مفهوم مستوى الطموح في المجال الرياضي

[لمياء الديوان]

. مفهوم مستوى الطموح
" لقد ظهر مصطلح مستوى الطموح في الدراسات التي قام بها (ليفين) وتلاميذه عام 1929 في المانيا ثم ترجم الى الانكليزية وشاع استخدامه في كتب ودراسات وابحاث تتصل بمجالات مختلفة في علم النفس ويبين ليفين (Levin 1944) ان هوب اول من تناول مستوى الطموح بالدراسة والتحديد على نحو مباشر وكان ذلك في البحث الذي قام به عن علاقة النجاح والفشل بمستوى الطموح. ويوضح هوب Hoppe 1930 وهو اول من اهتم بدراسة الظاهرة وتحليلها تجريبياً أو بوصفها سلوكا او فعالية لتحقيق هدف فيه شيء من الصعوبة"( ).
(ويعد فرانك (Frank 1935) من الباحثين الذي أدركوا صعوبة قياس الطموح كما جاء لدى هوب ومن ثم قام بتعريفه على انه:
(مستوى الاداء التالي الذي يتوقع الفرد الوصول اليه في عمل مألوف لديه وبذلك احتفظ فرانك بجوهر مستوى الطموح كما جاء لدى هوب وقد ذكر فرانك ان هوب قد حدد بمفهوم مستوى الطموح على انه المجموع الكلي لتوقعات الفرد واهدافه او غاياته الذاتية فيما يتعلق بادائه التالي في عمل محدد)( )
كما يوضح هوب مفهومه لمستوى الطموح بالمثال الاتي في شكل رقم (1) (حصل شخص في مسابقة الرماية على (6) نقاط في اصابة الهدف من مجموع (10) نقاط وعندما طلب اليه ان يعين النقاط التي يطمح في الحصول عليها في المحاولة الثانية ، ذكر انه سيحصل على (8) نقاط الا انه لم يحصل الا على (5) نقاط فقط ، وفي المحاولة الثالثة ذكر انه سيحصل على (6) نقاط ويمكن توضيح هذا المثال بالمخطط الاتي الذي وضعه هوب.

[لمياء الديوان]

فرق الهدف : يعني الفرق بين الهدف المستقبلي الذي هو (8) في هذا المثال ، والهدف الفعلي والذي هو (6) في هذا المثال .
فرق التحصيل: يعني الفرق بين ما تفكر بانجازه وهو (8) في هذا المثال وما انجزته فعلا وهو (5) .
فرق الحكم : يعني الفرق بين ما حكمت به وهو (6) بعد المحاولة الثانية وبين ما تفكر انك ستحكم به وهو (8) )( ) .
وهذا تحليل للمراحل التي يمر بها مستوى الطموح .
وهو عمل انجزه اللاعب فحصل على ست نقاط من عشر نقاط ثم حدد هدفا لمحاولة ثانية يطمح في الوصول اليه وهي ثماني نقاط فقط ونتيجة للاداء والانجاز الفعلي بعد المحاولة الثانية كانت خمسة نقاط وبهذا توضح لدينا رد الفعل الذي اشارت اليه درجة الانجاز الفعلي التي جعلت اللاعب يقلل من هدفه او يغيره عن الذي كان يطمح اليه بعد المحاولة الاولى .
(كما وضح هوب ان الفرق بين مستوى الطموح ومستوى الاداء يعتمد على ثلاثة عوامل :
1. الرغبة في وضع مستوى الطموح على اقرب ما يمكن من مستوى الاداء .
2. الرغبة في رفع مستوى الطموح اعلى من مستوى الاداء .
3. الرغبة في تجنب الفشل الذي يشعر به الفرد اذا كان مستوى ادائه ادنى من المستوى الذي يطمح اليه) ( ).
لقد حدد كل من هوب وفرانك رأيهما في مستوى الطموح بما يتوقع ان ينجزه الفرد في موقف او اداء معين .
أما (جاردنر 1940) فيرى (ان مستوى الطموح هو بيان كمي او تقدير كمي يضعه الفرد لنفسه فيما يتعلق بادائه التالي في نشاط معين) ( ).
نقلاً عن كاميليا فإن درايفر (Driver 1952) قد عرف مستوى الطموح (بأنه الاطار المرجعي الذي يتضمن باعتبار الذات او هو المستوى الذي على اساسه يشعر الفرد بالنجاح او الفشل) ( ) .
نقلاً عن بثينة فإن موراي (Murray) قد حدد مستوى الطموح بأنه محاولة الوصول الى هدف معين بجد ومثابرة ( ).
وفي مجال الدراسات العربية
يرى (الزيادي 1961) ان مستوى الطموح هو ذلك المستوى الذي يتوقع الفرد ان يصل اليه على اساس تقديره لمستوى قدراته وامكاناته) ( ).
وتعرفه كاميليا عبد الفتاح (1961) (مستوى الطموح بأنه سمة ثابتة ثباتا نسبيا تفرق بين الافراد في محاولة الوصول الى مستوى معين يتفق والتكوين النفسي للفرد واطار الفرد المرجعي ويتحدد حسب خبرات النجاح والفشل التي مر بها) ( ).
ويرى راجح ان مستوى الطموح هو المستوى الذي يرغب الفرد في بلوغه او يشعر انه قادر على بلوغه وهو يسعى الى تحقيق اهدافه في الحياة أما ان تكون اهداف مثالية او اهداف واقعية( ).
اما عنان فقد وضع سنة 1980 في تجربته قياس مستوى الطموح
(Level of Aspiration) وعلاقته ببعض جوانب الشخصية لدى السباحين ، إذ تمثل تجربة قياس مستوى الطموح احدى المهام التجريبية التي يضمها القياس في علم النفس الرياضي في الالعاب الفردية والجماعية وفي ضوء الاهداف المدرجة والمتوقعة يحتاج المدرب الى الكشف عن الاداء المتوقع لدى اللاعبين والذي يعبر عن مستوى طموح اللاعب كما يعبر عن الاداء الفعلي لمستوى الانجاز( ).
وعلى هذا الاساس اقترح عنان في دراسته الأخذ بفرق الهدف النسبي في كل من الاختبارات وحصوله على الدرجة الفعلية ودرجة التوقع من خلال معامله موضحة كما يأتي :
الاداء الفعلي – الاداء المتوقع
فرق الهدف النسبي = ــــــــــــــــ × 100
الاداء الفعلي

