أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


انتقل إلى رحمة الله تعالى شيخنا ومجيزنا الوالد العلامة النسابة المؤرخ الشاعر عباس بن أحمد بن محمد الخطيب المتوكل الشهاري أحد كبار العلماء عن 83عاما من العمر وسيشيع جثمانه بعد الصلاة عليه في جامع الرئيس غرب مصنع الغزل والنسيج إلى مقبرة الصياح صباح اليوم الساعةالتاسعة رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنها وعظم الله اجر الجميع وإنا لله وإنا اليه راجعون

والترجمة
بقلم د. عبدالله عبدالله الحوثي
هو: العباس بن أحمد بن محمد الخطيب المتوكل الحسني، ينتهي نسبه بمؤسس الدولة القاسمية في اليمن: الإمام القاسم بن محمد، مولده بمدينة العلم والعلمآء: شهارة، ليلة الخميس، الثامن من شهر صفر، سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وخمسين للهجرة، الموافق للعام ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين للميلاد، وبها نشأ وترعرع، وكان لأسرته الدور الأكبر بعد الله سبحانه في تربيته وتعليمه المبادئ الأولية للقراءة والكتابة، وما يلزم له معرفته من أمور ومسائل شرعية أو عقائدية؛ إذ التحق وهو في السادسة من عمره بما كان يعرف آنذاك بالكتاب (المكتب) بمسقط رأسه؛ فأخذ القرآن الكريم تلاوة وتجويداً، وكذا القواعد الأساسية في الخط والحساب، وشيء من علم النحو، وكذا علم التاريخ والفقه –العبادات- وكانت هذه الدروس في شكل حلقات وشعب، وفي نطاق الكتاب هي المقررات الرسمية قبل العام (1962م/1382هـ) في جميع المدارس والكتاتيب المنتشرة آنذاك في العديد من المناطق وهجر العلم اليمنية، وقد أخذ مثل تلك المقررات على العديد من الأساتذة، كالأستاذ الفاضل: عبد الله بن أحمد الخدري، والأستاذ: محمد حسن صبح {، وقد كان أهم ما يؤخذ إلى جانب المقررات الدراسية في الكتاب؛ كتعليم تطبيقي لكيفية الوضوء للصلاة، والتعريف بحقوق الوالدين والجار والضيف، ولما بلغ العاشرة تخرج من الكتاب سنة (1362هـ/1942م) التحق بإخوته: محمد وعبد الله وعلي بمدينة حبور ظليمة؛ إذ التحق بالمدرسة العلمية هناك، فعكف على حفظ المتون عن ظهر قلب؛ كـ(متن الأزهار) للمهدي أحمد بن يحيى المرتضى، و(متن الحاجب) في النحو، و(متن الأجرومية)، و(منظومة ملحة الإعراب) في النحو أيضاً، وكذا: (متن الغاية)، و(متن الكافل) في أصول الفقه، و(متن التلخيص) في المعاني والبيان والبديع، و)متن الفرائض) في المواريث، و(الجزرية) في علم التجويد، واستمر في أخذه دروسه لهذه المتون ومتعلقاتها من الشروح المختصرة من عام (1362هـ) وحتى (1367هـ)، ولما تولي السلطة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين رحمه الله انقطع هو وإخوته عن مواصلة الدراسة بهجرة حبور ومدرستها، وانتقل إلى مدرسة حجة هو وأخوه عبد الله، وأخذ شيئاً من شروح تلك المتون، المشار إليها سابقاً؛ إلا أنه ما لبث أن عاد إلى شهارة والالتحاق بمدرستها الناشئة؛ التي أمر الإمام أحمد يحيى حميد الدين ببنائها، وأصدر أمره إلى نائبه بحجة: العلامة عبد الملك بن عبد الكريم المتوكل، بأن يطلب من جميع طلبة العلم من أهل مدينة شهارة، المنتشرين في مختلف المدارس العلمية في البلاد: أن ينتقلوا إلى المدرسة العلمية الجديدة بشهارة، ومن ثم أرسل العديد من المشايخ من صنعاء إلى شهارة