أريد أن أستجمع بقايا من ذاكرتي المحطمة ... لأحاول أن أستعيد ..لحظات الفراق ....ولحظات اللقاء الأخير ..عندما ألتقيتها لم تكن تلك الليلة عادية ..ولم تكن المقابلة عادية ...بل كانت مميزة بكل ما فيها ...بكل لحظة من لحظاتها ...منذ وصولها وحتى وقت مغادرتها .. ..عندما وصلت شعرت أن شيئاً غريب يدور في تـفكيرها ..
بدأت تحدق النظرات وتنظر إلي نظرات غريبة لم أفهمها ...كانت تنظر إلي وكأنها لأول مرة تراني حاولت أن أمازحها لأبدد ذلك الشعور المريب الذي بدأ يلف في وجداني ...قلت لها : مابالك تنظرين إلي هكذا أوفقدتي شيئاً ثميناً وتبحثين عنه في وجهي فكان جوابها جاداً غير هازل ...حيث قالت : يتملكني أحساس غير طبيعي .. أني لن أرك بعد اليوم ... فقلت متذمراً ... منذ أن رأيتك أول مرة ..وأنت تقولين نفس هذه الكلمات ولم يحدث إلا الخير .... فلا تحرمينا لذه هذا اللقاء الخاطف ... أبتسمت أبتسامة ً شاردة متأملة وكأنها تنظر إلى مستقبل مظلم مجهول ينتظرنا .... قطعت عليها فترة تأملها .... وقلت لها أقتربي مني وضميني إليك .. عانقيني فكم أنا محتاج لعناقك وقربك ... دنت مني بخطئ متـثاقلة .. أزدادت سرعتها عند أقترابها مني وأصدمت بقوة بجسدي وضمتني بقوة ... وأخذت تبكي بحرقة وأخذت تتمت بكلمات حبيبي أني خائـفة ... خائـفة .... أحسست بحرارة كلماتها تصلى في فؤادي سعيرا ... وأخذت تجذبني إليها بقوة أكبر .. تركتها تبكي ... وتبكي .. لم أستطع أن أطلب منها أن تــتوقف عن البكاء وألا تبكي ... تملكني شعور وأحساس قوي .. أن هذا هو لقاء الوداع فعلاً .... عقد لساني حتى عن الكلام ... بدأت أضمها وأجذبها بقوة إلي أقربها .. إلى قلبي أكثر وأكثر .... وعندما هدأت هي ، وما كادت تفعل ، أخذت أمسح دموع عينيها وفؤادي... يبكي هلعاً وريبة ... وخوفاً من بعدها .. أخذنا نتبادل نظرات الوداع وأيدينا متشابكة .. وأفئدتنا متعانقة وكلانا يحاول أن يبتسم ليطمئن صاحبه .. ويمنيه بالأمل الضعيف ... قالت وهي تهم بالمغادرة حبيبي أن حدث شي .... لا قدر الله ... أعدك ثم أعدك بإني لن أنساك ما حيت ...ولكن عدني أنت بأنك لن تنساني .... عدني بأن أظل ساكنة في قلبك وألا تترك غرامي ... قطعت لها وعد ساخن كسخونة أدمعي في تلك اللحظة ... وغادرت وحتى هذه اللحظة وأنا وافي بوعدي لها وعهدي ... إلا أنها لم تــف ٍ هي بوعدها ...