[align=center]صوت صفير البلبل
الأصمعي : هو عبد الملك بن قريب بن الأصمعي الباهلي.
ولد الأصمعي في البصرة سنة 740 م، وكنيته أبو سعيد ويلقبونه براوية العرب ،
وهو أحد علماء اللغة المصنفين فيها، وكان كثير التجوال في البوادي يقتبس علومها ويتلقى أخبارها
ويتحف بها الخلفاء فيكافأ علها بالعطايا الوافرة .
وكان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور لا يعطي مالا للشاعر على قصيدة نقلها من غيره.
وكان الخليفة يحفظ ما يسمع من أول مرة ، وله وزير يحفظ القصيدة من مرتين،
و جارية تحفظ القصيدة من ثلاث .
فكان الشاعر يكتب قصيدة ليلقيها أمام الخليفة طمعا في ماله،
فيقول له الخليفة :إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته عليها ذهبا،
وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا، فيوافق الشاعر ..
ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها الخليفة من أول مرة فيقول له هذه قصيدة منقولة
إنني أحفظها منذ زمن بعيد ويعيد قراءتها عليه ثم يأمر وزيره فيعيدها لأنه سمعها مرتين
ثم يدعو جارته فتعيدها لأنها سمعتها ثلاث مرات وهكذا مع كل الشعراء ويصرفهم دون مقابل.
وأخيرا شكا الشعراء حالهم للأصمعي حين ضاق الأمر بهم فقال لهم : دعوا الأمر لي
فكتب قصيدته المشهورة وتنكر بزي أعرابي وأتى الأمير ليسمعه شعره،
فقال الخليفة : أتعرف الشروط قال : نعم قال : هات القصيدة.
فأنشد الأصمعي يقول :
صـــوت صـفـيـر الـبـلـبـل هــيــج قـلـبـي الـثـمـل
المـاء والـزهـر مــعــــا مــع زهــر لـخـط المـقـل
وأنت يـا ســـيــد لـــي وســيــدي و مـــــولـلــي
فــكــم فــكــم تـيـمـني غــزيـــــــــل عــقــيــقــــــل
قــطــفــتـه مــن وجـنــة مـــن لــثــم ورد الخـجـل
فـــــقــــــــال لا لا لا لا و قــد غـــدا مــهــرول
والــخـــود مــالـت طــربا مــن فـــعـــل هذا الرجل
فــولــولــت وولـــولــت ولــي ولــي يـــا ويـــــــلـلـي
فـــقــالـت لا تــولــولـي وبــيــنــي الـلـــــــــؤلـــــ ـــؤلــي
قــــالــت لـه حـيـن كــذا أنــهــض وجــــــد بـالمـقـل
وفــتــيــة ســقــــــــونــنـي قــهـــــــــــــوة كــالـعــسـلـلي
شــمــمـتــهــا بـأنــفـــــــي أزكـــــــى مــــــن الــقــرنــفــل
فـي وسـط بـسـتــان حـلـي بـالــزهــر والــســـرور لـي
والــعــود دنــدنــدن لي والــطــبــل طـبـطـب طـبـلي
طـــبــطــب طــبــطـــــــــب طــبــطــب طــبــــــــــطـب لـــي
والـسـقـف ســقــسـق سـق لـي والــرقــص قــد طــاب لـي
شـــوا شــــوا وشــاهــش عـلـى ورق ســــفـــرجــــل
وغــرد الــقــمــري يـصيح مـــلـــل فـــي مــلــلـــــــــــي
ولــو تــرانــي راكــبــــا عـلـى حــمــــــــــار أهـــــزل
يــمــشــي عـلـى ثـلاثـــــــة كــمــشــيـــــــة الــعــرنــجــل
والـنـاس تـرجـم جـمــلي فــي الــســوق بالــقـلـقـلـلـي
والـكـل كــعـكــــــع كـعـكـع خـلـفـي ومـن حــــويـلـلـي
لـكـن مــشــيــت هــاربـــا مـن خــشــيــــة الــعــقـنـقـل
إلـــــى لــقـــــــــــاء مـلـك مــعــظـــم مـــبــجـــــــــل
يـأمــــــــــــر لـي بِـخِـلـعَــةٍ حـــمــراء كــالـدم دم لــــي
أجـــــــــر فــيــهـا مـاشـيا مــبــغــــــددا لـلــــذيـــــــــل
أنـــا الأديــب الألـمــعـي مــــن حــي أرض الـمــوصـل
نظــمــت قـطعا زخـرفـت يــعــجــز عــنــهــا الأدبـل
أقــول فـي مـــطــلــعــهـا صــــوت صــفــيــر الــبـلبل
فلم يستطيع الخليفة حفظها لصعوبة كلماتها وتنوع معانيها.
وهكذا كان مع الغلام والجارية فقال له الخليفة: أحضر ما كتبته عليها لنعطيك وزنه ذهبا
فقال الأصمعي : كتبتها على عمود رخام وهو على ظهر الناقة لا يحمله إلا أربعة من الجنود.
عندها أطال الوزير النظر في وجه الأصمعي بتمعن ثم التفت إلى الخليفة
وقال له : والله لا يفعل هذا إلا الأصمعي،
فقال له الخليفة : ما دفعك لهذا فقص له الأصمعي ما سمعه من الشعراء فابتسم الخليفة حين عرف حيلته
ووعده أن يعطي الشعراء حقهم من أجل تشجيعهم
وهذا مقطع صوتي للقصيده
[/align]