الطفل بطبيعته محب للبحث والاستكشاف والتجريب فهو يشاهد ويبحث ويكتشف ويسأل وعند ذلك فإن الطفل يمارس المهارات العقلية كجزء من حياته اليومية.
ويكتسب أسلوب التعلم بالاكتشاف أهمية خاصة بالنسبة للأطفال الصغار حيث أنهم بحاجة لأن يفهموا العالم من حولهم ويكونوا مفاهيمهم عنه من خلال التفاعل المباشر مع الطبيعة يكتشف الطفل أن هناك كائنات حية وأشياء غير حية ،حيوانات تلد وأخرى تبيض،حشرات مفيدة وأخرى ضارة،الماء ضروري للحياة،الأشياء تأتي بأشكال مختلفة بعضها مستدير وبعضها الأخر مربع أو مثلث الشكل الغذاء ضروري للبقاء والنمو إلى أخر هذه المفاهيم التي يكتشفها الطفل إذا أعطيت له فرصة حقيقية للتعامل الفعلي مع الأشياء.
تعريف التعلم بالاكتشاف:
هو عملية تفكير تتطلب من الفرد إعادة تنظيم المعلومات المخزونة لديه وتكييفها بشكل يمكنه من رؤية علاقات جديدة لم تكن معروفة لديه من قبل.
التعلم بالاكتشافأسلوب تعليمي يستطيع الطالب من خلاله التفاعل مع بيئته واكتشافالأشياء بشكل مباشر يمكنه من الإجابة على التساؤلات ومناقشة الأمور وإجراء التجاربالعلمية المختلفة ومن ثم التوصل إلى النتائج
والعنصر الأساسي فيالتعلم بالاكتشاف هو أن يلعب المتعلم دورا نشطا في تكوين المعلومة والحصول عليها
وقد يستخدم المتعلم عملياتالاستقراء والاستنباط والمشاهدة والملاحظة للوصول إلى معلومات جديدة
فوائد التعلم بالاكتشاف :
* ينمى القدرة العقليةللمتعلم فيصبح قادرا على التصنيف وإدراك العلاقات
* يساعد المتعلم على التمييز بين المعلومات المرتبطةوغير المرتبطة بالموقف
*يكسبالمتعلم القدرة على استخدام أساليب البحث والاستكشاف وينقل ذلك إلى مواقف حياتيةأخرى
*يزيد قدرة المتعلم علىتذكر المعلومات وبقائها لمدة طويلة
التعلم بالاكتشاف في مرحلة رياض الأطفال:
تعتبر طريقة التعلم بالاكتشاف من أروع الطرق التي تساعد الأطفال على اكتشاف الأفكار والحلول بأنفسهم وهذا بدوره يولد عندهم شعورا بالرضي والرغبة في مواصلة العلم والتعلم ويفسح لهم المجال لاكتشاف أفكار جديدة بأنفسهم.
لمساعدة الطفل على الاكتشاف تكثر المعلمة من المواقف والمهام التعليمية التي تشجع على عقد المقارنات،وتوفر الفرص لإدراك العلاقات بين الأشياء واكتشاف أنماط حدوثها كما أن هناك حاجة للتنويع والإكثار من الأدوات والوسائل المعينة لأن ذلك يعطي الفرصة لكل طفل لأن يختار الوسائط التي تثير اهتمامه هو وتعينه وتتمشى مع نمط تفكيره كما يجب إتاحة الفرصة للطفل للتدرب على اختيار مصداقيته وتخميناته
كما أن التعلم بالاكتشاف يعتبر أسلوبا مشوقا يحفز المتعلم على الاستمرار في التعلم خاصةعندما يحصل على الرضا عند وصوله إلى اكتشاف معين
كما يشير أحمد عباده إلى إن إتاحة الفرصة لكي يتعرف الطفل على بيئته ويستخدم مواردها في إبداع أي أعمال توضح فكرته عن ذاته وعن العالم المحيط بها فإذا لم تعط الفرصة للطفل وكبح هذا الدافع للاستطلاع فإن تفكيره في حياته المقبلة يظل طفليها وبالتالي يكون عاله على غيره بدلا من أن يكون تفكيره ابتكارينا .
وتشير هدى الناشف إلى أن الطفل مدفوع بطبيعته إلى استكشاف الأشياء من حوله ومحاوله التوفيق بين تصوره العقلي للأشياء والموضوعات وبين ما يحدث بالفعل في البيئة بالشكل الذي تسجله حواسه .
وأخيرا،فأن التعليم بالاكتشاف لا يتم إلا في مناخ تربوي يتسم "بالانفتاح"حيث تحترم الفروق الفردية ويشجع الأطفال على المشاركة الحقيقية في عملية التعلم وهذا لا يتأتى إلا في جو من الحرية وشعوره أن باستطاعته أن يجرب وأن يخطئ ويتعلم من أخطائه دون أن يتعرض للعقاب ،أي في جو من الطمأنينة والأمان والانطلاق.
ركن الاكتشاف في غرفة التعلم:
في هذا الركن تشترك الطبيعة مع الأطفال في تهيئة وإيجاد بيئة محفزة ومثيرة لتوفير قاعدة لبداية الاستعلام والاستكشاف العلمي ، إذ يسمح للأطفال بفحص الأشياء عن كثب ،وعمل المقارنة مستخدماً حواسه الخمس في ذلك.
