من أكبر مكتسبات الجولة التي جمعت النصر بالهلال والتي إنتهت لمصلحة الهلال بنتيجة تاريخية قوامها ( 4 - 3 ) .. كونها كانت رد على بعض محبي الهلال قبل خصومهم أن الكابتن سامي الجابر كان مكان الثقة وعلى قدر المسؤولية التي وضعته في منصب المدير الفني للفريق الأول بنادي الهلال ،،،

عندما نقول ان اكبر مكتسبات تلك الجوله كانت ( سامي الجابر ) ! .. فنحن هنا لا نبارك انتصارات سامي على حساب الهلال ولا نضع الجابر في سلم الأولويات قبل نادي القرن ! .. ولكننا من وجهة نظر شخصية نرى إنه من الجميل ان ينظر الهلال نحو المستقبل وهو بين يدي أحد ابناءه المميزين والذين نثق إنه لن يخيب تطلعات فريقه ورجالاته ونجومه وجماهيره كما لم يفعل ذلك من قبل حينما كان لاعبا ثم أداريا ،،،

اذا ما عدنا الى الوراء قليلا .. فنود التذكير إنه عندما أجتمع رجالات الهلال في بحث قرار تعيين سامي الجابر لكي يتناول رأس الجهاز الفني في النادي .. فأن تلك الثقة لم تكن من أجل مرحلة معينه أو موسم سوف نرى نتائجه بخيره وشره ومن ثم يكون القرار بالتمديد أو الرحيل ! .. حقيقة أنا لا أظن ذلك مطلقا .. بل أعتقد ان الكابتن سامي الجابر كان مشروع الهلال للسنوات القادمة مهما كانت نتائج الموسم الأول طالما هنالك بوادر قد نجني بعض ثمارها الموسم المقبل والكثير منها إن شاء الله فيما ستتبعه من مواسم أخرى ،،،

والحقيقة التي دائما ما نريد ان نتجاهلها وهي إنه عندما طرح سامي الجابر على طاولة الخيارات وذلك قبل تعيينه رسميا بثلاث شهور .. كانت الادارة الهلالية ورجالات الهلال تدرس ماهي الخطط والبرامج التي يحملها سامي الجابر في حقيبته التدريبية .. وما هي طموحات هذا النجم من بيت الهلال ؟ .. لذلك فهي بعد نقاشات وحوارات كانت قد توصلت الى قناعه ان هذا الرجل لديه ما يملكه ويميزه ايضا عن اقرانه من المدربين .. وطالما كان هذا الرجل يبحث عن فرصه وهو الذي قد أعد لها جيدا فلماذا لا نمنحه اياها وقد منحناها لكثيرين قبله .. واذا لم يكن الآن الوقت المناسب فمتى سنجد ذلك الوقت ؟!

بعض محبي الهلال كانوا يروا فرضية ان يتم تجربة الجابر مع الفريق الأولمبي ! .. والحقيقة التي يتناساها هؤلاء الأحبة ان سامي الجابر عندما اجتهد في تطوير قدراته الادارية والتدريبية ووضع برامجه وخططه وقدم نفسه كمشروع مدرب هلالي قادم .. فهو كان قد فعل كل ذلك والتقى من التقى من رجالات الهلال حتى يبرهن على كفاءته وقدراته في قيادة الفريق الأول وليس الأولمبي .. ولو بحث سامي الجابر عن قيادة الأولمبي لنالها دون عناء .. وذلك ليس اقلالا في اهمية الفريق الأولمبي ولكن لأن الأضواء والجماهير تنصب مطالباتها نحو الفريق الأول بشكل أكبر بكثير من الفئات السنية الأخرى ،،،

عندما أعلن عن تولي سامي الجابر زمام القيادة في الفريق الأول كان ذلك بمثابة الصفعة التي خشى بعض العقول الضيقة أن يوجهها اليهم سامي مجددا بعد ان لقنهم اياها لاعبا وإداريا ! .. تلك العقول التي رأت ان الهلال يريد أن يكبر بانجازاته وابناءه وان يسير على خطى الأندية الكبرى التي تنجب اللاعبين وتصنع منهم نجوم وتحقق بهم البطولات ثم ينتقلون لكي يكونوا اداريين او مدربين او محللين او اكاديميين .. والهلال كان قد تمكن من صناعة كل ذلك من بطولات الى نجوم يحققون البطولات خارج الوطن السعودي مع اندية أخرى الى محللين في ارقى القنوات الرياضية الى مدرب وطني قادم بقدرات ومواصفات لم يتمكن الاخرون من تحقيقها وهو ينال اعلى الشهادات من لندن ويشرف على جهاز تدريبي في باريس .. لقد كان ذلك بمثابة الجاثوم الرابض على أنفاسهم المريضة ذات النظرة الضيقة .. فهم لم يفعلوا ذلك في أنديتهم ولن يكونوا قادرين على فعل ذلك لسنوات قادمة ،،،

وما أن تم الإعلان عن سامي الجابر مدربا للفريق الأول حتى وجدناهم يتباكون على الهلال أكثر من ابناءه ويتحدثون عن المخاطرة التي قد يقع فيها الهلال من هكذا تجربه وهم الذين كانوا يتفاخرون بالذبائح التي سوف يرهقون دمها اذا ما تمكنت فرق اسيا من اخراج الهلال من البطولة القارية بعد أن ضاقوا منه محليا ! .. هكذا تحول اولئك المحتقنيين دائما وابدا ضد الهلال الى حماه ومدافعين عن حمى الهلال ! .. وفي الشهر الأخير تحديدا بلغت ذروة تلك الحملات والتي شاهدناها من خلال التالي :

