أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحَمدُ لله ربِّنا، والصَّلاة والسَّلام على نبِيِّنا، وآله وصَحبهِ . وبَعدُ:
فقَدْ تَهُونُ عَلَى الـمَرْءِ أَشْيَاءٌ لاَ يَعْرِفُ قِيمَتَها إلاَّ إِذَا نُبِّهَ ... إلاَّ إِذَا نُبِّهَ كَلامًا أو فَقْدًا ، ثُم إنَّه قَدْ يَتَنَبَّهُ وَ قَد لاَ يَتنَبّه لِيَبْقَى فِي تِلكَ العَماهَة ، وَ لِتَحِقَّ عَلَيْهِ الضَّلاَلَة ؛ و الأَدْهَى وَالأَمَرّ ، كمَا يَقُولُونَ ، أنْ يَكُونَ المفْقُودُ أَعَزَّ مَوْجُودٍ = وَ هُوَ الدِّينُ : فَهذِه بَليَّة البلايا (وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) . فـ"ـاللّهُمَّ يَا وَلِيَّ الِإسلامِ وَ أَهْلِهِ مَسِّكْنَا بِالإِسْلاَمِ حَتَّى نَلْقَاكَ عَلَيْهِ " – كَانَ يَدْعُو بهِ نَبِيُّنَا ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ،-.
مِنْ عَادَةِ (الأَسْمَارِ: جمع "سَمَر" ) أَنْ تَكُونَ ليْلاً ، و التِي سَأَتَكَلَّمُ عَنْهَا (مَعْ أَبَاطِيلِهَا ) لَمْ تَكُنْ كَذَلك ؛ لأَنَّها كَانَت (وَ لا تَزال) فِي وَضَح ( النَّهار) ، و شَاهَدَهَا ( وَ مَا يَزَال ) كَثِيـر منَ ( النَّاس) .. نعم ! ، فِي وَسط "النَّهار".
أَسْتَسْمِحُ القَارِئ الكَريمَ عُذْرًا عَلَى هَذا العُِنوانِ ، الذِي يُحيِي فِيه ذِكرَى قَد تَعَانَق فِيها الوجْدَان معَ الرُّوح : ذِكرَى شيخِ العَربيَّةِ مَحْمُودُ شَاكِر – عَلَيه الرَّحْمَةُ وَ الرِّضْوَانُ - ، وَ لَنْ أَتَكَلَّم عَنْه ، و إِنْ كَانَ الكَلاَمُ عَنْ هَذَا العِمْلاَقِ مُهِمًا جِدًّا ، – خُصُوصًا فِي هَذا الوَقتِ - ؛ لَكن الذِي أُريدُ التَّكلُّم عَنْهُ هُو شَيءٌ آخَر عَلَى النَّقِيضِ التَّمَامِ مِنه ..
- أتقصد : قزما !!
- = لَعَلَّه هُو .
أَتَكَلَّمُ عَنْ مَّنْ قَدْ جَاوَزَ طَوْرَه ، وَكَسَرَ حُدودَ حُرمَته ، وتَعدّى حُرمَةَ حُدُودِه ! ، فِي صَفَاقَةٍ يَنْدَى لَهَا الجَبِين ، وَجُرْأَةٍ بَالِغةٍ عَلَى الدِّين. لَم أَتَبَيَّنْ إِلى الآن مَا هُو ؛ فَإِنْ كَان شَيطانًا مِن الشَّياطِينِ التِي تَظْهَرُ فِي آخِر الزَّمانِ لِتُحَدِّثَ النَّاسَ بِمَا لَم تَسْمَعْهُ وَ لاَ آبَاؤُهم = فَيكفِي التَّعُوذُ بالله العَظِيم مِنْ شَرِّه ( و قُلْ : رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ) ، وَ إِنْ كَانَ مِنْ غيرِ جِنْسِهِم ؛ وَ لاَ أُرَاهُ بَشَرًا – أَسَفًا ، وحَمْدًا - ، فَاللَّجَأُ إِلَى اللهِ أَنْ يَعْصِمَنَا وَ يَقْصِمَهُ . فَلاَ أَدْرِي كَيْفَ بَرَزَ هَذَا (الشَّيءُ) و لاَ كَيْفَ حَلَ وَ لاَ مِنْ أيِّ مَكَانٍ نَزَل .