يشمل
أنواع الاكتشاف :
هناك عدة طرق تدريسية لهذا النوع من التعلم بحسب مقدار التوجيه الذي تقدمه المعلمة للأطفال وهي :
1- الاكتشاف الموجه :
وفيه يزوّد المتعلمين بتعليمات تكفي لضمان حصولهم على خبرة قيمة ، وذلك يضمن نجاحهم في استخدام قدراتهم العقلية لاكتشاف المفاهيم والمبادئ العلمية ، ويشترط أن يدرك المتعلمون الغرض من كل خطوة من خطوات الاكتشاف ويناسب هذا الأسلوب تلاميذ المرحلة التأسيسية ويمثل أسلوبا تعليميا يسمح للتلاميذ بتطوير معرفتهم من خلال خبرات عملية مباشرة .
2- الاكتشاف شبه الموجه :
وفيه تقدم المعلمة المشكلة للمتعلمين ومعها بعض التوجيهات العامة بحيث لا يقيده ولا يحرمه من فرص النشاط العملي والعقلي ، ويعطي المتعلمين بعض التوجيهات .
3- الاكتشاف الحر :
وهو أرقى أنواع الاكتشاف ، ولا يجوز أن يخوض به المتعلمين إلا بعد أن يكونوا قد مارسوا النوعين السابقين ، وفيه يواجه المتعلمون بمشكلة محددة ، ثم يطلب منهم الوصول إلى حل لها ويترك لهم حرية صياغة الفروض وتصميم التجارب وتنفيذها .
دور المعلمة في التعلم بالاكتشاف :
1- تحديد المفاهيم العلمية والمبادئ التي سيتم تعلمها وطرحها في صورة تساؤل أو مشكلة .
2- إعداد المواد التعليمية اللازمة لتنفيذ الدرس .
3- صياغة المشكلة علىالمتعلمين. فرعية بحيث تنمي مهارة فرض الفروض لدى المتعلمين .
4- تحديد الأنشطة أو التجارب الاكتشافية التي سينفذها المتعلمون .
5- تقويم المتعلمين ومساعدتهم على تطبيق ما تعلموه في مواقف جديدة
ويذكر ( برونر ) أن طريقه الاكتشاف أفضل الطرق للحصول على تعلم قوامه الفهم إذ أن المتعلم في موقف الاكتشاف يكون متعلما نشطا ويكتسب تعلما فعالا ومثمرا وقد أكدت الدراسات الحديثة على أهميه الاكتشاف كطريقه تعليم تنمى عند المتعلمين مهارات الاستقصاء أو الاستفسار العلمي التي منها مهارة الملاحظة ، التصنيف ، المقارنة ، التنبؤ ، القياس ، التفسير ، التقدير ، التعميم ، تسجيل الملاحظات ، تفسير المعلومات وتكوين الفرضيات واختبار صدقها . وعلى هذا يهدف أسلوب الاكتشاف إلى جعل المتعلم يفكر وينتج مستخدما معلوماته وقابليته في عمليات عقليه وعمليه تنتهي بالوصول للنتائج وهنا لم يعد دور المعلم ملقنا أو مجيبا عن الأسئلة بل أصبح موجها وملهما ومنيرا للمتعلمين يعينهم على البحث والتقصي من خلال مواقف معينه أو أسئلة تفكيرية مفتوحة تتحدى تفكيرهم وتحثهم على البحث
وعند تطبيق أسلوب الاكتشاف في التعليم يجب مراعاة الآتي كما تذكر ( هدى الناشف،1996 :
1-ضرورة استغلال الدوافع الداخلية للتعلم وآثاره هذه الدوافع والأخذ بالاعتبار أن للتعلم مكافأته الذاتية .
2-تشجيع المتعلمين على الاهتمام بالعلاقات بين الأشياء أو الحوادث وأسلوب حدوثها وتصنيفها فإذا دخل طفل بقاله أو جمعيه مثلا عليه أن يلاحظ الأسلوب الذي نظمت الأشياء تبعا له ويفهم السبب لذلك ويدرك العلاقة بين الأشياء التي توضع ضمن إطار أو تصنيف واحد. كذلك فإن فهم طريقه عمل أي اله مبنى على إدراك المتعلم لعمل ووظيفة كل جزء من أجزاء الآلة وعلاقته بالجزء الآخر.
3-أن تكون الأشياء المراد اكتشافها ذات معنى بالنسبة للمتعلم اي تهمه مثل طعامه وشرابه والأشياء أو الظواهر التي يحبها .
4-ترتيب الموقف التعليمي بما يساعد المتعلم على الاكتشاف فلا نستطيع أن نأخذ الأطفال إلى الحديقة ونقول لهم اكتشفوا فقرد كوهلر لم يستطيع أن يكتشف الحل إلا بعد أن رتب له الموقف بشكل ساعده على الاستبصار .
5-تشجيع الأطفال على عقد المقابلات والمقارنات بين الأشياء والأحداث واتاحة الفرصة لهم للتخمين الذكي والسماح لهم بالأخطاء .
6-توفير المناخ التربوي الذي يتصف بالانفتاح حيث تحترم الفروق الفردية ويشجع المتعلم على المشاركة في عمليه التعلم وهذا لا يأتي إلا إذا شعر الأطفال بالطمأنينة والأمان .
اختكم
منى الحمادي
رد مع اقتباس
