لما فُتِحَت قبرص، فُرِّقَ بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، فكان أبا الدرداء جالساً وحده يبكي.
فجاءه احد الجند اسمه جبير فقال له: يا أبا الدرداء ما يُبكيك في يومٍ أعزَ اللهُ فيه الإسلام وأهله؟فقال: ويحك يا جُبَيْر! ما أهونَ الخلق على اللهِ ـ عز وجل ـ إذا أضاعوا أمره، بينما هي أمةٌ قاهرة ظاهرة لهم الملك، تركوا أمرَ اللهِ فصاروا إلى ما ترى».تامل اخي القارئ هذه الكلمات التي تكتب بماء الذهب ((تركوا أمرَ اللهِ فصاروا إلى ما ترى )) وتامل حالنا اليوم فقد ضيعنا شرع الله حتى وصل حالنا الى ما ترى تكالبت علينا الامم واصبحنا اذلة من بعد عز .ان هذا الجيل هو جيل ناكر للجميل ؛لان اجدادنا قد ضحوا بكل ما يملكون من اجل ايصال هذه الرسالة السامية الينا لانهم علموا انه لا عز وتمكين وتقدم و رقي الا بالتمسك بهذا الشرع الحنيف ، فهل لنا من وقفة نقف فيها مع انفسنا لنرى ماوصل اليه حالنا بسبب عدم تمسكنا بشرعنا واصبح ديننا عبارة عن شعارات وادعاءات فقط واصبح حالنا كما يقول الشاعر:
تعصي الإلَهِ، وأنتَ تُظهِرُ حبَّه.....
هذا لعَمْرُكَ، في المَقالِ، بديعُ
لو كنتَ تَصدُقُ حبَّهُ لأطَعْتَهُ؛.....
إنّ المحبّ، لمن يُحبّ، مُطيعُ
في كلِّ يومٍ يبتديكَ بنعمة ٍ ......
منهُ وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