لَقَدْ أَحْيَى فِيَّ - و يا للعَجَبِ ! - ذِكْرَى (أَجَاكْس) ؛ بَلْ شَخْصَهُ ، و يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا أَن هَذَا (الشَّيءَ) مُسلِم وَ يَتَكلَّم فِي الإِسلاَم – طَبْعًا ، مِنْ رُؤْيَتِهِ هُوَ لِلإِسْلاَمِ !- وَ الآخَر تِلْمِيذُ التَّنْصِير .
أَتَعْرِفُ ( أَجَاكس )؟ ، هَذَا الاسْمُ قَدْ وَسَمَهُ الشَّيخ مَحْمُودُ شَاكر إِلَى أَحَدِ ( المهرِّجين ) فِي ذَاكَ الزَّمَان ؛ للويس عوض ، الذِي جَعَل مِن العَربية – بِرُمَّتها – وَ مَرَامَاتِهَــا = ( حَدُّوتة ) كاَنَتْ .. ثُم وَلَّتْ ، بِأُسلُوبٍ غَثّ ، وَ بِتَحَامُلٍ رَثّ . وَ دَعَا النَّاسَ إِلَى أَشْيَاءَ ، يَشْتَرِكُ مَعَهُ فِيهَا هَذَا الأَجَاكْس فِي نَفْسِ المبْدَإِ = الإِفْسَادُ . مَع فَارِقِ أَنَّ هَذَا تَحتَ عمَامَة الدّين ، وَ الآخرُ (لويس) تَحتَ عَبَاءَة المُنَصِّرِينَ ( انظر : أباطيل و أسمار ، لتترك الاستفسار )..
بَلْ إِنَّه قَدْ أَحْيَى فِيَّ عَلى تَبَاعُدِ الأَزْمَان (الشرلتان) بِسِرْكِه ، وَ تَهْرِيجِه وَ تَنَطُّعِه وَ تَكَبُّرهِ وَ بِأَصْلِ كَلمة (الشارلتان) التِي تَدُلُّ عَلَى احْتِرَافٍ فِي التَّحَايُل ...أَلَمْ أقُل لَّكَ إِنَّهَا أَبَاطِيلُ وَأَسْمَار(وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا..).
لَيْسَ حَسَنًا ، أَنْ يَظْهَرَ شَخْصٌ دَعِيٌّ مُدَّعٍ (قَلْبُهُ يَتَلَهَّبُ) لِيُعَلِّمَ النَّاسَ الدِّينَ ، ثم (( يتخذ [ظهوره] أداةً لِخداعِ [" المشَاهد "] عن عَقلِه و التَّغريرِ بِه ، ولكن هذا كَان ! )) ( محمود شاكر ،أباطيل و أسمار، ص:35) . ثُمّ يَمزجُ ذَلِك الطَّمْسِ –كَاسْمِهِ- بِحرَكَاتٍ تُنْبِيكَ عنْ شَخْصِيّة الإنسَان (السَّوي !!)، و يَتَمَادَى فِي (تَحْرِيرِ) الفَتَاوَى ، حَتى يَجْعلَها علَى طَرِيقَةِ (برَّاحٍ) في سوقٍ :" اللِّي يْحب الطّْعَام (أي : الكسكس)..اللِّي يحب النظافة..اللِّي يحب الحلوى..اللي يحب ... "، مَعَ اعتِنَاءٍ بالألفاظ ظَاهِر !!! و ( كُلٌّ يُنْفِقُ مِمَّا عِندهُ).
و فِي مَقطَع عَرضَه عليَّ أَخٌ يُحِبُّ اللَّطَائِفَ الغَرِيبَة لِمُشَاهدَتِه وَ سماعِهِ ، وقَالَ شَرْطُ سَمَاعِ المقْطَعِ أَن تَسْمَعَهُ وَحْدَكَ بِمعزل . فَاسْتَغْرَبْتُ ذَلِك مِنْه ، و نَفذتُ طَلَبَه ؛ لأَكْتَشِفَ الفَاجِعَةَ : كَلَامٌ لاَ يَقُولُه عاميٌّ (سُوقِي) فَكَيْفَ بِـ(ـبرَّاحٍ) فكيف بـ(ـفَضِيحَة الشيخ !!! – فضحه الله - ).. . لَقَدْ ((تَوَقَّفْتُ دَهْشةً ، وَ لَم يُخَامرني شكٌّ في أنَّ ...[المسْكِين] دَاخِلٌ فِيمَا يُسَمِّيهِ الأطِبَّاء :" مانيا هلُّو سيناتوريا " ، وَهُو الهَذَيَانُ وَالوسْوَسة و اخْتِلاطُ العقْلِ. و قُلتُ : حَالَةُ لُطْفٍ !))أباطيل و أسمار:ص8.
