الذي لايريد شيئاً
غير الحليب الذي اصبح الهاجس الكبيرلدى الكل بسبب ذلك الغلاء الفاحش والإستغلال الدنيئ والإستهتار الواضح من قبل من يسمون تجارا في تلاعبهم بالأسعارواحتكارهم للسلع غير آبهين بكل مايصدر من قرارات حكومية وأوامر رقابية ..
فلايخفى على أحد مايبذله خادم الحرمين الملك عبدالله حفظه ورعاه في تذليل كل الصعوبات والمعوقات للمواطنين وبذل كل مافي وسعه لكي يعيش المواطن في رغدٍ وحياة كريمة بعيداً عن المعاناة التي تزداد كلما ازداد جشع المنتجين والتجار..
ومانراه الآن في الأسواق وأماكن الجملة من ازدحام شديد بين المستهلكين في اقتناء مايستطيعون عليه من السلع خوفاً من المجهول القادم بسبب ماأُشيع من الأخبار بأن الأسعار في بلادنا الغالية سوف تزيد بكثيرعلى الزيادة الحالية التي لم يستطع أحد تحمل معاناتها فمابالك عندما تتضاعف كيف سيصبح حالنا..!!؟
يكاد يكون شعبنا من أكثر الشعوب استهلاكاً ويقابله في ذلك تجارنا الذين يعدون من أكثرالبشر جشعاً يرفعون من الأسعار بشكل مبالغ فيه دون رقيب أو حسيب.. متناسين مايتميزون به من اعفاءات من حيث الاستيراد والتصديرودفع الضرائب والحرية في تحديد الأسعاركيفما شاؤواوحيثمااتفقوا.!
فوطن بهذه الميزات والوقفات مع تجاره الذين يستحقون أن يوصفوا بعبدة الديناروالدرهم هل جزاؤه رفع الأسعار فيه لدرجة الضعف بل أكثر!؟ (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.)
لماذا لاتكون أسعارالسلع لدينا متساوية مع من حولنا من الدول المجاورة علماً بأنها تحضى بالدعم المادي من قبل خادم الحرمين وفقه الله حتى لاتتأثر بالأسعار العالمية.؟
فعلى سبيل المثال الأدوات الكهربائية وأدوات السباكة والهواتف على اختلاف أنواعها والغاز والمواد الغذائية وخاصة الأرز والحليب والعديد من المواد الاستهلاكية لوأردنا أن نعمل مقارنة بين الأسعار عندنا وعند الدول المجاورة لنا لوجدت مايثبت لك ذلك وأن هناك تفاوت كبير في أسعارها ..
لماذا يحدث هذا الاستغلال والجشع عند تجارنا دون غيرهم من تجارالدنيا..؟
هل لأنهم تميزواعنهم بما يقدمه خادم الحرمين وفقه الله من تعويضات وإعانات لهم في كل الظروف والأحوال.؟
هل لأنهم أمنوا العقاب والمساءلة في تلاعبهم ومكرهم وجورهم.؟
الأمرجِدُّ خطير يحتاج إلى وقفة جادة وحازمة مع هؤلاء المستهترين بمضاعفة الجهود وزيادة عدد لجان المراقبة وتحديد الأسعارعلى السلع وفي المحلات كوضع جداول مثلاً في المداخل والممرات للأسواق والمحلات العامة ثم التشهير ومقاطعة كل من يستغل الظروف للكسب بأي شكل كنوع من العقاب أو العلاج لهذا الغلاء المتنامي والجشع المتزايد( ومافعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الجماعة التي جاءت تشتكي إليه غلاءاللحم فقال لهم ارخصوه لهم أنتم ..فقالوا كيف نرخصه ونحن نشتكي الغلاء واللحم عند الجزارين ونحن أصحاب الحاجة فتقول: أرخصوه أنتم؟ وهل نحن نملكه حتى نرخصه؟ وكيف نرخصه وهو ليس بأيدينا.؟فقال : أتركوه لهم )
لعل في هذا درس ونموذج حي لمقاطعة كل من يحاول استغلال الظروف ويعمي سواد عينيه الجشع والطمع..
فياتجارنا ويامن تملكون الأموال ويامن بأيديكم مصالح العباد والبلاد بعد الله عليكم أن تعلموا جيداً بأن هذه التجارة التي وهبكم الله إياها أمانة وبقدر ماهي نعمة تكون نقمة أيضاً فاحرصوا ـ يارعاكم الله ـ على توجيهها بشكل سليم وابتعدوا عن الإحتكار والإستغلال الذي يضر بالناس وبحياتهم ..
والله الهادي إلى سواء السبيل
تحياتي[/align]
رد مع اقتباس
