ملاحظة: أرجو ترك العاطفة جانباً وإستحضار العقل قبل قراءة الموضوع

من المعروف أن المدرب ليس مسؤولاً فقط عن الجوانب التكتيكية وإنما مسؤول أيضاً عن علاج النقص لدى لاعبيه وهذه هي المهمة الأولى للمدرب ومنها أشتق إسم المدرب .. من التدريب.

البعض يأتي في الخسارة ويلقي باللوم على أخطاء اللاعبين الفردية وعدم تركيزهم ويصل البعض بوصفها بالغباء كل هذا في محاولة لتبرءة المدرب وكأنه غير مسؤول عن علاج هذه الأخطاء الفردية في لاعبيه ولا سيما وأنها تتكرر في كل مبارة وأنه يستطيع مع كل هذه المدة أن ينبه لاعبيه عليها ويفصّل لهم تدريبات تناسب كل واحد منهم في ما ينقصه من مهارات ومع الزمن ينضبط الفريق ويزداد قوة مثلما كان الزعيم مع جيريتس والذي كان أثره واضحاً في صقل ورفع مستوى كثير من اللاعبين وكيف أنه قلل أخطاءهم بشكل ملحوظ.

فلا يجوز أن ننسب الخسارة إلى الأخطاء الفردية وأن ننسب الفوز إلى نجاح التكتيك. بل الفوز أيضاً كان بسبب التفوق الفردي لبعض اللاعبين المهاريين كنيفيز والشمراني والدليل أن الهلال إستقبل 20 هدفاً في 17 مباراة وهذا خلل كبير ومؤشر على أن الفريق لم يحل مشاكله الدفاعية وأخطاء مدافعيه الفردية والتي هي من صميم عمل المدرب. أصبحت المعادلة التي تحكم الزعيم في كل مبارة له هي كم سيسجل خط الهجوم وكم سيخبص خط الدفاع فإن كان الهجوم في يومه غطى على تخبيص الدفاع ونسينا المشكلة وتخدرنا بالفرحة المؤقتة وإن لم يكن بيومه صُدمنا بالمستوى وكأنها المرة الأولى التي نستوعب تدهور حال الدفاع. الفريق بوضعه الحالي لن يمضي بعيداً في آسيا (لا قدر الله) بدون إصلاح الخلل الفردي لدى اللاعبين ولا يمكن أن نفصل هذا عن مهام عمل المدرب إلا إذا كنا ننظر بعين العاطفة.

أتمنى أن لا نخلط بين سامي اللاعب وسامي المدرب، فسامي المدرب يحتاج منا إلى الوقفة العقلانية وليس الدفاع العاطفي الذي سيدفعه إلى الإحتراق سريعاً. ما أراه أن سامي يمتلك شخصية المدرب والفطنة والرؤية والثقافة والإطلاع وأهم من هذا يمتلك الطموح العالي ولكن تنقصه الخبرة التدريبية ولكن من الخطأ الكبير أن يبدأ بالفريق الأول لزعيم آسيا. كان يجب أن يتولى تدريب الفريق الأولمبي فمنها يكون بعيداَ عن الأضواء ويستطيع العمل وإكتساب الخبرة ومنها إن كان جاهزاً ليتولى تدريب الفريق الأول أن يكون ملماً بلاعبي الألومبي فيصعّد من يراه مناسباً للفريق الأول وحينها يكون لاعبي الأولمبي المصعّدين منسجمين مع الكابتن سامي فيصبح تأقلمهم سريعاً ومعرفة مدربهم بهم نقطة قوة في صالحه.

أخيراً البعض يرى في إحتلال الهلال للمركز الثاني إنجاز للمدرب الكابتن سامي وهو في أول سنة له. في الحقيقة أن الهلال لو لعب بدون مدرب لإحتل مراكز متقدمة بفضل الله ثم بفضل مستوى لاعبيه مقارنة بالأندية الأخرى.

يعجبني في سامي
إعترافه بالأخطاء وتحمله المسؤولية ودفاعه عن لاعبيه في المؤتمرات الصحفية.
لا يعجبني في سامي
التحدث عن سوء أرضية الملعب، وسوء الطالع وتكتل الفرق. هذه كرة القدم ويجب أن تعمل للفوز رغم هذه الظروف ولو إجتمعت عليك.