خاطرة



وحشة القلب

تراجع الحب و في صدري أغمد مناه ، و رمى درع الشوق الذي كان يحمينا ...انتصر الجفاء على الوصل بسيف الجحود ، وهجر الأمل مدينة تلاقينا ، و تنكرت فلول الوعد وانهزمت ، يطاردها وعيد الظن الذي زلزل كل ما بنينا .... هي ذي بسمتي جريحة في حضني تموت ، و هذا حبري المهدور في محراب كل حبور يرتل تأبين مرامينا ...يرثيني الغروب بعيونه الوسنى ، و تلف شجون الليل في نفسي تغاريد السكون ، ليرسم الرقراق بالعبرات لواعجه ، و يروي على الوسادة ألم الحنين الذي كان يأوينا ...
أيا وحشة القلب في ظلمة وحدته رفقا ، إني رأيت اللحد وراء كل عاشق بصدق يبتسم ، هذه عزائمنا حطت أوزارها ، و تركت خلفها الخراب ينتحب ، تساقطت كلماتها كالجند بالخيانة ، تطعنها في الظهر رماح الغرور المنمق ، و سقطت أحلامي الطاهرة شهيدة ، و سجلت على جدارية الوفاء عزتها.
مختار سعيدي