الأَمْرُ لَمْ يُصْبِحْ أُضْحُوكَةً كَمَا كَانَ ، بِـ"سِرْكِهِ" المقَام في تِلكَ القَنَال " قَنَاة الشَّنَار " ، عَفْوًا .."النَّار"..آسف .. " النَّهَار" ، مَعَ أَنَّ النَّاسَ تَرَى أنَّهُ في غَايَة الجِدِّ . الأمْرُ يأخذُ مَنْحًى آخَر ، كَمَا يَقُولُونَ ، ذَلكَ أَنَّهُ قَدْ مَسَّ الدِّينَ وَ مَسّ اللّغةَ ؛ بَلْ مسّ الأَخْلاقَ والحَيَاءَ بِدَعْوَى التَيْسِير عَلَى النَّاس = للفَهْم ( وَ للنَّاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَ مَذَاهِبُ ).
هَذَا (المسخُ) أَصْبَحَ يَتَطاوَلُ عَلَى الثَّوَابِتِ بِتحريرِه المعْهُود ، وَ يُقسِم يَمِينا .. وَ يَزِيدُ أيمانًا أُخَرَ: أنَّ هَذا هُو الدِّينُ وَ غَيرُه باطِلٌ صُرَاحٌ وَ زَيف مَحْضٌ . أَصْبَحْنَا الآن ، بِبَرَكةِ سيدي (الشارلتان) – على طريقته -، نُبَيِّنُ للنَّاس مَا كانَ مُتَقَرِّرًا عَلَى أنَّهُ دِينٌ وَ سُنَّة ، وَ(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ).
وَ مَنْهَجُه في ذَلِكَ أنَّه جَمَع ( و ما يزال يَجْمَع ، أو يُجْمَع لَه )كُل مَا تَطولهُ يَدُه من البِدَع التي استُحدثَت في الدِّينِ ، خُصُوصًا تِلْكَ التي نَبَّهَ عَليهَا عُلماءُ أهلِ السُّنّةِ ؛ فَتَرَاهُ مُقَرِّرًا لَها ، مُدافعًا عَنْهَا ، مُستدلاًّ لَهَا – لا بِكَلام اللهِ ،جَل في عُلاَه، و لاَ بكَلامِ الرسول عَلَيهِ صَلاةُ اللهِ تَتْرَى و السَلاَم ؛ بَل بقَولِ فُلانٍ و قِيلِ عَلاَّن ( و النبي ، صَلَّى علَيه رَبِّي وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : وَكَرِه لَكم (أي : الله جَلَّ ثناؤه) قِيلَ وَ قَال ).
و اسْتدلالُه لا يَعْدُو شَقْشَقَاتٍ و نُقُولاَتِ (كُسَيرٍ وَ عُوَيرٍ وَ ثَالِثٍ مَا فِيهِ خَير) – كَمَا قَالَ ذَهَبِيُّ العَصرِ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ يَحيَى المُعَلِّمِي اليَمَانِي ، عَلَيْهِ شآبِيبُ الرَّحْمَةِ وَ سَحَائِبُ المغْفِرَة ، وَ إِنْ لَم يُصَرِّحْ بِهَا هَذا الـ..(ـبراح) ، وَ لَكِن ( قَدْ بَدَتْ .. مِنْ أفْوَاهِهِم).
أَثَّـرَ البُهْـتَانُ فِـيهِ * وَ انْطَـلَى الزُّورُ عَلَيه
يَـا لَهُ مِـنْ بَبغَـاء * عَقْلُـهُ فِي أُذُنَيْه

وَ أَجْمَلُ وَصفٍ مُطابقٍ لَهُ – مَعَ بَشَاعتِهِ – وَصفُ صَاحبِ الصَّحيفةِ الصَّفرَاءِ ...
