أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





إن أعظم وأعتى القساة الظلمة في هذا العصر الذين يسابقون بباطلهم إلى العقول بالباطل، ليسوا هم الشيوعيين الملحدين، كما يتوهمه بعض الناس ولو كانوا من المتعلمين - مع اعترافنا بأن الملحدين وغيرهم من الكفار كلهم ملة واحدة وهم جميعا لنا ولربنا ولرسولنا ولديننا أعداء ألداء، وقد ذقنا منهم جميعا من العدوان ما هو معلوم – بل إن أخطر من جميع الكفار يهودا ونصارى وملحدين، ووثنيين، هم قادة الأمريكان، الذين اجتمع فيهم من العداء لدين الإسلام ما تفرق في غيرهم، ولذلك أسباب ليست تخفى على من له عقل يزن به الأمور:

الأمر الأول: أن حقد اليهود الذي وصف الله به اليهود في القرآن: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود...} [المائدة] موجود في الأمريكان في أعلى صوره مع حقدهم النصراني الصليبي، بدليل أنهم ينصرون اليهود بكل وسيلة تمكنهم من احتلال بلاد المسلمين واغتصابها، وظلم أهلها، وظلم المسلمين الذين يريدون يوالون إخوانهم المعتى عليهم، ينصر الأمريكان اليهود، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وماليا وعسكريا، ليجيعوا المسلمين ويحاصروهم ويعتقلوهم ويشريدهم ويسجنوهم، ويعتقلوهم في أرضهم ويذلوهم ويدنسوا مقدساتهم، ويحرموهم من التمتع بعباداتهم لربهم.

الأمر الثاني: أن الأمريكان طغوا وبغوا في الأرض بما أوتوا من قوة مادية تفوقوا بها على من سواهم فيها، ابتلاء من الله لهم ولغيرهم ممن يتعاشرون معهم، وأصبحوا يقولون –بلسان حالهم -:"أنا ربكم الأعلى" واستعملوا قوتهم في استعبادهم للبشر، مع ادعائهم زورا وبهتانا، أنهم يدعون إلى تحريرهم من ذلك، وعلينا أن نراجع ما فعلته أمريكا في العراق وأفغانستان والصوما، وما فلته بشباب المسلمين الذين احتجزتهم جوانتنامو -ولا ال بعضهم إلى الآن- والذين زجت بهم في معتقلات سرية في بلدان أخرى، وكيف دنس جنودها مساجد المسلمين ومصاحفهم فيه، وفي جوانتنامو...

الأمر الثالث: أنهم في العصر الذي يفخرون فيه بالتقدم والرقي والسعي إلى تثبيت حقوق الإنسان في الأرض والدعوة إليها، وهم يختلقون كافة الذرائع، لاغتصاب بلدان الناس، وبخاصة بلاد المسلمين، كما حصل لكل من العراق وأفغانستان وغيرهما، ويسقطون أنظمة – قد يكون بعضها فاسدا – ويقيمون أنظمة عميلة لهم، تكون أشد فسادا في الأرض من الأنظمة التي أسقطوها، ويورون بين طوائف تلك الدول نار العداوة والتقاتل والبغضاء والطائفية، كما هو واضح في العراق إلى هذه الساعة، كما يسقطون أنظمة أصلح من غيرها لاتباعها ما تعلمته من شريعة الله، وإن قصر فهمها لبعض تعاليمه، وينشئون بدلها أنظمة تحارب الإسلام والأخلاق الإسلامية، تنفيذا لرغبات الأمريكان في محاربة الإسلام الصادق، كما فعلت بنظام طالبان، وأحلت محله نظام كرازاي وزمرته.