1 - أن الكابتن سامي الجابر من أصول يمانية ! .. وحقيقة ان هذا الموضوع كان يفترض ان لا يشكل إي أثر يذكر على الشارع الرياضي .. فالكابتن سامي الجابر سواء كان من منفوحة أو أصول يمانية كما هو حال كل من ينتسب للعرب أو كان جده قد قدم مع جنكيز خان من منغوليا ! .. فذلك لا يغير من حقيقة ان هذا الرجل يحمل الهوية الوطنية السعودية .. وبالتالي لا يحتاج الأمر الى تلك المزايدات الرخيصة التي قرأناها عبر قصاصات الصحف والتي ارادت سحب تركيز سامي الجابر خارج المستطيل الأخضر من خلال سفهاء العقول الذين منحوا أنفسهم حق اعادة تقييم المواطن السعودي ؟! .. واذا ما كان أصلي أو تقليد كأن الانسان في وجهة نظرهم بضاعة قد تكون اصلية وارد المانيا او تقليد وارد الصين !

2 - ياسر القحطاني ! .. سنوات طوال جدا وجماهيرهم عبر المدرجات تمارس كل انواع السفه والإساءة وتنال ظلما وعدوانا من النجم ياسر القحطاني دون ان يحركوا ساكنا ! .. بل لطالما برروا ودافعوا واستانسوا بتلك الممارسات سيئة السمعة الا إنهم مؤخرا أخذوا يعزفون على وتر النجم الموهبة ياسر والذي تم دفنه من سامي الجابر ! .. وذلك ليس حبا في ياسر كما شهدت مواقفهم ولكن محاولة لفتح جبهة داخلية مع سامي بطولتها ياسر القحطاني .. ولكن القحطاني كان أكبر من ذلك وكان رده عظيما يوم الأمس بهدفين كل منهما يقول : العالمي عندي !

3 - موقعة النصر الثالثة ! .. والتي أجتهد بها وعمل عليها بكل تفان بعض المحتقنيين تجاه سامي والهلال كأسلوب استباقي اذا ما تمكنوا من هزيمة الهلال للمرة الثالثة على التوالي ! .. فقد كانوا يمنون انفسهم بعد تلك الحملة الاعلامية الشرسة والتي حاولوا من خلالها اظهار ان الهزيمة من النصر للمرة الثالثة سوف تكون وصمة عار في تاريخ الهلال .. وان هذه الوصمة لو حدثت فسوف تكون صنيعة سامي .. وبالتالي فيفترض في حال حدوثها ان يلقى سامي الجابر خارج اسوار النادي غير مأسوف عليه من الادارة والجماهير ! .. وكانت هذه هي الرغبة التي كانت تلك الشخوص تمني النفس بها لعلها تشفي شئ من مرض قلوبهم مما فعله بها الهلال وسامي لسنوات طوال .. ولكن الذئب وبتوفيق الله والنجوم الذين كانوا على قدر الحدث كانوا قد أتخموهم برباعية شهد بها القاصي والداني وهم بعشرة لاعبين ومن امام المتصدر الذي لا يريد ان يكلمه أحد في رسالة لا يقوم بها سوى المدربين المميزين والأكفاء .. وسامي الجابر هو ذلك الرجل ،،،

4 - ان الهلال أكبر من الجابر ! .. وقد راق لي شخصيا ان اجد بعض من عرفناهم من اولئك المحتبسين حراريا وهم يتغنون بالهلال وبطولاته وتسيده للبطولات المحلية والاقليمية والقارية وان سامي الجابر لا يستحق ان يدرب فريق بحجم ومكانة الهلال ! .. وقد كان من الجميل في هذا الموضوع ان تشهد السنتهم بعد سنوات طوال من الكذب والدجل في حق الهلال وبطولاته ان يتداركوا اخطاء السنوات الماضية وان ينسبوا الحق لأهله وكل ذلك في تقدير سطحي منهم ان ذلك سيقلل من قدر سامي وعمله في داخل البيت الهلالي ولكن الرباعية التاريخية قطعت الطريق عليهم .. فحفظ للهلال حقه بالسنتهم وحفظ لسامي مكانته كمدرب بالنتيجة التاريخية ،،،

كجماهير محبة للكيان الأزرق .. من الطبيعي ان نتفق ونختلف حول سامي الجابر .. وذلك ليس كراهية في سامي او مزايدة فيما بيننا حول محبتنا لتاريخ الجابر .. ولكن لأننا نحب الهلال أكثر كما يحبه سامي ايضا ورجالات الهلال .. وما اتمناه حقيقة ان لا يجعلنا تباين رؤيتنا في محبتنا نحو الهلال مطيه للآخرين ان يجعلوا منا وسيلة لتصفية حساباتهم مع السامي .. فالجابر سيظل له اخطاء قد وقع فيها وسوف يقع في أخرى وله ايضا بصمات رائعه كان قد حققها وسوف يحقق غيرها في مباريات وبطولات أخرى .. وسواء كان الجابر او غيره فالصواب والخطأ سيقع فيه الجميع ولكن الذي لا نشك فيه ان الاخرين لن يكونوا أكثر حبا للهلال وجماهيره كما سامي الجابر .. فعلينا ان نثق برجلنا وان يكون رهاننا على نجاحه أكبر من رهاننا على خسارته .. فسامي والهلال يستحقان منا ذلك ،،،


ودمتـم في خيـر