كَأنِّي أَرَى ابتِسَامَةً ارتسمَتْ عَلَى شِفَاهِ القَارِئ يَسْتَتِرُ خَلفَهَا فُضولٌ عَنْ خبر الخبر ؛ فَإليكَ الـمَسَرَّةُ :
نبأُ "الرجل الذي طَلَبَ عِلْمَ الفَصِيحِ مِنْ كَلاَمِ النَّاس؛ فَأَتَى صَديقاً لَه منَ العُلماءِِ، لَه عِلمٌ بِالفَصاحةِ، فَأَعْلَمَهُ حَاجَتَهُ إِلى عِلمِ الفَصِيحِ؛ فَرَسَمَ لَه صديقُه فِي صَحيفَةٍ صَفْرَاءَ فَصِيحَ الكَلاَمِ وَتَصَارِيفَه وَوُجوهَهُ؛ فَانصَرَفَ المتعلِّمُ إلى مَنْزلهِ؛ فَجعلَ يُكثِرُ قِراءَتَها وَلا يَقِفُ عَلَى مَعَانِيهَا. ثُم إنَّهُ جَلَسَ ذاَتَ يَومٍ في محفلٍ مِن أهلِ العلمِ والأدبِ، فَأَخَذَ في مُحاورَتِهم؛ فَجَرَتْ لَهُ كَلمةٌ أَخْطَأَ فِيها؛ فقَال لهُ بعضُ الجمَاعَةِ: إنَّكَ قَدْ أخطأت ( مَا أَشَدَّها مِن كَلِمَةٍ عَلى لاَبِسِ الثَّوْبَيْنِ .. ثَوْبَي الزُّورِ ) ؛ وَالوَجْهُ غيرُ مَا تَكَلَّمْتَ بِهِ، فَقَالَ وَكَيْفَ أُخْطِئ وقَدْ قرأتُ الصَّحيفةَ الصَّفراءَ؛ وهِيَ في مَنْزِلِي؟ فَكَانَت مَقَالَتُهُ لَهُم أوجَبَ للحُجَّةِ عَلَيهِ وزَادَهُ ذَلِكَ قُرْبًا مِنَ الجَهْلِ وَبُعْداً مِنَ الأدَبِ"اهـ. (ينظر:كليلة و دمنة ، لابن المقفع)
هَذَا لِلذِي وَجَدَ صَدِيقًا عَالِمًا ، فَكَيْفَ بِفَضِيحَةِ الشَّيخِ ( البَرْبَخُ ، و هو البالوعة من الخزف و غيره ) الذِي لَم يَجِدْ إِلا مَن ذُكِر... وَبالله نَسْتَدْفِعُ البَلاَيَا.

لَولاَ المَشَقَّةُ سَادَ النَّاسُ كُلُّهُمُ * الـجُودُ يُـفْقِرُ وُ الإِقْدَامُ قَـــتَّالُ

وَ إِن مِنَ العَجَائِبِ ( وَ العجَائبُ جَمَّةٌ ) أَن يَجْمعَ في كلاَمِهِ في مَجْلِسٍ وَاحِدٍ بَيْن قَوله: " هذا الأمْرُ سُنّة "، و بَينَ أنّه " دِينٌ جديدٌ أُحدِثَ " ، وَ المسْكِينُ إذا جَاءَتْهُ مِرَّته فَإنّه لاَ يَلْوِي عَلى شَيءٍ ، رَافِعًا صَوتَه ( و الجَاهِلُ إذَا ضَعُفَتْ حُجَّتُه عَلاَ صَوْتُه - بِلا دَاعٍ أو مُقْتَضٍ-)، مُلَوِّحًا بِيَدَيْهِ ، فَاغِرًا فَاهُ ؛ تَرَى الزَّبَدَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْن ثَنَايَاه .
كُلُّ هذَا وَ دَيْدَنُه الوَحِيدُ ( السَّلَفيين ) و (المتَمَسلِفة) ..إلَى غَيْرِ ذلِكَ مِن الألْقَابِ التِي يحدثها أهلُ الزَّيْغِ طَعْنًا في أهْلِ السُّنَّةِ وَ الجَمَاعَة = لِلتَّعْمِيَةِ عَلَى العَوَام (والعاميُّ عَلَى مَذْهَب ... قَنَاتِه !!! ) .
و الحمد لله رب العالمين.
ملحوظةٌ جميلةٌ للمتذوقين فقط...حصريا ( للمتذوقين فقط ):
" الله اسمُه ( الحق ) ، و هو (يَقُولُ الْحَقَّ ) ، و (يُحِقَّ الْحَقَّ ) ، و (لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ) ، و ( و يضرب الباطلَ بالحق ) .... و لكن الناس (أَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ )..." اهـ.
[صبحي الأشوح : إعجاز القراءات القرآنية – دراسة في تاريخ القراءات و اتجاهات القراء ، ص:7، ط1، 1419هـ-1998 صليبي،مكتبة وهبة ،القاهرة - مصر]

عبد اللطيف عبد القادر بن أحمد الجزائري – ذو القَعدة 1433- الجزائر العاصمة (حرسها الله).