أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الشيخ على أبو العيش معمر أردنى يسكن بقرية الشجرة فى الأردن يروى عن السيد بدر الدين الحسنى و الدقر

و هذه ترجمة وجدتها له
موجز سيرته الشخصية
ولد الشيخ علي أبو العيش سنة 1912م، وكان ميلاده في قرية عمراوة في شمال الأردن مقابل الهضبة السورية. والواقع أن نشأته في تلك القرية النائية في منطقة لم تكن تتفاعل مع غيرها، ثم وعي أسرته بإرساله للدراسة في مدينة دمشق إنما يجعلنا نستنتج أن الشيخ علي نشأ في أسرة لديها من سعة الأفق ما جعلها تقدر قيمة التعليم في تلك الفترة المظلمة.
وهو الآن يقضي فترة التقاعد في قرية الشجرة - التي تبعد عن قرية عمراوة 20كم-.
وللشيخ علي أسرة تتألف من ثلاثة أبناء وأربع بنات هم: محمد وأحمد وعبد الستار وبدرة وبدرية وفاطمة ورحمة.
تعليمه وثقافته وشيوخه
تلقى الشيخ علي تعليمه في دمشق في مدرسة الشميساتية قرب المسجد الأموي من الجهة الشمالية. وكانت هذه المدرسة في السابق بيتا للخليفة عمر بن عبدالعزيز بن مروان الأموي.
وفي هذه المدرسة تتلمذ الشيخ علي أبو العيش على يدي نخبة من كبار علماء الشام الذين اشتهروا بالعلم والورع والتقوى.
كان شيخه في الحديث الشيخ بدرالدين الحسني الذي كان يحفظ صحيح البخاري عن ظهر قلب.
أما شيخه بالأدب الشيخ علي الذقر تلميذ الشيخ بدر الدين الحسني، وشيخه في اللغة العربية الشيخ عبدالكريم الرفاعي، وشيخه في الفقه الشيخ أحمد البصراوي فقيه على المذهب الشافعي، وشيخه في المنطق والبيان الشيخ عبدالحليم الطباع، وشيخه في التوحيد الشيخ حسن حبنكة وغيرهم ممن اشتهروا في تلك الفترة.
واستمرت مدة دراسة الشيخ علي في الشام 6 سنوات، وكانت دمشق وقتها تعج بالمدارس الإسلامية ومعاهد التراث والثقافة. بل إن البيئة العامة كانت بيئة ثقافية، فكانت الثقافة هي مادة الحديث التي يتحدث بها عامة الشعب.
المناهج الدراسية
كانت المناهج التي درسها الشيخ علي متضمنة الكتب التالية:
1- جوهرة التوحيد
2- ألفية ابن مالك
3- كتب السيرة النبوية والفقه والأدب
وكانت طريقة التدريس حلقات، كل حلقة تشمل 10 – 15 طالبا ، والأستاذ عن طريق كتاب مخصص للمنهاج.
تخرجه وحياته العملية
عاد الشيخ علي إلى الأردن وإلى منطقة الرمثا التي كان ميلاده في أحد قراها – عمراوة - ، وفتح أول كتَّاب في قرية الشجرة سنة 1936م، وكان الكتَّاب المعهد البارز فيها، ولذلك لم يقتصر على استقبال طلاب قرية الشجرة وإنما جاءه طلاب من القرى المجاورة ( الطرة وعمراوة والذنيبة...) .
كان الشيخ علي واسع الأفق، بعيد النظر، لم يقصُر الدراسة على استقبال الذكور وإنما أضاف الإناث، ويذكر الشيخ علي بعضا منهن مثل: بدرة وبدرية – ابنتا الشيخ علي أبو العيش-، وعائشة الظاهر، وتمام أبو فرجة – وهي من أسرة لبنانية كانت تقيم في قرية الشجرة-، وفتحية زوجة أحمد محسن – وهي من مدينة دمشق تزوجت في قرية الشجرة-، وجواهر سليمان رمضان، وبدرية عبدالرحمن الشبول وغيرهن.
ويذكر الشيخ علي أنه كان يستقبل في كل عام عددا يتراوح ما بين 40- 80 طالبا.
البرنامج الدراسي في الكتَّاب
يقول الشيخ علي: كنت أبدأ في تعليم الطالب من الحروف الأبجدية حتى يتمكن من حفظها وكتابتها، وبعد ذلك أنقله إلى دراسة سورة الفاتحة مع كتابتها ونسخها، والهدف من ذلك أن يتقن الطالب فراءتها وكتابتها. ثم ينتقل الطالب إلى الجزء الأخير من القرآن الكريم (جزء عمَّ)، فيبدأ من سورة الناس إلى سورة النبأ، وهكذا حتى يختم كل طالب القرآن، وتقام له حفلة التخرج.
ويتابع الشيخ على قائلا: وكنت أعلم الطلاب العمليات الحسابية الأربع (الجمع والطرح والضرب والقسمة)، والخط حيث كنت أكتب لهم بعض الجمل ليكرروا كتابتها عدة مرات. وكنت أعلمهم القصائد الشعرية، والخطب الهادفة، والحِكم الأصيلة، وشعر الحماسة مثل شعر الإمام الشافعي والمتنبي وزهير بن أبي سلمى.
رسوم الدراسة:
كذلك سألنا الشيخ عن الأجرة التي كان يتقاضاها أو راتبه الشهري، فقال – وهو يبتسم - :
كانت الأجرة كل يوم خميس قرشا أو نصف قرش، وبيضة واحدة. وعندما يختم أحد الطلاب القرآن يقدم أهله هدية للكتَّاب مقداره نصف دينار أو مدّا من القمح في أيام الحصاد.
والطالب الذي يحفظ القرآن كان المعهد (الكتَّاب) يقيم له زفِّه يزفه إلى بيت أهله، ويكرمهم والد الطالب بتناول طعام الغداء أو تقديم الحلوة.
الدور الإجتماعي لشيخ الكتَّاب:
ويضيف الشيخ علي أنه بالإضافة إلى التدريس تم تعينه مأذونا شرعيا في لواء الرمثا، وكانت أجرة العقد دينار ونصف. وبعد ذلك تم تعينه إماما وخطيبا لمسجد قرية الشجرة، وكانت أجرته السنوية ثمانين مُد من القمح. وكان هناك شخص أكبر منه سنا يساعده في خدمة المسجد وإقامة الآذان للصلوات الخمس وهو الحاج محمد عودةالله الشبول الذي تميز بالكرم والتقوى.
ثم انتقل إلى الأوقاف واعظا متجولا في قضاء الرمثا كله، وخلال هذه السنوات كان الشيخ علي منفتحا على جميع التيارات الإسلامية مما جعله واعظا متميزا في المحتوى والأسلوب.
بعد هذه المسيرة الحافلة بالعطاء والخير والتفاني وبالعمل الدؤوب، ما زال الشيخ علي يتمتع بكامل قواه العقلية موفور الصحة بالنسبة لعمره الذي وصل القرن، وما زال مجلسه مجلس علم. بل أن زوّاره لا يجدون عنده إلا العلم والأدب الذي يجد الشيخ علي فيهما متعته في سن شيخوخته الحالية، وما زال طلابه يحبونه ويكرمونه ويكررون زيارته اعترافا بالجميل.
وللشيخ علي ولع بدراسة القرآن الكريم، ومن أقواله:
"من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن"



و جزاكم الله خيرا ....