السعادة دائما تلازم أولئك الذين يرون الحياة ومعطياتها من الجانب الإيجابي الذي يولد لديهم الأمل البناء 00ذلك المفعول السحري الذي يبطل معوقات التفاؤل وينمي لدي الإنسان الشعور بالرضا والحبور, ويجعله قويا أمام المعضلات الحياتية باختلاف أصنافها وألوانها ومشاربها , ليكون سويا قويا جديرا بالثقة أمام الذات والأنداد مما يمكنه من الإنجاز والابتكار والانطلاق نحو تحقيق الأمنيات والواجبات بخطى ثابتة ومقننة في ذاكرة تخلوا من التعقيدات التي تتولد غالبا من الوهم الزائف الذي يجلب لصاحبه سلسلة متلاحقة من المنغصات والمكدرات اليومية , تتراكم مع الأيام والسنين لتصبح فيما بعد:ـ هي الآمرة الناهية لكل مايصول ويجول في خلد من أعطاها الآمان والمكان والزمان !! ولعل الوهم ( المرضي ) هو العدو الأول منذ الأزل في سلب الإنسان سعادته والمعطل الأكبر لقدراته وهذا القول بشهادة المتخصصين في علم النفس, خصوصا في بيئة العمل الوظيفي الذي يخسر معه الاقتصاد العالمي الشيء الكثير نتيجة العطاء المقل , أو الإجازات المترتبة من ذلك الشعور الوهمي الذي هو نتاج سلوكي مغلوط لدي الفرد ومن صنيعته مما يلزمه مسؤولية تغير نمطية تفكيره الأحادي القطب 0
لكم أن تتصوروا حجم المأساة النابعة من الوهم إذا علمتم بأن الأكثرية الكاثرة من الناس يتخلون عن طموحاتهم وينسحبون من مخالطة أقارنهم بسبب ذلك الداء العضال الغير مرئي وملموس بأي جهاز علمي تم اختراعه حتى الآن وليس له دلالة سوى ضحاياه الذين يرددون دائما ( سوف أمرض) فيتمارضون أكثر من المرضى ويشقون أكثر من شقاءهم, بسبب تعدد شكواهم وتوهمهم المتكرر, وقلة الحيلة وعدم الثقة بمن يمنحهم المصداقية من الأطباء والأصدقاء , ولعلهم معذرون من نواحي ومدانون من نواحي أخري فالنفس البشرية معرضة للضعف ولكن ليس معنى ذلك أن نواجه المصائب بروح مهزومة مسلوبة الإرادة 0
إن الوهم بكل صوره وأشكاله يضل العدو اللدود للنفس البشرية يثبط الهمم ويدمر القمم ويجعل من يمتطيه ألعوبة في أيدي الآخرين00 أسئلوا السحرة والكهنة والمشعوذين أنى لهم ثرواتهم, ومراكزهم, وأهميتهم العبثية في النفوس المؤمنة بهم 00 لولا تشاؤم المتشائمين 00 وقلة حيلة المتمارضين 00 وقد أدرك بعض الأطباء منذ القدم أهمية تشخيص تلك الحالات !! وأطلقوا على المرضى بالوهم اسم نوسيبو (وهي تركيبة لاتينية تعني سوف أمرض) و النوسيبو كلمة معاكسة لـ ( بلاسيبو ) الأقدم استعمالاً ( وتعني سوف أشفى ) لذا فأن بعض الأطباء عندما يرون ( المتمارضين ) وقد بلغ بهم السيل الزبى !! يمنحونهم الأمل بحبة سكر قد تكون ملونة في بعض الأحيان للمصداقية ليس إلا 00وبالفعل يشعر المريض بالتحسن كأنما نشط من عقال 00 ونحن المسلمين أوصانا رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم بالتفاؤل بالخير وقال 00 تجدوه !! وهي كلمة أقوى من ترديد سوف أشفى ؟ لأنها ضامنة للباحث بحصول الخير إذا ماوجد التفاؤل ومفردة الخير جامعة ذات فضاء واسع لكل ما يدور في قلب المسلم من أمنيات وإن عظمت واستحالت في نظرالبعض00 وحبة السكر الوهمية لن يحتاجها المؤمن لأن يقينه بالله وإيمانه بالقدر خيره وشره أقوى المؤثرات في سعادته الحقيقية التي معها يتلاشى الوهم كما يتلاشى الظلام بظهور الشمس !!
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهنا صالح الدوسري
[/align]
