أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الباب السابع :الإدغام وأنواعه :
تعريف الإدغام :
لغة: الإدخال.
اصطلاحا: اللفظ بحرفين حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني. أو التلفظ بساكن فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد.
للإدغام ثلاثة أسباب وهي :
1) التماثل:
أن يتحد الحرفان اسما ورسما ومخرجا وصفة كالفاء مع الفاء في قوله تعالى: ﴿فَلاَ يُسْرِففِّــي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً(الإسراء 33) أو الباء مع الباء في قوله تعالى: ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِببِّــعَـصَاكَ الْحَجَرَ(البقرة 60) .
2) التقارب:
أن يتقارب الحرفان في المخرج والصفة، كالنون مع اللام في قوله تعالى: ﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِنلاَّ يَشْعُرُونَ(البقرة 12) أو يتقاربان في المخرج فقط كالقاف مع الكاف مثل قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَخْـلُـقكُّـم مِّن مَّاء مَّهِينٍ(المرسلات 20) أو يتقاربان في الصفة فقط كاللام مع الراء ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿وَقُـلرَّبِّ زِدْنِي عِلْماً(طه 114).
3) التجانس:
أن يتحد الحرفان في المخرج ويختلفا في الصفة كالتاء مع الدال في قوله تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبـَت دَّعْوَتُكُمَا(يونس 89) .
وسوف نتناول أنواع الإدغام في الفصول التالية:
الفصل الأول: إدغام المتماثلين:
بالنسبة لإدغام المتماثلين فإن حفصا أدغم كل مثلين التقيا وكان أولهما ساكنا، نحو:
التاء عند التاء: ﴿فَمَا رَبِحَتتِّـجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ(البقرة 16) وتقرأ فما رَبِحَتِّجَارَتُهُم .
الدال عند الدال: ﴿وَقَـد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ(المائدة 61)وتقرأ وَقَدَّخَلُوا.
الذال عند الذال: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً(الأنبياء 87)وتقرأ إِذَّهَبَ
الكاف عند الكاف: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ(النساء 78)وتقرأ يُدْرِكُّم.
اللام عند اللام: ﴿قُـل لاَّ أَشْهَدُ(الأنعام 19) .
الفاء عند الفاء: ﴿فَلاَ يُسْرِففِّــي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً(الإسراء 33) .
الباء عند الباء: ﴿اذْهَب بِّـكِتَابِي هَذَا(النمل 28).
الميم عند الميم: ﴿قَدْ جَاءتْكُـم مَّـوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ(يونس 57) .
النون عند النون: ﴿لَـن نَّـصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ(البقرة 61) .
الواو الساكنة المفتوح ما قبلها عند الواو: ﴿حَتَّى عَفَـواْ وَّقَالُواْ(الأعراف 95).
ولا إدغام إذا كان أول الحرفين حرف مد مثل:
﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ(الرعد 29).
﴿هُوَ الَّذِييُـرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً(الرعد 12).
ولحفص في قوله تعالى ﴿مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيـهْ * هَـلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ(الحاقة 28، 29) وجهان عند الوصل: السكت مع الإظهار أو الإدغام.
الفصل الثاني :إدغام المتجانسين:
المتجانسين كما أسلفنا هو إتحاد الحرفين مخرجا واختلافهما صفة، ويكون إدغام المتجانسين في :
الأحرف النطعية: التاء في الطاء والطاء في التاء والتاء في الدال والدال في التاء.
الأحرف اللثوية:الثاء في الذال والذال في الظاء.
الأحرف الشفوية:الباء في الميم.
وقد أوجب حفص الإدغام في كل مواضع التقاء المتجانسين في القرآن الكريم ما عدا موضعين أجاز فيهما الإدغام والإظهار وإن كان الإدغام هو المروي من طريق الشاطبية التي نقرأ بها.
أولا : الإدغام الواجب في المتجانس عند حفص :
1- تاء التأنيث الساكنة في الطاء، ومثال ذلك:
﴿وَدَّت طَّـآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ (آل عمران 69) وتُقرأ ودطّائفة وهذا من الإدغام الكامل كما رأينا.