الأمر الرابع: أن الأمريكان يعتبرون سفاراتهم في دول العالم، وبخاصة الإسلامية منها، دولا داخل دول، يملي سفيرها، بل من هو أقل منه، على غالب زعماء تلك الدول، ما يريد، وهم ينفذون ما يمليه السفراء، تحت القهر والإكراه، وإن تبادلوا ابتسامات فتح الشفاه عن بياض الأسنان الخادعة، لأن أولئك الزعماء قد ربطوا مصيرهم بالخنوع لتلك الهيمنة الظالمة الأمريكية وإخضاع شعوبهم لها، بحجة الحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي الأمريكي، وعدم القدرة على الافتكاك منهما، وهم في الحقيقة إنما يفعلون ذلك ليبقوهم مستبدين على كراسي حكم بلادهم التي تضيق بظلمهم ذرعا، ويحمونهم من إزاحة من يتربصون بهم في دولهم، الذين ينتظرون أن يحلوا محلهم، لينتقموا من ظلمهم.

الأمر الخامس: تأديب أي حكومة أو حزب أو جماعة - قد تظهر معارضة للأمريكان، في سياستهم أو اقتصادهم، وبخاصة في التوجه إلى الاستقلال بسيادتها، وتطبيق شريعتها، في أرضها، وتجييش حكومات شعوب إسلامية أخرى ضد الحكومة الآبقة، وأمثلة هذا كثيرة متجددة غير خافية على ذوي الألباب.

وهم يسعون بغاية الجد إلى تغيير عقيدة المسلمين بتغيير مناهجهم وكتبهم الد راسية، وإحلال أفكارهم ومفاهيمهم محلها، لتصبح أجيال المسلمين جاهلة تابعة لهم في محاربة دينهم، مع من يوجدون اليوم من المنافقين الذين يؤيدونهم في حرب شريعة الإسلام، ممن يسمون أنفسهم باللبراليين والعلمانيين، الذين ينكرون جملة وتفصيلا أن يكون في الإسلام قوانين صالة للتطبيق في هذا العصر!

الأمر السادس: قتل الأبرياء في الشعوب الإسلامية بطائراتها الموجهة آليا بدون طيار، بحجة القضاء على إرهابيين في تلك البلدان،والذين تقتلونهم من الأبرياء أكثر من الذين تدعي أنهم إرهابيون، وهي بذلك تنتهك حرمات وسيادة تلك الدول التي تسرح فيها وتمرح، على مرأى ومسمع من زعماء تلك الدول التي تتبادل مع الأمريكان المنافع المعهودة،ولم تحرك ساكنا ضد انتهاكات أجنبية ضاقت بها شعوبهم، وهذا واضح في الدول الضعيفة التي ليس عند زعمائها القوة التي ينفذون بها الأوامر الأمريكية، مثل: باكستان وأفغانستان واليمن والصومال....

الأمر السابع: أن الأمريكان، يبتكرون المصطلحات المضللة، فيمدحونها ليقنعوا بمعانيها، عملاءهم، ويرغبوهم فيها، أو يرهبوهم من مخالفتها – في ظاهر الأمر – كالديمقراطية واللبرالية والعلمانية، ويجعلونهم يتخذونها معاول لشق رؤوس من يعارضهم في بلدانهم، كما يبتكرون مصطلحات مضللة أخرى، ويشنون عليها الغارة ويحذرون عملاءهم منها، ويغرونهم بمحاربتها، كالحكومة الدينية، التي نقلوا معناها، من حكومتهم الكنسية التي حكمتهم باسم الله، وهي كاذبة، فحرمت عليهم كل ما تريد، من متع الحياة المباحة، أو من استغلال عقوله في التقدم والرقي بالعلوم الكونية والطبيعية التي سخرها الله للبشر في سمائه وأرضه، فلما خرجوا على خرافات كنائسهم، تقدموا في الحضارة المادية، كما نرى، وحاربوا كل دين في الأرض، وبخاصة الإسلام الذي تلقوا أصول حضارتهم من أهله، وشوهوا سمعته في عقول أبنائه، وأغروهم بطرده من حياتهم، والقضاء عليه، مع ما هو معروف من كتابه وسنة نبيه من دعوة على استعمال العقول فيما ينفع أهلها، والنهي عن التقليد الأعمى...وغير ذلك من المصطلحات التي حاربوا بها الإسلام:

