,,



لا أخالك تعرفي



لم تعرفيني لا أخالك تعرفي
حرفاً تفرّد من دفاتر أحرفي

إني عرفتك طفلةً مغرورةً
تمحو النقاط عن الحروف فتختفي

ما زلت أُغدق بالتسامح مُجبراً
من قلب ملهوفٍ عليك وُمرهَفِ

يا طفلةً غراء مكنها الهوى
نالت من المسلوب نيل المترفِ

وسرقت من عينيه كل بريقها
ورقاده بتوددٍ وتلطّفِ

ونفثت سحر النايَ أغنية الهوى
ليهيم في سحر الجمال ويكتفي

كم نام ملء الجفن صباً هائماً
أهزوجةً من فيك أروع عازفِ

أعطاك ما في القلب دون ترددٍ
كل الجنان وما حوته لتقطفِ

واليوم يلمحُ في خطابك نبرةً
ممزوجة بظنون شكٍ مُقرف

وكأنه ما كان يوماً مخلصاً
وهو الذي في البذل أكبرَ مسرفِ

حتى أفاء على البعيد بفيئهِ
وغدا القريب بكل ركنٍ وارفِ

وهو الذي في الذّب أبسل ضيغم
يخشاه من بين الأنام العارفِ

أهداه رب العز هيبة فارسٍ
ووقار شيخٍ عابدٍ متعففِ

والآن جُرد من بقايا اسمه
جرد الثياب عن الأديم الواقف

مهزوزة الأفكار تقرب تارةً
وتعود أحياناً بدون تكلّفِ

وتموج بين لطافةً وتعنتٍ
موج الرياح تزيل أعتا الأسقف

وإذا هدأتِ لبعض وقتٍ قلما
أهديتني شيئاً ولما تقصفي

أيقنت أن لا لا مناص من الأذى
إما بقربٍ منك أو بتوقفِ

يا ذات أحبال الوصال ترفقي
جذو الوصال إذا تباعد ينطف

لو أنّ مُمسكةَ الوصالِ ترفقت
أمسى وصالاً فيه غير ملفلفِ

ولكان جيد الوصل في طياته
أغلى خصال الوصل لو تتلطف





,,