﴿إِذْ هَمَّت طَّـآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ(آل عمران 122) وتُقرأ همطّائفتان.
2- الطاء الساكنة في التاء مثل:
﴿لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي(المائدة 28) وتقرأ بسـ ط ـت وهذا من الإدغام الناقص حيث سقطت الطاء وبقي إستعلاؤها وإطباقها( ينطبق المخرج على الحرف الأول من غير قلقلة ثم ينفتح على الحرف الثاني).
﴿وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُف(يوسف 80) .
﴿فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ(النمل 22) .
3- تاء التأنيث الساكنة في الدال مثل:
﴿فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا(الأعراف 189) تقرأ فلما أَثقَلَدَّعَوا من الإدغام الكامل.
﴿ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا(يونس 89) .
4- الدال الساكنة في التاء مثل:
﴿قَد تَّـبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ(البقرة256) تقرأ قـتّـبيّن .
﴿وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّـدتُّـمُ الأَيْمَانَ(المائدة 89) .
5- الذال الساكنة في الظاء :وقد وقعت في موضعين في القرآن:
﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ(الزخرف 39) تقرأ إظّلموا.
﴿ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ(النساء 64) .
ثانيا : الإدغام الجائز في المتجانس عند حفص:
1- الثاء في الذال في قوله تعالى: ﴿يَلْهَث ذَّلِكَ (الأعراف 176) .
2- الباء في الميم في قوله تعالى : ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا(هود 42) .
في هذين الموضعين يجوز عند حفص الإدغام والإظهار. والإدغام مروي من طريق الشاطبية التي نقرأ بها.
الفصل الثالث :إدغام المتقاربين:
المتقاربين كما رأينا هو تقارب الحرفين مخرجا وصفة ، وقد أدغم حفص وجوبا في الحالات التالية:
1- اللام الساكنة في الراء: ومثال ذلك:
﴿وَقُـلرَّبِّ زِدْنِي عِلْماً(طه 114) .
﴿بَـل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ(النساء 158) .
ولا يُستثنى من ذلك إلا قوله تعالى: ﴿ كَلَّا بَـلْسرَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ(المطففين 14) بسبب السكت الواجب على لام بل، وهذا السكت يمنع الإدغام.
2- النون الساكنة والتنوين في الواو والياء والراء والميم واللام وهي أحرف (ويرمل):
التنوين مع الواو: ﴿وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِـيّاً وَلاَ نَصِيراً(النساء 123) .
النون الساكنة مع الياء: ﴿فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِـن يَـوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ(الذاريات 60) .
النون الساكنة مع الراء: ﴿أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّـن رَّبِّهِمْ (البقرة 5) تقرأ مِـرَّبّـهم.
النون الساكنة مع الميم: ﴿وَيُسْقَى مِـن مَّـاء صَدِيدٍ(ابراهيم 16) .
النون الساكنة مع اللام: ﴿وَيُؤْتِ مِـن لَّـدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً(النساء 40) .
ولا يستثنى من هذا إلا قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ مَنْسرَاقٍ(القيامة 27) بسبب السكت الواجب على نون "من".
ملاحظة: اختلف القراء في هجاء ﴿طسم(الشعراء والقصص) (طا سيـن ميم) بين مظهر لنون "سين" ومدغم لها في الميم. والمتفق عليه عن حفص من جميع طرق الشاطبية هو الإدغام.
3- القاف الساكنة في الكاف: ﴿أَلَمْ نَخْـلُـقكُّـم مِّن مَّاء مَّهِينٍ(المرسلات 20) .
4- لام التعريف في الحروف الشمسية: ط ث ص ر ت ض ذ ن د س ظ ز ش ل(إدغام لام التعريف في الحروف الشمسية):
وهذه الحروف هي التي في أوائل كلمات البيت التالي:
طِب ثـمّ صل رحما تفز ضِف ذا نعم
دع سوء ظن زر شريفا للكرم
وأمثلة هذا الإدغام: الطور، الثمرات، الصراط، الرحمن، التناد، الضالين، الذئب، الناس، الدين، السماء، الظالمين، الزّكاة، الشجرة، اللمم.
ملاحظة : في الإدغام يكون الحرف الأول ساكنا .

من كتاب القول المفيد في أحكام التجويد


لتحميل الكتاب من الرابط التالي



http://www.********************************************/?ZADoMF