تأثير أساليب وأنماط التربية العائلية على بناء مفهوم الذات للطفل . مفهوم الذات . تأثير أساليب التربية العائلية على مفهوم الذات للطفل . تأثير أنماط السلوك على بناء مفهوم الذات للطفل


تاثير اساليب وانماط التربية العائلية على بناء مفهوم الذات لدى الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة, مختصر بحث مقارن , في مجتمعين مختلفين في الثقافة والدين .
من رسالة الدكتوراة .

بقلم : دكتور بديع القشاعلة – اخصائي نفسي .

ان التصحيح النفسي والاجتماعي والطبي للاطفال ذوي الاعاقة العقلية يحتاج الى عملية ذات اتجاهات متعددة ومعقدة , والتي يكمن نجاحها في دراسة مفهوم الذات لدى الاطفال .
يعتبر مفهوم الذات من العوامل المهمة في بناء الشخصية لدى الانسان ( انانيف 1980 ,بروزدينا 2001,كون 1979,ستولين 1985,ساكالوفا 1981, تشيسنيكوفا 1977 وغيرهم ). تؤكد الكثير من الابحاث على وجود مشاكل نفسية وسلوكية لدى الاطفال ذوي الاعاقة العقلية , والتي ترجع اسبابها الى الاثر السلبي للبيئة المحيطة بهم . اذ ينعكس سلوك هؤلاء الاطفال بمدى استيعاب البيئة المحيطة لهم . هذا الامر يؤثر بالسلب على بناء مفهوم الذات لديهم .
ان العديد من الابحاث الاكلينيكية والنفسية والتربوية , والتي درست سلوك الاطفال ذوي الاعاقة في النمو العقلي , تشير الى وجود خلل في تطور ونمو الشخصية لديهم , والتي قد تعود الى اسباب بيولوجية واجتماعية (فيجوتسكي 1960,روبينشتين 1970,ليبيدينسكي 1985,بافزنير 1982,لوبوفسكي 1981 واخرون ).
يشير العالم النفسي البروفيسور انانيف (1980) وهو المؤسس لكلية علم النفس في جامعة سانت بطرس بورغ , ان مفهوم الذات هو مفهوم مركب ومعقد , ويعتبر اداة مهمة في ضبط السلوك البشري ويمكن تشبيهه بجهاز تنظيم لسلوك الانسان .
يحتوي مفهوم الذات على عدة جوانب : الجانب المعرفي , الجانب الشعوري والعاطفي , الجانب الاجتماعي . دراسة مفهوم الذات تحتاج الى دراسة وفهم العوامل الاتنية والثقافية , العادات, الدين , التراث . ان التربية العائلية واساليب وانماط التربية العائلية لها دور كبير في بناء مفهوم الذات لدى الاطفال بشكل عام والاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص (ليبكينا 1976,سافينا 2003 , سافينكا1972, ايلكونين 1971, اريكسون 1971 واخرون ).



لمحة عن البحث

هدف البحث :
الهدف الاساسي من هذا البحث هو المقارنة بين نتائج تاثير اساليب وانماط التربية العائلية على تقدير الذات لدى الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع البدوي مع مجتمعاً غربياً ممثلا بالمجتمع الروسي .

وظيفة البحث :
1. بحث ودراسة مفهوم الذات لدى الاطفال المتخلفين عقلياً , في مجتمعين مختلفين في الثقافة والدين .
2. بحث ودراسة مفهوم الذات لدى الاطفال ذوي العسر التعليمي , في مجتمعين مختلفين في الثقافة والدين .
3. تحليل النمو العمري وعامل الجيل في مدى استيعاب الطفل لقدراته ولنفسه .
4. بحث ودراسة تاثير السلوك الابوي وانماط التربية العائلية في عائلات ذات اطفال ذوي احتياجات خاصة .
5. بحث وتحليل انماط التربية العائلية ومدى تاثيرها على بناء مفهوم الذات لدى الاطفال العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة , في مجتمعين مختلفين في الثقافة والدين .
6. تطوير توصيات وبرامج تصحيح نفسي وسلوكي , لمساعدة الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على تطوير مفهوم ذات سليم .
مجموعة البحث :
اطفال من جيل ( 8-11) ذوي احتاجات خاصة ( تخلف عقلي وعسر تعليمي ) , والذين يتعلمون في اطر خاصة في التربية الخاصة في المجتمع البدوي في مدينة رهط وفي مدينة سانت بطرس بورغ ومجموعة مراقبة من الاطفال العاديين .