http://www.al-rawdah.net/vb/showthread.php?t=1300

والخلاصة أن الأمريكان هم أخطر أمم الأرض اليوم على الإسلام، لتصدرهم محاربته ومحاربة أهله مع خدتعهم وتضليلهم بأساليبها الماكرة، ودبلوماسيتها اللينة، ولما مكنها الله منه من قوة، جعلت الناس يحتاجون إلى دعمها لهم في حياتهم المادية غالبا، والمسلمون في حاجة إلى إفاقة من غفلتهم، ويقظة من نومهم، ليعدوا أنفسهم معنويا وماديا، وليأخذوا بخيارات أخرى في التعامل مع دول أخرى، مع الحد من اندفاعهم إلى أمريكا، التي تكرههم على السير في حياتهم بمناهجها، ليصلوا في نهاية أرهم إلى التخفيف من هيمنتها عليهم، إن لم يتمكنوا من الاستغناء عنها، كما فعلت بعض الدول الإسلامية، التي قال بعض زعمائها: نتجه إلى الكعبة في عبادتنا، ونتجه إلى الشرق في معاملاتنا!


قسوة نصارى أوروبا المعاصرة


وفي قسوة النصارى الصرب على المسلمين في البوسنة والهرسك، ما يكفي دلالة على وحشية النصارى وقسوتهم ونزع الرحمة من قلوبهم، وقد أنزل الصربيون-فيما كان يسمى بيوغوسلافيا-بالمسلمين في البوسنة والهرسك ما تتنزه عنه الحيوانات المتوحشة، من قتل ما يزيد على مائة وخمسين ألفا من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، وذلك في أقل من سنة، وشردوا أكثر من مليونين من المسلمين، كثير منهم أطفال ونساء وشيوخ، يتلقف الأطفال منهم المؤسسات التنصيرية في أوروبا، لتحويلهم من الفطرة الإسلامية، إلى الشرك النصراني وينتزعون من قلوبهم أغلى ما وهبه الله للمسلم وهو إيمانه.

واشتدت القسوة على هؤلاء اللاجئين أكثر بتفريق الأسر المسلمة في دولة أوروبية واحدة أو عدة دول: الأب في مكان، وأبناؤه في مكان آخر، والزوج في مكان، وزوجه في مكان آخر، وهكذا الإخوان والأخوات.. يضاف إلى ذلك معسكرات الاعتقال والتعذيب التي فاقت في الاعتداء على حقوق الإنسان المعسكرات النازية التي يندد بها الغرب ويبدي ويعيد في التنديد بها. يعذب القريب فيها أمام قريبه، ويقتل الأب أمام الابن والزوج.

وأشد من ذلك وأنكى اغتصاب الوحوش المتمدنين في قارة حقوق الإنسان، أكثر من خمسين ألف امرأة وفتاة مسلمة، بعض تلك الاغتصابات تقع أمام أعين أسرة الفتاة المغتصبة.

وهذا غير الحصار المستمر الذي يفرضه النصارى منذ ما يقارب العام على مدن المسلمين، وقراهم وقصف مرافقهم وهدم منازلهم ومساجدهم عليهم، والحول بينهم وبين الإمداد والإغاثة بلقمة العيش والدواء والملبس والغطاء، في أشد أوقات البرد القاسي الذي قطعت على المسلمين فيه الكهرباء وكل وسائل التدفئة، حتى أنك ترى العجائز والصبيان يحاولون التماس الأخشاب في الشوارع وحملها إلى منازلهم من أجل الطبخ عليها والتدفئة، فيطلق عليهم النصارى قساة القلوب الرصاص ويُرْدُونهم قتلى أو جرحى تنزف منهم الدماء وتسيل، حتى يموتوا في الشوارع دون إسعاف.

وقد كشف حدث البوسنة غلظة وقسوة جميع الدول النصرانية الغربية التي تزعم أنها حامية حقوق الإنسان، وأنها تقف ضد التطرف والتشدد والإرهاب والتطهير العرقي، واعتداء الدول القوية على الدول الضعيفة، فقد اعترفت الدول النصرانية الغربية بدولة البوسنة والهرسك وأصبحت عضوا في هيئة الأمم المتحدة، وبعد هذا الاعتراف اعتدى الصرب على المسلمين بعون من حكومة صربيا والجبل الأسود، يشمل الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية، وبمساعدات وتأييد من دولة روسيا، وأصدر مجلس الأمن (المزعوم) قرارا بحظر الأسلحة ووصولها إلى البوسنة والهرسك، فطبق الحظر على المسلمين وبقي الصرب يتلقون العون من إخوانهم النصارى السلاح وغيره.