ومن خلال ما ورد يمكن للباحثة اعطاء تعريف اجرائي لمفهوم مستوى الطموح بأنه غاية يهدف الفرد بلوغها والوصول اليها في حياته وعلى ضوء ما يواجهه من نجاح أو فشل في تحقيق اهدافه.
2-1-2. النظريات التي تناولت مستوى الطموح .
2-1-2-1. نظرية المجال لليفين .
اعتمدت نظرية ليفين على مستوى الطموح وعلاقته بتحديد الهدف والوصول اليه اذ يتصور ليفين ان الفرد يتحرك في مجاله الحيوي حركة مستمرة وفي مجموع هذه الحركة يحقق اهدافه في كل مرحلة من مراحله وسمى ليفين حركة الفرد في مجاله الحيوي (حيز الحياة Life Space) فالحيز هو قطاع من حياة الفرد الراهنة ومن ثم فهو يخضع لكل المؤثرات التي تؤثر في بيئة الفرد المتغيرة من ناحية وفي العوامل المؤثرة في الفرد من ناحية اخرى .
أي ان حيز الحياة يخضع لخبرات الفرد واماله وطموحاته والقيم الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر فيه وفقا للشروط الخارجية التي يوجد فيها الشخص وهكذا يكون لكل فرد حيز حياة مستقل بذاته نظرا لاختلاف الظروف المؤثرة في الافراد( ).
وتجد الباحثة ان التكوين الفكري لهذه النظرية يرتبط بوجود هدف محدد لكل فرد من افراد المجتمع وذلك من خلال الحياة الاجتماعية التي يعيشها وما يطمح اليه للوصول او بلوغه لأهدافه في زمن معين او مرحلة من مراحل حياته.
وان هناك عواملاً تأخذ مجراها التأثيري والضاغط في بيئته وحيز الحياة الذي يشغله والذي تلعب فيه خبرات الفرد وطموحاته وطبيعة القيم المادية والاجتماعية دورا مؤثرا في التأثير فيه.
وازاء ذلك يكون لوضع الحياة وخصوصيتها عمقا مستقلا لذاته ووفقا للاختلاف الحاصل نتيجة لطبيعة الظروف المؤثرة فيه .