موضوع البحث :
المعنى العام لمفهوم الذات , من ناحية مستوى وناحية بنائية , العلاقة الابوية , اساليب وانماط التربية العائلية في عائلات لاطفال عاديين واطفال ذوي احتياجات خاصة , في مجتمعين مختلفين في الثقافة والدين .

فرضية البحث :

 وجود خلل في تكوين مفهوم الذات لدى الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة , بالمقارنة مع الاطفال العاديين .
 ان المجموعات العرقية والمختلفة في الثقافة والدين , تقدر اطفالها بشكل مختلف في المجالات العقلية والاجتماعية والعاطفية ان كانو اطفال عاديين او ذوي احتياجات خاصة .
 ان انماط واساليب التربية العائلية لها تاثير بالغ الاهمية في بناء مفهوم الذات لدى الاطفال , وللعوامل العرقية والثقافية دور كبير في بناء شخصية الطفل ومفهومه عن ذاته .

نتائج البحث :
 وجود خلل في العوامل المكونة لمفهوم الذات لدى الاطفال ذوي التخلف العقلي وذوي العسر التعليمي , الامر الذي ينعكس سلبياً على تكوين الشخصية لديهم . هذا الامر موجود في المجتمعين المختلفين في الثقافة والدين , المجتمع البدوي والمجتمع الروسي .
 كلما تقدم الاطفال العاديين في الجيل كلما انخفض لديهم مفهوم الذات في الجوانب التالية : الاجتماعية , العاطفية , العقلية .
 الاهالي في المجتمع البدوي يقدرون اطفالهم بمستوى اقل من المجتمع الروسي في الجوانب العقلية والاجتماعية , وخاصة الاهالي ذوي الاطفال المعاقين عقلياً .
 يلاحظ ان الاهالي الروس يميلون الى رفع مستوى تقديرهم لاطفالهم في المجالات العاطفية والارادية , وذلك ان كانوا اطفال عاديين او اطفال ذوي احتياجات خاصة, هذا الامر لم يلاحظ في المجتمع البدوي .
 لوحظ انه في العائلات البدوية ينتشر اسلوب التربية المتسلطه ,واستخدام كميات كبيرة من النواهي والاوامر والعقاب , وذلك على حد سواء مع الاطفال العاديين او الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة . مما يؤثر سلبيا على تطور مفهوم الذات .
 لوحظ ان العائلات الروسية ذات الاطفال المعاقين عقلياً , تميل الى استخدام اسلوب التساهل والتركيز الزائد على مشاكل الطفل وتلبية كل احتياجاته , والمراقبة الزائدة مما يؤدي الى عدم تطور الاستقلالية لديه .
 لوحظ في المجتمع البدوي اسلوب التربية المسمى "التوقعات الزائدة من الطفل " و "عدم تلبية احتياجات الطفل " هذه الاساليب تؤدي الى خفض مفهوم الذات .
 في المجتمع الروسي وجدت علاقة بين اسلوب التربية المسمى "بالحماية الزائدة" وبين ارتفاع مفهوم الذات لدى الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة , في مجال العقل وانخفاض مفهوم الذات في مجال الصحة والسعادة .
 التصحيح السلوكي النفسي لمفهوم الذات لدى الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج الى التعرف على العوامل الثقافية والمكونات العرقية والدينية للعائلة , واشراك العائلة ( الاب والام ) في هذه العملية مهم , وهي لا تقوم بدونهم , اذ ان العمل مع الطفل بشكل منفرد لا يكفي .