أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم

قرأت بعض البحوث في المنتديات حول صحّة زيادة (في جماعة) من حديث ( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمّة الله) ، وبحثت بنفسي في الأصول فكانت خلاصتي.

أن زيادة (في جماعة) لم أجدها في الكتب المسندة إلا عند أبي نعيم في مستخرجه على مسلم، وهذا سنده.
قال أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو حفص الرقام ثنا نصر بن علي ثنا بشر بن المفضل ثنا خالد الحذاء عن أنس بن سيرين قال سمعت جندب بن عبد الله يقول قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فلا يطلبنك الله بذمته من شيء فإنه من أخفر الله في ذمته كبه الله على وجهه في النار ) رواه مسلم عن نصر بن علي بن بشر.اهـ

قلت:
في سير الذهبي: "أبو الشيخ * الامام الحافظ الصادق، محدث أصبهان، أبو محمد، عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، المعروف بأبي الشيخ، صاحب التصانيف. ولد سنة أربع وسبعين ومئتين.... وعنه: ....أبو نعيم الحافظ".اهـ

وقال السمعاني في الأنساب : "الرقام: بفتح الراء والقاف المشددة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الرقم على الثياب التوزية التي تجلب من فارس، والمشهور أبو حفص محمد بن أحمد بن حفص التستري الرقام من أهل تستر، يروي عن أحمد بن روح وعمرو بن علي الفلاس وغيرهما،
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ وسمع منه بتستر".اهـ

قال الأخ عبدالله الحمراني جزاه الله خيرا في ملتقى أهل الحديث "هذه الزيادة في هذا الحديث منكرة؛ لأن الرقام مجهول الحال، ولقرائن أخرى فقد انفرد بزيادة (في جماعة) في هذا الحديث أبو حفص الرَّقَّام وهو: محمد بن أحمد بن حفص التستري. وهو مجهول الحال، وأحاديثه قليلة، وقد تفرد بأحاديث، وخولف في عدة منها، وربما غلط في بعض أحاديثه، وهو في طبقة متأخرة قد طارت فيها الأسانيد في كل مكان. هذا مِن سَبْر أحاديثه، فلا يحتمل تفرده بمثل هذه الزيادة سيما قد أخرج الحديثَ مسلمٌ في الصحيح، والرويانيُّ عن نصر بن علي، عن بشر، عن خالد، به دون تلك الزيادة.
وأخرجه مسلم من طريق إسماعيل بن عُلية، عن خالد، دون تلك الزيادة. فتابع إسماعيل بشرًا على صحيح روايته!
وأخرجه الطيالسي، وأبو عوانة عن محمد بن عبد الملك الدقيقي عن يزيد بن هارون، كلاهما (الطيالسي، ويزيد)، عن شعبة، عن أنس بن سيرين، به دون الزيادة؛ فتابع شعبة خالدا على روايته!
وعليه فزيادة (في جماعة) في حديث أنس بن سيرين عن جندب = زيادة منكرة. والله أعلم. أما كونها زيادة من النساخ فلا أظن ذلك إذ إن تبويب أبي نعيم رحمه الله موحٍ بوجودها في أصله؛ قال:
(باب فضل صلاة العشاء والفجر في جماعة).".اهـ

قلت الوليد : فعزوها لغير مستخرج أبي نعيم لعله وهم والله تعالى أعلم.

وأرجوا من الإخوة ألا ينقلوا من الترغيب للمنذري والألباني وغيرهما، فالمقصود البحث عن الأصول المسندة التي اخرجت هذه الزيادة ودراسة أسانيدها.

فمن وقف على شيء فليفدنا جزاه الله خيراً.