وأصدر مجلس الأمن (المزعوم) قرارا بحظر التحليق الجوي على البوسنة والهرسك، ولكن الصرب تحدوا ذلك ولا زالت الطائرات تقصف المسلمين، ولم يحرك مجلس الأمن ساكنا وكذلك المجلس الأوروبي وحلف الناتو.

ولكن الدول الغربية إذا تحرك صاروخ في العراق أو طائرة عراقية قريبة من منطقة الحظر الجوي الذي فرضته أمريكا باسم هيئة الأمم المتحدة، يرسلون أسرابا من الطائرات الغربية لتصب نيرانها على الهدف وما جاوره ويطلقون مئات الصواريخ من الخليج للقضاء على أي حركة، زعما منهم أنهم ينفذون قرارات مجلس الأمن، وهكذا يعامل النصارى قساة القلوب المسلمين ويصدرون القرارات التي ظاهرها في مصلحة المسلمين – أحيانا نادرة - وينفذون عكس ذلك، ولكنهم ينفذون قراراتهم فقط عندما تكون في مصلحة النصارى أنفسهم، إنها وحشية دعاة حقوق الإنسان وقسوة دعاة الحرية والتمدن: نصارى الغرب كله.

وقد وجدت الدول النصرانية الغربية بغيتها في الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة النصراني. [اقرأ عن تنفيذ هذا النصراني العربي لمخطط التجمعات الكنسية جريدة الشرق الأوسط ص 23 بعنوان:بطرس غالي بطل البوسنة. عدد (5167) 27رجب 1413ه-20/1/1993م.] وقد سماه الكاتب: بالجلاد، وأنا أسميه بما سماه الله: النصراني. "بطرس غالي" العربي الذي يعطيها المسوغ تلو المسوغ لعدم تدخلها في إنقاذ المسلمين في البوسنة والهرسك، ولذلك تصدر هي الاستنكار لأفعال الصرب وتصرح بأنها تريد التدخل لمنع الصرب من العدوان، ولكن النصراني العربي يحذرها من مغبة التدخل العسكري، فتظهر للعالم وللمسلمين أنها إنما تأخرت عن هذا التدخل بسبب عدم الإذن به من قبل هيئة الأمم المتحدة!.

والسبب الحقيقي هو أن المظلومين مسلمون، ولو كانوا يهودا أو نصارى أو وثنيين، بل لو كان المعتدى عليهم قرودا أو كلابا، لهبوا لنجدتهم.

وقد صرح زعيم المعتدين النصارى الصرب بأن الاعتداء على المسلمين سيستمر ما داموا مسلمين: " فقائد القوات الصربية في البوسنة والهرسك أكد في تصريح نشرته مؤخرا مجلة: "شبيجل" الألمانية، قال فيه: إن هدفنا هو القضاء على المسلمين في أوروبا، يجب أن يختفوا كأمة، وعلى المسلمين في البوسنة إعلان تحولهم عن الإسلام وأن يصبحوا صربيين أو كروات، أما الخيار الثالث لهم فلن يكون إلا الموت..." [مجلة المجتمع الكويتية: العدد (1027) الثلاثاء جمادى الآخرة سنة 1413ه-أول ديسمبر 1992 م.] وصدق الله القائل: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم..} [1].

ولا نحتاج إلى ذكر مراجع لهذه لحوادث هذه القسوة النصرانية، فالتلفاز يعرض قسوة النصارى على المسلمين فيها مرات كل يوم، والصحف العالمية تنشر أخبارها المأساوية كل يوم، والإذاعات في العالم كله تذيع فظائعها كل ساعة: أخبار وتقارير وتعليقات، ومقابلات.