[لمياء الديوان]

. العوامل المؤثرة في مستوى الطموح .
حدد الباحثون العوامل المؤثرة في مستوى الطموح بما يأتي :
اولا : خبرات النجاح والفشل .
ثانيا : مفهوم الذات .
ثالثا : دافعية الانجاز .
رابعا : الجماعة المرجعية .
خامسا : طموحات الوالدين .
سادسا : الطبقة الاجتماعية والاقتصادية .
سابعا : ذكاء الفرد وقدراته العقلية .
ثامنا : الميول .
تاسعا : الاتزان الانفعالي .
عاشرا : الجنس .
ان هذه العوامل تعد ذا اهمية كبيرة في التأثير في مستوى الطموح بوصفه يمثل اصعب درجة في تحقيق الاهداف التي يكافح من اجلها الانسان في مختلف مجالات حياته ونشاطاته في بيئته الاجتماعية والانسانية وسيتم شرح هذه العوامل وفقا لمدلولاتها الفكرية والعلمية والواقعية وعلى ضوء خبرة الباحثة وتجربتها في الميدان الرياضي.

[لمياء الديوان]

سادسا : الطبقة الاجتماعية والاقتصادية .
تؤثر الحياة الاجتماعية والظروف الاقتصادية في طموحات الافراد وطبيعة حياتهم وافكارهم وان الفعاليات الرياضية بصرف النظر عن طبيعتها تدعم روح الطموح وترتبط بشكل قوي بالبناء الاجتماعي في المجتمع .
(فالطبقات الدنيا التي ترتبط بنظام تسلطي جامد تكون مستويات طموحهم بشكل عام واطئة ، اما الطبقات الوسطى والطبقات العليا فانها تشجع الارتقاء بالطموحات.
ويرى ليفين ان الطبقة الوسطى تتعرض لدرجة من الصراع تزيد عما تتعرض له الطبقات العليا والدنيا ، نتيجة للتفاوت الكبير بين المستوى الذي تريد هذه الطبقة ان تصل اليه ، وبين قدراتها الاقتصادية على تحقيق هذه الرغبة) ( ).
تعتقد الباحثة ان التباين في الطبقات الاجتماعية والاقتصادية يؤثر في طموح الرياضي بشكل عام حيث نجد أن ابناء الطبقات العليا والوسطى في المجتمع تكون لديها طموحات كبيرة للاداء والارتقاء ورغبتها في تحقيق الافضل وتحقيق طموحاتها الانسانية المشروعة .

سابعا : ذكاء الفرد وقدراته العقلية.
الانسان الذكي اقدر على فهم نفسه والحكم على قدراته واشباع رغباته الفردية الى ابعد حد ممكن .
ويشير حسين ياسين في دراسته له (حول مقارنة السمات الشخصية بين مجموعتين الاولى كان معدل النمو العقلي لافرادها متزايدا والاخرى كان معدل النمو العقلي لافرادها متناقصاًً ، ان المجموعة الاولى تفوقت في كثير من سمات الشخصية ومنها مستوى الطموح) ( ).
ترى الباحثة ان الممارسة الرياضية تعد أحد الاختيارات المهمة لبلوغ الطموحات المطلوبة لما تقدمه من مردودات ايجابية على مختلف الاصعدة والمجالات ولا شك ان عملية الاختيار لممارسة احدى الالعاب ترتبط بدوافع ذاتية ومشاعر وجدانية تدفع إلى الاستعداد للتحمل والتدريب والمغامرة وهذه العوامل لا تطلق من الفرد بعيدا عن مقدرته على التفكير الصائب والاحساس المتزن والعقل الراجح والذكاء الجيد في الادرك والتصرف في المسارات المطلوبة للاداء والابداع وفقا للمستوى الصحيح للطموحات المطلوبة في حياته .





ثامنا : الميول .
تؤكد الكثير من الدراسات ان ميول الفرد تؤثر تأثيراً كبيرا في سلوكه سواء هذا التأثير أسلبياً كان أم ايجابيا كما تؤثر في اهدافه القريبة والبعيدة .
فأن الميول كما يرى الباحثين (بأنها ترتبط بالقدرات الذاتية للفرد واما ان تشتق من الضغوط الاجتماعية او من الرغبة في المكانة الاجتماعية والطموحات التي لها علاقة بالميول التي تشبع بعض الحاجات في حياة الافراد ، هي اكثر احتمالا للاستقرار من تلك التي ترتبط بالميول المؤقتة ، كما ان الطموحات التي ترتبط بقدرات الفرد هي الاكثر احتمالا لتكون واقعية من تلك التي تنشأ من الضغوط الاجتماعية) ( ).
وترى الباحثة في دور الميول نحو الاداء الرياضي دورا مهماً في عملية الاختيار لنوع اللعبة وما يؤديه الطالب في تحقيق مستوى طموح عالٍ وصولاً لتحقيق المكانة الاجتماعية وتحسين الأداء.
تاسعا : الاتزان الانفعالي .
ترتبط الطموحات الواطئة غالبا بالافراد العصابين مقارنة بالافراد الاسوياء( ) ويرتبط الانبساط بصفته احدى السمات التي تكون الجانب الانفعالي للشخصية بعلاقة ايجابية مع مستوى الطموح وتكون هذه العلاقة سلبية للفرد الانطوائي) ( ).

