أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
لا يعجبني هذا التصرف أيها الرجل


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قالت لأم أوس مَن تثق فيها : سكنت في منزل إيجار قبل عدة سنوات ماضية ، لسنوات طويلة ، وكان مالك العمارة رجل طيب ، ويعتبر رجل ثري ، لأن له عدة أملاك ، ومحلات تجارية .
فقد كانت زوجته تعيش في رغد من العيش ، ولكنها كانت مستعلية نوعًا ما على جيرانها ، كثيرة التدخل في شئونهم الخاصة ، بل إن أردنا الدقة في العبارات نقول أنها كانت مراقبة لكل حركات سكان العمارة ، في الدخول والخروج والزيارات .
لم يرزق الزوجان الذرية ، فعاشا سنوات طويلة ، حتى مرض الزوج بعد أن تجاوز التسعين من عمره ، وتوفي رحمه الله تعالى .
كان الزوج قد باع العمارة في فترة مرضه ، وطلب من المشتري أن يمهله سنة حتى يجد لنفسه سكن مناسب يؤويه وزوجته ، لينتقل إليه ، ولكن الموت عاجله -بقدر الله- فلم يتمكن من شراء سكن آخر له .
عندما توفي الزوج ، الحكومة جمدت كل الأموال ، والممتلكات ، والعقارات ، لكي تحصر الورثة ، حتى يوزع الإرث بينهم حسب الشريعة .
في هذه الفترة كانت الحكومة تبحث عن ورثة الزوج ، في البلد الذي يعيش فيه ، والبلد الذي أصله منه ، فوجود أن له زوجة أخرى ، وشقيقتان في تلك البلاد . وكان لابد من حضورهم أو حضور من ينوب عنهم ، حتى يوزع الإرث بينهم .
ولأن أقرباء الميت فقراء ، فإنهم لا يملكون ثمن التذاكر للقدوم ، فلم يحضروا ، لإتمام عملية التوزيع .
فجعت الزوجة المسكينة بوجود زوجة أخرى كانت في حياة زوجها ، وفي بلد أخر لا تعرف عن وجودها شيئًا .
وفجعت الزوجة المسكينة مره أخرى بفاجعة أكبر من التي كانت قبلها ، عندما علمت أن مدة المهلة التي طلبها الزوج لتسليم الشقة قد قاربت على الانتهاء ، وهي لا تملك مالاً لدفع الإيجار للشقة الواسعة والكبيرة التي تسكن فيها ، لأن كل الأموال كانت مجمدة .
والمال القليل الذي كان معها -كمصروف شهري- مع الاحتياجات الضرورية اليومية نفذ تمامًا .
وقد اضطرت قبل ذلك أن تستغني عن خادمتها ، لأنها لا تملك مالاً تدفع لها .
أصبحت الزوجة المسكينة ، التي تجاوزت الثمانين من العمر ، وهي الضعيفة التي تحتاج من يخدمها ، ويقوم على حاجتها ، بدون عائل يحميها ، ولا سكن يؤويها ، ولا مال يسد حاجاتها ، بعد أن كانت صاحبة مال وخدم .
باعت ما لديها من مجوهرات ، وأثاث ، وما يصلح للبيع ، حتى يكون عندها من المال ما تنفق به على نفسها ويغنيها عن سؤال الناس .
أمهلها المالك الجديد سنة أخرى بدون أن يأخذ منها شيء ، وبعد نهاية السنة أشفق عليها إمام الحي ، عندما طلب منها المالك أن تغادر الشقة ، فبنى لها غرفة فوق سكن الإمام الملاصق للمسجد .
عاشت الزوجة المسكينة ثلاثة سنوات على هذا الحال ، ينفق عليها المحسنون ، ومن كانوا يكنون لزوجها الحب والود من الخدم والسائقين والعاملين عنده .
إن مما يعصر القلب حسرة ، ويدمي العين ألمًا ، أن الداخل والخارج من سكان العمارة وضيوفهم ، يرون هذه المرأة العجوز الضعيفة ، كانت تجلس على درج مدخل العمارة ، من أول ظهر النهار ، وحتى بعد وقت طويل من العشاء .
ساعات طويلة تمضيها متحسرة ، على ما آل إليه حالها ، بعد أن كانت تعيش في شبابها حياة عز ورفاهية ، ها هي الآن تسكن في غرفة على السطح وهي أرذل عمرها وضعفها .
بعد أن كانت تعطي وتساعد الآخرين ، أصبحت هي من يتصدق عليها الناس .
والآن يا أخواتي من تذكر لي الفوائد والعبر من هذه القصة ؟
حتى أعود بإذن الله تعالى من جديد لأضع تعليقي على هذه القصة ؟
أختكن المحبة لكن : أم أوس