أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله ومن والاه .
وبعد ، فهذا الحديث قد روي عن جماعة من الصحابة مرفوعا ، منهم : عبد الله بن أبي أوفى ، وعبد الله بن مسعود ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عمرو .

ـ حديث ابن أبي أوفى :
أخرجه ابن صاعد في مسند عبد الله بن أبي أوفى ( 43 ) ، والواحدي في "الوسيط" (1/ 65/ 1) من طريق سُرَيْج بْن يُونُسَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَسُكُوتُهُ تَسْبِيحٌ، وَدُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ، وَعَمَلُهُ مُتَقَبَّلٌ» .
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ( 3938 ) من طريق سريج بن يونس به .
وقد تابع سليمانَ هذا ، أبو معاذ معروف بن حسان ، فيما أخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" ( 142 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان ( 3939 ) ، والسلفي في "أحاديث منتخبة" (133/ 1) عن أبي معاذ معروف بن حسان ، عن زياد الأعلم ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (3937 ) عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي ، كلاهما ( زياد وعنبسة ) عن عبد الملك بن عمير به .قال الألباني في الضعيفة ( 4696 ) قلت : وهذا موضوع ؛ سليمان بن عمرو : هو أبو داود النخعي ، وهو كذاب .
ومعروف هذا ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال : "قال ابن عدي : منكر الحديث" .
وهو بهذا ضعيف فقط ، لذا حكم عليه العلامة الألباني بالضعف .
وقال العراقي في تخريج أحاديق الإحياء : ورواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث عبد الله بن أبي أوفى ، وفيه سليمان بن عمرو النخعي أحد الكذابين .

ـ حديث عبد الله بن مسعود :
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 5 / 83 من طريق جَعْفَر بْن أَحْمَدَ بْنِ بَهْرَامَ نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي طيبةَ، عَنْ كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَنَفَسُهُ تَسْبِيحٌ، وَدُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ»
وهذا إسناد ضعيف ؛ كرز بن وبرة رجل صالح ، لا يعرف برواية الحديث . وأبو طيبة : اسمه عبد الله بن مسلم المروزي : تكلم فيه ، له أوهام .
ومن دونه ؛ لم أعرفهما .

ـ حديث علي بن أبي طالب :
أخرجه الجرجاني في تاريخ جرجان 1 / 370 قال : أخبرنا أبو ذر إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الضبابي - بالكوفة في بني كاهل ، عند مسجد الأعمش - : حدثنا جعفر بن محمد النيسابوري : حدثنا علي بن سلمة العامري : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : حدثني أبي عن أبيه مرفوعاً ، بلفظ :
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ فإنه - مع إعضاله - واه ؛ محمد بن جعفر تكلم فيه .
ومن دونه - بإستثناء أبي ذر - ؛ لم أعرفهما .
وأخرجه الشجري الجرجاني في " ترتيب الأمالي " ( 1326 ) قال : حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ الدِّيبَاجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَنَعَسُهُ تَسْبِيحٌ»
وهو مظلم أيضا .


ـ حدث عبد الله بن عمرو :
أخرجه ابن منده في " أماليه " ـ كما في تخريج أحاديث الإحياء للعراقي ( 7 ) قال : رويناه في أمالي ابن مندة من رواية ابن المغيرة القواس عن عبد الله بن عمر بسند ضعيف ولعله عبد الله بن عمرو فإنهم لم يذكروا لابن المغيرة رواية إلا عنه .


وهذا يختلف عما اشتهر على ألسنة العوام : نوم الظالم عبادة . وهو مما لا أصل له .
قال العجلوني في كشف الخفاء : نوم العالم (كذا ، وهو تحريف ، وصوابه : الصائم ) عبادة وصمته تسبيح وعمله مضاعف ودعاؤه مستجاب . رواه البيهقي بسند ضعيف عن عبد الله بن أبي أوفى لكن روى أبو نعيم في الحلية عن سلمان نوم على علم خير من صلاة على جهل لأن العالم ينوي التقوي على الطاعة بخلاف الجاهل وقيل : نوم الظالم عبادة لأنه فيه ترك الظلم .
وقال ملا علي القاري في الموضوعات الكبرى ص 374 :
نوم العالم عبادة .
لا أصل له في المرفوع هكذا ، بل ورد :
نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح وعمله مضاعف ودعاؤه مستجاب وذنبه مغفور
رواه البيهقي بسند ضعيف عن عبد الله بن أبي أوفى لكن روى أبو نعيم في الحلية عن سلمان نوم على علم خير من صلاة على جهل ففي الجملة من كان عالما فنومه عبادة لأنه ينوي به النشاط على الطاعة ومن هنا قيل نوم الظالم عبادة لأن تلك السنة عبادة بالنسبة إليه في ترك ظلمه .