لو تساءلنا : بماذا يقاس المرء ؟
لكان الجواب أنه يقاس بأصغريه : قلبه .. ولسانه..

ويقول الرسول الكريم : " إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ..
وإذا فسدت فسد الجسد كله .. ألا وهي القلب "




والمؤمن الحق .. يصدق قلبه .. ويوافقه في ذلك .. لسانه
فسريرته كالصفحة البيضاء تقرؤها في صدق حديثه ..
ونقاء قلبه .. ينمّ عنه لسانه .. ويترجمه فيه عمله ..
وهو هيّن .. ليّن ..مطواع ..كريمٌ .. سمحٌ..
وبأمثال هؤلاء المؤمنين تهتدي القلوب ..
وعلى ألسنتهم تجري كلمات النصح والترشيد والهداية سائغة ..
تلج الأفئدة .. وترتاح. لها النفوس ..
وتستقر في الأرواح ..
وذلك مايجب أن يكون عليه شأن الدعاة إلى الله ..!




أما المنافقون .. والذين في قلوبهم مرض ..
فسريرتهم السوداء..
تنضح في سوء قولهم ..
ورداءة فعلهم ..
هم كالسوس الذي ينخر في الجسد خفية ..
حتى يتآكل ويتلف ..
كذلك هم يفسدون العقول بضلالهم
وكثيراً مايلبسون رداء التقوى ..
يسعون لمآربهم بشتى الطرق ..
ومختلف الوسائل ..
فهم عوامل هدم وفساد وتنفير ..!
بضمائرهم الميتة ..
وقلوبهم المجحفة ..
والسنتهم الفاسدة ..




في قصة قديمة هي في الحقيقة مثل وعبرة :
أن أحد الأمراء استدعى لقمان الحكيم وأعطاه شاة وأمره أن يذبحها ..
ويأتيه بأطيب مافيها .. ففعل وأتاه بقلبها ولسانها ..
ثم قام فأعطاه شاتاً أخرى وأمره أن يذبحها ويأتيه بأخبث مافيها ..
فأتاه بقلبها ولسانها ..
فاستغرب الأمير وقال :
عجباً مامعنى ذلك ؟ في الحالين تأتيني بقلبها ولسانها ؟!
قال لقمان : يامولاي !
إن لسان المرء وقلبه .. لا أطيب منهما .. إذا طابا..
ولا أفسد منهما .. إذا فسدا ..!