للتدريس، كالعلامة: يحيى بن يحيى الأشول، والعلامة: يحيى بن لطف الفسيل، والمقرئ: العلامة الضرير: أحمد بن ناصر الخولاني، والعلامة: علي بن الحسن بن محمد الشرفي؛ فازدهرت المدرسة وطلابها، وأقبل الناس على التحصيل، ومما أخذ صاحب الترجمة إلى جانب المقروءات السابقة كتاب: (قواعد الإعراب)، و(مغني اللبيب) و(كنز الرشاد) و(الروضة الندية في شرح التحفة العلوية)، و(الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي و(الدقائق المحكمة شرح متن الجزرية)، و(سبل السلام)، و(الروض النضير)، و(رياض الصالحين)، و(الترغيب والترهيب) للمنذري، و(تصفية القلوب) للإمام يحيى بن حمزة الذماري، و(الكشاف) للزمخشري، و(الأساس) لجده: الإمام القاسم بن محمد، و(الثلاثين المسألة) في الأصول للرصاص، و(المناهل الصافية)، و(شرح بن عقيل على ألفية بن مالك)، و(أمالي المرشد بالله)، و(الحقائق النحوية)، و(قطر الندى)، و(التاج المذهب) للعنسي، و(الجوهر المكنون)، و(شرح الأزهار)،و(الشرح الصغير في علم المعاني والبيان والبديع) و(حاشية السيد في النحو) و(شرح الأجرومية في النحو والفكاهي ايضاً) و(كافلابن لقمان) و(كافلا الطبري في أصول الفقه) و(شرح الفرائض) الجملة ثمانية وثلاثون كتاباً متوناً وشروحاً , عدا كتب المطالعة التي لا تعد وإلى اليوم وغير ذلك؛ وكل ذلك قراءة تحقيق، وأعمال إضافة، إلى قيامه بنسخ بعض تلك الكتب؛ بهدف ضمها إلى مكتبته؛ التي شهدت البذرة الأولى لتكوينها آنذاك, وجملة مشائخة نحو خمسة وثلاثين شيخا وجملة تلاميذة نحو مائة تلميذ فاكثر ومؤلفاته نحو خمسة عشر مؤلفا فأكثر وقد طبع بعضها وبعضها تحت الترتيب والتحقيق .مشايخه واهتماماته:لصاحب الترجمة العديد من المشايخ، أهمهم وأكثرهم استفادة له: والده أحمد بن محمد الخطيب، وأخوه محمد، وأخوه عبد الله، وعبد الله بن أحمد الخدري، ومحمد حسن صبح، وحسن محمد الأكوع، ومحمد أحمد الخياري، وزيد بن علي الآنسي، ويحيى بن علي الآنسي، وعبد الله بن الوجيه، وأحمد ناصر الخولاني، ومحمد حسن المهاجر النجار، وعبد الله بن يحيى الوجيه، ومحمد قاسم الوجيه، وعبد الرحمن بن حسن المتوكل، وعلي بن حسن الشرفي، ويحيى بن لطف الفسيل، ويحيى بن يحيى الأشول، واحمد بن علي بن حسين المتوكل , ومحمد بن حسين بن قاسم المتوكل , وحاكم شهارة احمد بن علي الانسي , ومحمد بن عبد الرحمن المقدمي حاكم شهارة بعد الانسي , وحسين بن علي العلايا بالمدان , ومحمد ناجي البرطي بدمنة خدير حيث كان والده عاملاً بها , فهؤلاء مشايخه في شهارة والمدان وخدير، أما في هجرة حبور: فعبد الخالق بن أحمد شرف الدين الكوكباني، وعبد الله بن محمد العلفي، ويحيى بن حسين المحبشي، ومحمد الجلال، وعلي محمد المرتضى، وفي مدينة حجة: يحيى بن محمد الجرباني، ومسعود المسعودي، وحسن المختار، ويحيى قاسم العزي -رحمهم الله جميعاً ورحمنا بفضله ومَنِّه , ولم يبق منهم حالياً على قيد الحياة سوى أخيه عبدالله ويحيى بن علي الآنسي أطال الله عمرهما ورحمة الله تغشى الماضيين.أما اهتماماته، فتكاد تنحصر في: طلب العلم، وحل القضايا الشرعية بين المتخاصمين؛ منطلقاً من وظيفته الموكلة إليه من قبل الدولة؛ وبالرغم من قيامه بالعديد من المهآم القضآئية؛ إلا أنه كان ولا يزال لصيق الكتاب قراءة ودرساً وتدريساً وأفاده، شأنه شأن الكثير من العلماء؛ الذين طلبوا العلم للعلم في حد ذاته، لا لغيره كما هو شآئع في الوقت الراهن؛ إذ أضحى طلب العلم مقروناً بهدف واحد ليس إلا؛ وهو: الوريقة أو الشهادة، للحصول على وظيفة.