(فأداء الفرد الانبساطي يتحدد باشياء خارجية وبالعلاقات ، اما أداء الفرد الانطوائي فيتحدد بوساطة حالاته الداخلية ، بدلا عن الحقائق الموضوعية فالافتقار الى الجماعة المرجعية ، قد يقضي بالفرد الانطوائي الى ان يتخذ اسلوبا متشددا عن قيامه بتحديد مستوى طموحه ، بينما تساعد المجموعة المرجعية التي يعتمد عليها الفرد الانبساطي في سلوكه على ان تكون تقديراته متقاربة كليا مع الدرجات لقياس الموضوعية) ( ).
فالرياضي كلما كان هادئا تمكن من اتخاذ القرار الصحيح اثناء اللعب والتصرف الصائب بعيدا عن الضغوط النفسية لاجراء التدريب او البطولات والمباريات .
اما اذا كان اللاعب من العصابين او متشدد اثناء اللعب فهذا سوف يؤثر في نتيجة المباريات ولم يستطيع تحقيق أي أداء ويكون بعيدا عن مستوى الطموح.
عاشراً : الجنس.
((ان مستوى طموح الذكور يكون اعلى من مستوى طموح الاناث بصورة عامة لانهم يميلون الى وضع طموحاتهم اعلى من طاقاتهم في الميادين المختلفة للحياة سواء أقتصادية كانت أم دراسية أم اجتماعية نظراً لتباين التنشئة الاجتماعية بين الذكور والاناث والدور المتوقع لكل منهما)) ( ).
اثبتت الدراسات العلمية ان اللاعب يحقق اداء اكبر من اللاعبة نظرا للظروف التي تحيط باللاعبة من مكانة اجتماعية حيث ان اللاعب تكون له فرصة اكبر للمشاركة في الاندية الرياضية ، اما اللاعبة فتكون التنشئة الاجتماعية والوضع الاجتماعي مهما بالنسبة اليها في عدم تحقيق طموحها وهذا مما يؤكد ان مستوى طموح الذكور اعلى من مستوى طموح الاناث فالعادات والتقاليد تحول من دون ممارسة النساء للرياضة وللنشاط الرياضي بشكل محدود .
(وفي الميدان الرياضي فأن الاناث يحتاجون الى تشجيع اكثر من الذكور وهذا ناجم من ان الاولاد يمرون بخبرات ذات اشكال قريبة للرياضة اكثر من البنات ولا شك ان المرأة في مجتمعات عديدة يلاحقها تصور اجتماعي حول امكاناتها البدنية فهي الام والمربية وهي المعلمة والممرضة وعندما تختار مهنة تشارك بها الرجل وتتنافس معه في الادوار الاجتماعية او تتفوق عليه فأن التصور الاجتماعي الخاطئ يبقى واحدا من المسائل المهمة التي تحجب المرأة عن اثبات جدراتها وتفوقها وتحول دون اعطائها فرص الطموح المشروعة في العمل والابداع وهذا التصور لا يزال يلاحق المرأة في ميادين التربية الرياضية فالعادات الموروثة والاحكام الاجتماعية وبعض المعتقدات الدينية يعيق المرأة من تحقيق رغبتها في ممارسة الرياضة المطلوبة) ( ).

[طيبه عجام]

[mark=FFFF00]د. لمياء الديوان

عطاء مميز

وتواجد متواصل في القسم

اشراف ومراقبه ومتابعه رائعه

جزاك الله خير الجزاء لما تقدم من منفعه حقيقيه

تحيتي [/mark]

[لمياء الديوان]

طيبه عجام



الله يعطيك العافية وينور عليك ويزيدك من فضله

[دودو الجزائري]

شكراً الاستاذة الدكتورة لمياء...نحن نستفيد منك كثيراً
فالله يحميك ويجزيك خيراً

[TαlαL]

دكتوره

الله يعطيك العافيه

ماقصرتي

[أ- منصور]

الله يعطيك الصحة والعافية

[لمياء الديوان]

دودو الجزائري



شكرا لك وفقك الله

[لمياء الديوان]

طلال


كل تقديري لك

[لمياء الديوان]

الاستاذ منصور


تقديري لك