تمثل الارتفاعات المتوالية التي يشهدها سوق الأسهم السعودية إغراء لكثير من المستثمرين الأفراد الراغبين بالدخول إلى السوق أو العودة إليه بعد أن تركوه خلال فترة الأزمة المالية العالمية المخيفة، إلا أن الكثير من المستثمرين المبتدئين لا يزال يجهل كيفية التصرف في سوق الأسهم، ومواصفات الاستثمار الناجح فيه.

وبغياب الثقافة الاستثمارية والدراية الكافية في شروط التداول الناجح يصبح المستثمر الفرد أقرب إلى الخسارة منه إلى تحقيق الأرباح على الرغم من الارتفاعات التي يشهدها السوق، والسبب في ذلك - كما يقول الخبراء والمحللون الماليون - هو أنه لا يعلم كيفية تحقيق الأرباح في السوق، وتحديد الشكل المناسب لاستثماراته.

وسجلت سوق الأسهم السعودية مكاسب إجمالية تقترب من 15% منذ بداية العام الحالي 2014 مع الانتعاش الكبير في كميات السيولة وأمزجة المستثمرين والتحسن الواضح في أداء الشركات منذ العام الماضي، وبذلك فإن السوق السعودية، وهي الأكبر عربياً، تكون قد حققت واحداً من أفضل الأداءات في منطقة الشرق الأوسط، وربما الأفضل على الإطلاق بعد سوق دبي المالي.

واستطلعت "العربية.نت" آراء خبراء ماليين ومستثمرين لتحديد مواصفات وشروط التداول الناجح في سوق الأسهم السعودية، بما ينتهي إلى تحقيق الأرباح والفوائد للمستثمرين الأفراد، حيث تبين أن غالبية المختصين يشددون على شروط معينة على المتداول أن يأخذها بعين الاعتبار، وفي مقدماتها دراسة الأسهم وعدم الاندفاع وراء تلك التي تسجل ارتفاعاً لمجرد أنها ترتفع.

ويقول رئيس مجموعة بخيت الاستثمارية والخبير المالي بشر بخيت إن على من يريد الاستثمار أو الدخول في السوق أن "لا يندفع وراء الارتفاعات المتلاحقة التي تسجلها بعض الأسهم"، حيث يضرب على ذلك مثالاً بسهم شركة "تهامة للإعلان" الذي أمرت هيئة سوق المال بالتحقيق في التداولات عليه بعد أن سجل ارتفاعات بالحد الأعلى لعدة أيام متوالية، ومن ثم عاد لتسجيل الهبوط الحاد على الفور.

وقال بخيت لــ"العربية.نت" إن أول ما على المستثمر بحثه هو "الوقت المناسب"، سواء الوقت المناسب للدخول في السوق عموماً، أو للشراء في سهم معين، فمن يستطيع تحديد الوقت المناسب في السوق هو الذي يستطيع تحقيق الأرباح.

أما الرئيس التنفيذي لشركة المستثمر للأوراق المالية وليد بن غيث فيحدد ثلاثة شروط للاستثمار الناجح في سوق الأسهم السعودية، ويعتبر أنها الوصفة اللازمة لأي مستثمر، حيث يقول إن "الاستثمار في السوق يجب أن يكون طويل المدى، فمن يحتاج لرأسماله في القريب العاجل عليه أن لا يدخل السوق أصلاً".

أما الشرط الثاني، بحسب ما قال بن غيث لــ"العربية.نت"، فهو "اختيار الشركات التي تتمتع بقيمة ونمو جيدين"، بينما يكمن الشرط الثالث من أجل الوصول إلى تداول ناجح وآمن ومحقق للأرباح في "التنوع"، حيث على المستثمر أن يضع أمواله في شركات متعددة وقطاعات مختلفة، وأن لا يحصر نفسه في سهم واحد ويبقى رهيناً له.

وبعيداً عن ميكانيك التداول الناجح في السوق، فإن محللا ماليا تحدث لــ"العربية.نت" ينصح الأفراد الراغبين بتحقيق الأرباح من السوق باللجوء على الصناديق الاستثمارية التي يقول إنها "ستستفيد حتماً من هذه المكاسب" في الوقت الذي تظل فيه أكثر أماناً ويديرها أشخاص محترفون.

يشار إلى أن سوق الأسهم السعودية يعتبر الأكثر جذباً للمستثمرين الأفراد في العالم العربي، حيث يوجد أعداد كبيرة من السعوديين يستثمرون في السوق ويتداولون بأنفسهم، ويتخذون بمفردهم قرارات الشراء والبيع.
مع تحيات / ابو ابراهيم
اتجاه الاسهم