الأعمال الموكلة إليه:أوكلت لصاحب الترجمة العديد من الأعمال القضائية، وبعض التربوية؛ إذ تولى في عمله: مديراً للتربية والتعليم بقضاء شهارة آنذاك، وكذا القفلة وظليمة والمدان وبني عرجله ، وكان ذلك سنة (1374هـ/1955م)، وفي سنة (1378هـ/1958م) عين مدرساً بمدرسة مدينة شهارة، وبعد عام (1962م/1382هـ) تعين عضو بالديوان الملكي لدى محمد البدر ~، ثم مساعداً لدى الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ~، ثم كلف بالالتحاق بالقضاء، فعين قاضياً شرعياً بجميمة بني عرجلة، ثم حرض، فكعيدنة فأسلم فالشاهل، فأسلم مرة أخرى، والشاهل مرة أخرى، فاستئناف حجه فعبس، فاستئناف الحديدة فبرع فعمران فالنادرة، فاستئناف إب فالحجرية، فالمحكمة العليا بصنعاء، ثم تخلى قبل إحالته للتقاعد عن العمل، وكرس جهده وحياته للتدريس؛ لمن أراد، والمطالعة، وإفادة غيره، وصاحب الترجمة: مولع باقتناء الكتب، والاستفادة منها، والتعليق عليها حسب ما وصل إليه من معرفة، والفتوى كثيراً لإظهار الحق، والطعن على الأحكام نادراً؛ لنصرة المظلوم، وكلاهما مجان.وصاحب الترجمة: فاضل زاهد، دمث الخلق، حسن السبك، متواضع، محب للعلم وأهله، صفاته وسلوكه صفات وسلوك العلماء، لا ينفك عن تسجيل وتقييد الفوائد والقلائد، ونكت العلوم، أطال الله في عمره.طلابه ومن أخذ عنه:أخذ عن صاحب الترجمة العديد من طلاب العلم، أخبرني فيما كتبه لي أنهم: نحو مائة تلميذ، خشية الإطالة؛ أختصرهم بقوله: (فمنهم بشهارة: نحو خمسين طالباً، وبالشاهل: نحو عشرة، وبالمعهد العالي للقضاء: نحو ستة وعشرين طالباً، وفي المنزل: نحو عشرين طالباً) –قلت: صاحب الترجمة: كان يقوم في بعض المناطق؛ التي عين بها قاضياً شرعياً بالتدريس؛ لاسيما: في الفقه والتفسير، والنحو والفرائض والحديث، علاوة على الفصل بين المتخاصمين من الناس، كما أنه وبعد تخليه عن العمل: كان يقوم بتدريس من يرغب في تحصيل العلم الشريف بمنزله، إضافة إلى الفتوى الشرعية لمن طالبها، كما أنه أيضاً درس لفترة في المعهد العالي للقضاء في مادة أصول الفقه، أحيل للتقاعد بعد خمسين سنة من القضاء وغيره ابتدأها سنة (1374هـ) وحتى سنة (1424هـ).مؤلفاته واهتماماته الفكرية:من المؤلفات التي أفادني بها صاحب الترجمة، ووقفت على بعضها ما يمكن حصره على النحو الآتي:(التمهيد والتبيان لحقائق تجويد القرآن الكريم).(الدرر المضيئات في أحكام الدية والأروشات) (جريمة الاعتداء على النفس وما دون النفس).مشجر في الانساب .نفحات النشر في أدلة وضع الكف الأيمن على الجبهة عند قرآءة آخر سورة الحشر وما ورد من الفضائل فيها وفي السورة كاملة .البسامة التاريخية الشعرية العجيبة الكبرى والصغرى مع شرح مختصر لها .كما حقق (منسك الحج) للعلامة: محمد بن القاسم الوجيه، وكذا: (بغية المريد وأنس الفريد) لعامر بن محمد بن عبد الله (تحت الطبع) وله مؤلفات أخرىانظر كتاب التمهيد والتبيان لحقائق تجويد القران تأليف السيد العلامة / العباس بن احمد الخطيب المتوكل .

هذه الترجمة للدكتور عبد الله بن عبد الله احمد الحوثي الحسني في مقدمة الكتاب ص 5 وما بعدها.