بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

********************************************

في بني سعد:
كانت العادة عند الحاضرين من العرب ان يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعادا لهم عن امراض الحواضر ولتقوى اجسامهم وتشتد اعصابهم فالتمس عبد المطلب للرسول صلى الله عليه وسلم المراضع, و استرضع له امرأة من بني سعد بن بكر وهي حليمة بنت ابي ذؤيب عبد الله بن الحارث, و زوجها الحارث ابن عبد العزى المكنى بأبي كبشة وهو من نفس القبيلة.

واخوته عليه الصلاة والسلام من الرضاعة هم: عبد الله بن الحارث و أنيسة بنت الحارث و حذافه او جذامه بنت الحارث وهي الشيماء وابو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم, وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعا في بني سعد فحمزة رضي الله عنه رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين من جهة ثويبه ومن جهة السعدية.

ورأت حليمة من بركته عليه الصلاة والسلام ما قضت منه العجب,قال ابن اسحاق كانت حليمة تحدث:انها خرجت من بلدها مع زوجها تلتمس الرضعاء حتى قدمنا مكة,فما منا امرأة وقد عرض عليها الرسول صلى الله عليه وسلم فتأباه اذا قيل لها انه يتيم,فما بقيت امرأة قدمت معي الا اخذت رضيعا غيري فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي:والله اني اكره أن ارجع من بين صواحبي ولم اخذ رضيعا والله لأذهبن الى ذلك اليتيم فلآخذنه قال لا عليك ان تفعلي عسى الله يجعل لنا فيه بركة, قالت وما حملني على اخذه إلا اني لم اجد غيره, ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد, وما اعلم ارضا من ارض الله اجدب منها وتقول فلم نزل نتعرف من الله الزياده والخير حتى مضت سنتاه وفصلته, وكان عليه الصلاة والسلام يشب شبابا لا يشبه الغلمان فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا(أي قوي شديد)قالت فقدمنا به على امه ونحن احرص على مكثه فينا لما كنا نرى به من بركة فكلمنا امه وقلت لها لو تركت ابني عندي حتى يغلظ فاني أخشى عليه وباء مكة قالت حليمة فلم نزل بها حتى ردته معنا.

والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته,,