أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عدد أصحاب الكهف بين العلم والرجم بالغيب
قال تعالى:سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ..."صدق الله العظيم(الكهف22)
يخبرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الاّية عن النزاع الذي دار بين أهل الكتاب والمسلمين حول عدد أهل الكهف ، ويقول المفسرون إن العدد الأقرب إلى الصواب هو أنهم سبعة وثامنهم كلبهم ،لأن الله تعالى وصف الأعداد السابقة بأنها رجم بالغيب ،والرجم بالغيب يتناول الأعداد السابقة ولا يتناول العدد اللاحق.
وهذا هو الصواب لأن"رجما بالغيب" فصلت بين المتعاطفات وبُنِيت على الفعل"يقولون" فصارت علاقتها المعنوية مع هذا الفعل ،ولولا أهمية هذا الفاصل معنويا لما جاء في هذا المكان ، ولما تقدم ، ولتأخر إلى ما بعد العدد الأخير أو المعطوف الأخير ،ولكن تأخيره يجعل الأقوال كلها رجما بالغيب ،ولهذا تقدم الفاصل بحسب الأهمية المعنوية ليرتبط مع القولين السابقين له، وليكون الرجم بالغيب منصبا على الأعداد السابقة فقط ،كما تأخر العدد الأخير ليرتبط مع قوله تعالى"قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل "
فالكلام يقوم على الأهمية والاحتياج المعنوي ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.