عدنان جستنية :

وصفت في برنامج تلفزيوني اللاعب الكبير محمد نور بوصف لاقى استياءً شديدا من
محبيه، ولم أكن أعنيه بشخصه أو مستواه الفني إنما على صعيد سلوكه الشخصي الذي تبدل بعد بطولة (السلام) الدولية التي شارك فيها نادي الاتحاد فيه من التعالي والغرور من خلال أسلوب تعامله مع عدة إدارات آخرها إدارة الفايز وكذلك زملائه بعض اللاعبين ناهيك عن مدربين فضلوا الرحيل بعدما وجدوا أنه يملك (سلطة) أقوى من سلطة أي رئيس بحكم إعلام يدافع عنه وجماهير متيمة بحبه.
ـ بعدانتقاله لنادي النصر كنت قد حمدت الله على ذلك كثيرا واعتبرت القرار التاريخي الذي اتخذته الإدارة آنذاك بمثابة (بطولة) لوحدها ومازلت عند رأيي حتى وإن كان هناك من يخالفني الرأي وينظر إلى موقفي بنظرة الحاقد وليس (الناقد).
ـ وبما أن الأخبار الواردة أشارت إلى أن إبراهيم البلوي وافق على عودته بعقد لن أدخل في تفاصيله المادية ومدته الآن، إنما الذي استرعى انتباهي هو توقيت تسريب خبر هذه العودة ثم تأكيدها الذي تزامن مع تعاقد نادي النصر مع المدرب (كانيدا) بما يعني أن انتظار اللاعب لموافقة والدته لم يكن إلا (استهلاكا) إعلاميا وذلك لسببين لاثالث لهما، حيث إنه بعد انتهاء علاقته مع (العالمي) قدم له عرضين، العرض الأول من الإدارة النصراوية مدته الزمنية (سنتان) والعرض الثاني من الاتحاد لمدة (سنة)، وكان معترضاً على هذه المدة التي أصر البلوي عليها على الرغم من كل (الوساطات) التي استخدمت إلا أنها فشلت تماما وهذا ماجعل (أبونوران) منتظرا قرار الإدارة النصراوية حول المدرب الذي سوف تتعاقد معه، حيث إنه في حالة بقاء (كارينيو) مدربا فإنه سيقبل بالعرض الاتحادي من منظور أن هذا المدرب لم يكن يعطيه الفرصة الكاملة لتمثيل الفريق (البطل) وهذا ماعبر عنه في برنامج (كورة)، ولكن (الصدمة) التي لم يكن يتوقعها أن إدارة الأمير فيصل بن تركي تعاقدت مع المدرب (كانيدا) الذي قبل مغادرته للعميد رفض السلام عليه في مشهد مازال محفوظا في الذاكرة، عندها أدرك نور فحوى الرسالة (البليغة) من تعاقد النصراويين مع هذا المدرب لم يكن أمامه خيار إلا الامتثال لرغبة البلوي (مجبرا أخاك لا بطل) وأعلن موافقته بالأمس بالتوقيع لسنة كاملة حسب الخبر المنشور في جريدة الوطن.
ـ وبما أن وجود نور في الاتحاد بالموسم المقبل أصبح أمرا واقعا تقديرا لتاريخه ولنهاية (مشرفة) لمشواره الكروي الحافل بالإنجازات فإنني أتمنى من (الأسطورة) الاتحادية الاستفادة من تجربته بنادي النصر بعدما عرف (الفرق) بين حجم التقدير الذي كان يجده في ناديه الأصلي كـ(قائد) والنادي الآخر الذي احترف فيه، ولهذا أتوقع تخلصه من عدم الاستجابة لتعليمات المدرب سواء اختياره لاعبا أساسيا أو في الاحتياط
أو حتى إن وجد لاعبا (شابا) ففضل الاستفادة في مباراة والاستغناء عن لاعب يحتاج إلى قسط كبير من الراحة كما كايفعل كارينيو.
ـ محمد نور كلاعب موهوب لايمكن الاختلاف على موهبته وإنه من النجوم القلائل الذين أنجبتهم الكرة السعودية ولكن (للسن أحكام) ولهذا يجب أن يعترف بهذه الحقيقة خاصة مع فريق حاليا يتميز بالسرعة
وتأخير اللعب وتعطيله باحتضان الكرة كان أمرا مقبولا منه في فترة سابقة أما الآن بات مرفوضا، ولهذا ينبغي عليه مجاراة اللاعبين الشباب وأسلوب أدائهم الفني الذي من المؤكد أي مدرب سواء القروني أو غيره حريص على الالتزام بهذا الرتم السريع والمحافظة على توليفة لن يسمح بمن يؤثر عليها.
ـ من هذاالمنطلق أتمنى من نور أن تأتي مشاركته في نصف الساعة الأخير من الشوط الثاني حتى تساعده لياقته بأن تكون في نفس مستوى لياقة الشباب في فريقه والفريق المنافس، كما أن بقاءه في دكة الاحتياط يتيح له كلاعب (خبرة) معرفة نقاط الضعف في الفريق المنافس لتصبح مشاركته لها تأثيرها الفعال والإيجابي في ترجيح أو تعزيز كفة فريقه.
ـ ماكان مسموحا لنور ويتم التغاضي عنه في ثلاث إدارات سابقة لن يصبح متاحا له في إدارة البلوي إبراهيم، فقد أصبح (مكشوفا) فكرا وغاية وتوجها وهو يعلم ذلك جيدا، فهل نرى خاتمة (سعيدة) للقوة العاشرة
مستفيدا من محبة الجماهير له ومن فرصة عمر قدمت له على طبق من ذهب من قبل شلة (متعاطفين) لعله يستثمرها جيدا أم يواصل نفس أسلوبه القديم و(غرور) يقضي عليه في نهاية مؤسفة ومؤلمة لانتمناها له؟ الإجابة هو الذي يملكها ولتبقى مفتوحة حتى إشعارآخر.