الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. أما بعد:
تُعتبرُ كلمة (مبْـروك) من التهاني المتداولة الشائعة بيننا، ونقصد بها الدعاء ..

بالبركة والنماء عند المناسبات السارة . ..

لكن الصحيـح من جهة اللغة أن نقول (مُبـارك) أو (بالبـركة)

أو (بارك الله لك أو فيك أو عليك) ..

ونحوها من صيغ التبريكات الصحيحة لغة وشرعا، والتي تعني الدعاء بالنماء والزيادة .

أما (مبـْروك) فإنها مشتقة من برك البعير يبْرُكُ بُروكا أي : استناخ البعير وأقام وثبت .

فقولنا لشخص (مبـْروك) يعني : برك عليك البعير واستقر وثبت ،


لأنه اسم مفعول من برك .

فهذه العبارة في الحقيقة دعاء على الشخص لا دعاء لـه،


واختلاف المعنى واضح وضوح الشمس .

لذا فهي دعوة كريمة إلى تقويم الأقلام والألسن على تصحيح لغتنا العربية.......


س- ما حكم القول عند التهنئة " مبروك " مع ما يقال إنها مأخوذة من البروك كأن تقول برك الجمل وليست بمعنى مبارك الذي هو من البركة ؟
ج- اللفظة صالحة بأن تكون من البركة لأنه يقال هذا مبارك من الفعل الرباعي بارك ويقول هذا مبروك من برك ولكن العامة لا يريدون به إلا البركة وهو بمعنى مبارك في اللغة العرفية . ولا أظنه من حيث القواعد الصرفية يصح أن المشتق من برك مبروك لأن برك فعل لازم والفعل اللازم لا يصاغ منه اسم المفعول إلا معدى بحرف الجر ، ولهذا يقال بركت الناقة فهي باركة ولا يقال مبروكة ، ويقال برك ناقته فهي مبركة لا مبروكة فصيغة مفعول من برك اللازم لا تصح من حيث اللغة إلا معداة بحرف جر . وهي تستعمل بغير حرف الجر ، كما هو معروف عند العامة ، وإذا كانت مادة الاشتقاق موجودة وهي ( الياء والراء والكاف ) التي هي أصل حروف البركة فلا أرى مانعا أن يقول القائل مبروك بمعنى مبارك .

الشيخ ابن عثيمين

__________________
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
القلبُ لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه