مدخل في الحركة والتربية الحركية
الاستاذ المساعد الدكتور ناهد عبد زيد
العراق-جامعة بابل-كلية التربية الرياضية
مفهوم الحركة:-
الحركة هي النشاط وهي الشكل الأساسي للحياة وهي الطريقة الأساسية في التعبير عن الأفكار والمشاعر والمفاهيم وعن ألذات بشكل عام ،فهي استجابة بدنية ملحوظة لمثير ما سواء كان داخليا" أو خارجيا".وتعد الحركة من أقدم أشكال الاتصال والمشاركة الوجدانية ،فلقد استخدمت من قبل الإنسان القدين لحماية نفسه وجماعته ،فضلا" عن إنها من أهم وسائل المرح والمتعة من ممارسة الأنشطة في وقت الفراغ والتي بدورها تؤدي إلى التخلص من التوتر والقلق والغضب.كما تعد الحركة من طرق التعلم قديما" وحديثا"فهي تساعد الفرد على اكتساب الجوانب المعرفية وتشكيل مفاهيمه وحل المشكلات،و من خلالها أيضا" تمكن الفرد من تحقيق اكتشافات عديدة في البيئة الاجتماعية والطبيعية مما ساعده ذلك على الاقتصاد بالجهد والحركات وتكيف أنماط حياته تبعا"لذلك.
كما تعرف الحركة بأنها تعبيرعن القوة البد نية وهي انعكاس للنواحي العقلية ونفسية وتعبير عن شخصية الفرد ،وهي أيضا"إحدى الوسائل الهامة لتربية الفرد تربية شاملة متزنة. والحركة هي أيضاً الفعل في التغيير المكاني، أي التحرك من مكان إلى مكان أخر بواسطة قوه خارجية .فالحركة تحدث أما بتأثير جسم على جسم أخر أي قوة خارجية أو تكون داخل الجسم ( ذاتية ) بتأثير قوة العضلات. والحركة المقصودة في مجال التربية الحركية هي الحركة الهادفة التي تؤدي إلى النشاط الملحوظ للعضلات الهيكلية ،أي الحركة الإرادية.
وتكون الحركة بأشكال متعددة ( دورا نية ، انتقالية ، منتظمة وغير منتظمة ذات مرجحات أو بدون (توقفات)
أما أنواع حركة جسم الإنسان فتكون على أنواع عدة هي :-
1-حركة فسلجية ( إرادية، لا إرادية).
2-حركة أساسية (مشي، رمي ، ركض........الخ).
3-حركة رياضية(مكتسبة ، مهارة ).
ويمكن إن ندرك أو نشعر بالحركة من خلال جسم أخر أو عن طريق أشياء ثابتة قد تكون أسرع أو أبطأ .والحركة هي تعبير عن وضع الجسم من خلال قوة داخلية وتحدث الحركة من خلال استقبال المعلومات عن طريق الحواس ويعمل الدماغ على تفسير هذه المعلومات ويأمر الدماغ الجهاز العضلي بالعمل من خلال الأعصاب الحركية،أي أن كل حركة تأتي عن طريق أشارات كهر بائية قد تكون صغيرة أو كبيرة حسب قوه الإشارات والسيالات العصبية وتمر عبر الأعصاب فتترك المخ إلى العضلات عن طريق الأعصاب الحركية الموصلة فتتحرك العضلات وتقوم بتنفيذ الواجب الحركي . كما هو موضح في الشكل أدناه:-
الحواس
وتحدث الحركة عن طريق نظام خاص بصنع القرار وهي العمليات العقلية المركزية التي تحدث في الدماغ وتسمى أيضا" بالصندوق الأسود. وكما هو موضح في الشكل أدناه:
في هذا النظام يحدث في الدماغ الآتي :-
1-تحديد المحفزات:- هو تميز العضلات المسؤولة عن تلك الحركة .
2-اختيار الاستجابة:-هو التفتيش عن استجابة من عشرات الصور الموجودة في الدماغ.
3-برمجة الاستجابة:- توجد عصارات في الدماغ منتشرة على المراكز العصبية وتفرز هذه العصارات على المراكز المسئولة عن إفراز العضلات للفعل الحركي.
والحركة تكون على نوعين هما:
1-الحركة الإيجابية :- وهي الحركة التي تكون باتجاه الهدف المطلوب .
2-الحركة السلبية:- وهي الحركة التي تكون اتجاهها ليس نحو الهدف المطلوب،وجميع الحركات البدائية تكون حركات سلبية .
وتقاس الحركة من خلال ثلاثة عوامل وهي:-
1- الزمن :- وهو الوقت المستغرق بين النقطتين .
2- المجال:- هو المركز المحصور بين نقطة وأخرى .
3-الدينامكية:- هي القوة المحركة للجسم،فالقوة هي الأساس التي تحكم الحركة .
وتوجد عوامل عدة تؤثر على الحركة هي :-
1-الأسس الوظيفية للجسم( العوامل الفسلجية وسلامتها ، سلامة أجهزة الجسم ) .
2-العوامل النفسية(كالصفات الإرادية وتنمية روح الأخلاق والرغبة في العمل ).
3-العوامل الو راثية( العوامل التي يحملها الفرد من جيل إلى آخر ).
4-العوامل الاجتماعية والبيئية( كالمهن التي تجبر صاحبها على أداء نمط معين من الحركات ).
5-المرض.
وتصبح الحركة فعالة عندما تتوفر العناصر آلاتية:-
1-القدرات البدنية والحركية وتشمل(القوة، السرعة ، المطاولة ، المرونة، المهارة، التوازن،....الخ ).
2.القدرات الحسية وتشمل(البصر،السمع اللمس،الشم التذوق،الإحساس الحركي).
3-عمليات الإدراك الحسي وتشمل (أدراك المكان والزمان، معلومات عن الجسم).
أما الفعاليات الحركية فتكون على عدة أنواع وهي:-
1- فعاليات الأسناد وتشمل :-
أ-إسناد الجسم ( سطح صلب ،سطح لين ،طفو،المظلات).
ب-إسناد جسم خارجي (حمل الزميل ،حمل الكرة)
2-فعاليات التعلق وتشمل:-
أ-التعلق من جسم ثابت . ب-تعلق من جسم متحرك .
3-فعاليات امتصاص القوة وتشمل :-
الهبوط هبوط أعيادي، سباحة، وثب
أ-امتصاص قوة جسم الإنسان
السقوط
الاستلام المناولة في كرة السلة
ب-امتصاص الأجسام الأخرى
ا لارتداد مثل حائط الصد بالكرة الطائرة.
تقسيمات المجال النفس حركي:-
إن التربية الحركية تعتمد بشكل أساسي عل الإمكانيات النفس حركية للفرد وبالتالي لابد لنا من معرفة تصنيف المجال النفس حركي كونه يعد إطار مرجعي للأهداف السلوكية في التربية الحركية ويعد تصنيف (هارو) 1972 من التصنيفات الحديثة في هذا المجال وهو يعتمد على تقسيم المجال النفس حركي إلى ست مستويات ابتداء" من الحركة الملحوظة إلى أعلى مستويات الحركة.
والتصنيف كما يأتي:-
1-الحركات الانعكاسية :- وهي حركات غير أردية في طبيعتها وهي توظف عند الميلاد وتنمو خلال النضج ،فضلا" عن أنها تعد مؤهلات ضرورية لتعلم خبرات أكثر تطورا" في حياة الطفل فيما بعد.وتقسم هذه الحركات إلى ماياتي:-
أ-الحركات الانعكاسيةالاولية ومن أنواعها منعكسات(مورو وتماسك الرقبة والامتصاص وبابكين).
ب-الحركات الانعكاسية القوامية:-ومن أنواعها منعكسات (موازنة الرأس والجسم وانتصاب القامة واشد لأعلى بالذراعين والهبوط المفاجىء).
ج- الحركات الانعكاسية الانتقالية ومن أنواعها منعكسات (الزحف والمشي والسباحة).
2- الحركات الأساسية الأصلية:-وهي أنماط حركية فطرية تعد الأساس للحركات المهارية الخاصة المعقدة وتشمل:-
أ- الحركات الانتقالية:-يهتم هذا النوع من الحركات بتطوير نمو القدرات الانتقالية التي تساعد الطفل على أداء الحركة خلال البيئة المحيطة به وتسمى أيضا" بحركات (لتحرك المكاني ) وتشمل حركات الزحف والحبو وانتصاب القامة.
ب- الحركات الغير انتقالية (استقرار واتزان الجسم):- يهتم هذا النوع من الحركات بطبيعة العلاقة بين جسم الطفل وقوة الجاذبية وذلك بما يسمح بنمو القدرة على التحكم العضلي لأجزاء الجسم بما يحقق ثباته واتزانه ،وتشمل حركات التحكم في الرأس والرقبة والتحكم بالجذع والجلوس والوقوف ،وتوجد مسميات أخرى لهذا النوع من الحركات وهو (التحكم القوامي ) كون ثبات الجسم واتزانه يعد احد مكونات عملية التحكم القوامي.
ج- حركات المعالجة والتناول:- يهتم هذا النوع من الحركات بنمو القدرات الأولية عن كيفية الاتصال بين الطفل والأشياء التي تكون في متناول يده وتشمل حركات الوصول إلى الأشياء والقبض على الأشياء ومسك الأشياء وأخيرا" التخلص من الأشياء وتسمى أيضا" بحركات التحكم والسيطرة.
3- القدرات الادراكية:-وهي كل الوسائط الادراكية للطفل أو المتعلم التي تعمل على استقبال المثيرات ونقلها إلى المراكز العقلية العليا لتفسيرها وتشمل على (التمييز البصري والسمعي واللمسي والقدرات التوافقية).
4- القدرات البدنية والحركية :- وهي تعبر عن الخصائص الوظيفية والحيوية والتي تقدم عندما تنمو الوسائل الفعالة والكافية (الجسم) وتستخدم عند أداء حركة مهارية كجزء من حركاته المخزونة وتشمل
أ- القوة العضلية. :11ight_li
ب- المطاولة.
ج-السرعة.
د-الرشاقة.
هـ-المرونة.
5- الحركات المهارية:-وهي نتيجة اكتساب درجات الكفاءة عند تأدية واجب حركي يتميز بدرجة نسبية
من التعقيد ،وهذا المستوى من التصنيف يتضمن الحركات التي تتطلب تعلم والتي تعد مركبة بشكل معقول وتشمل على مهارات الرياضة والرقص والترويح وأيضا" مهارات المعالجة اليدوية كما تقسم الحركات المهارية إلى :-
أ- الحركات البسيطة.
ب- الحركات المركبة.
ج-الحركات المعقدة.
6- لغة الاتصال الحركي:-وهي أنماط السلوك الحركي التي تعبر عن الأشياء المميزة للاتصال وتشمل كمية واسعة من الحركات الاتصالية بمدى يبدأ من تعبيرات الوجه والأوضاع القوامية والإيماءات وصولا" إلى حركات الرقص التعبيري الحديث والباليه ويقع ضمن هذا المستوى الحركات الآتية :-
أ-حركة تعبيرية .
ب- حركة تفسيرية.
جوانب الحركة وأبعادها:-
قدم لابان(1979) مفهوما عن أبعاد الحركة وجوانبها وهذا المفهوم يحتوي على أربعة عناصر تعبر عن جوانب الحركة وهي كالأتي:-
أولا":- الوعي بالفراغ(أين يتحرك الجسم؟)
وهو تصنيف يحتوي على نمط الفراغ لحركة الجسم كما يحتوي على الاتجاه والمستوى والمسار الذي يتخذه الجسم في حركته وكما يأتي:-
1- الفراغ :-جميع الحركات تتم في الفراغ ويوجد نوعان من الفراغ هما:-
أ- الفراغ الشخصي:-وهو اكبر فراغ متاح للفرد في موقف السكون ويتضمن الفراغ الذي يستطيع الفرد أن يصل إليه بالامتطاط أو الالتواء مثلا".
ب- الفراغ العام:-وهو كل المساحة التي يتحرك خلالها الفرد أو عدة أفراد ،فقد تكون مثلا" صالة الجمناستك أو المسبح أو الملعب ويؤثر حجم الفراغ المتاح وعدد الأفراد في فراغ معين على إمكانيات واحتمالات الحركة.
2- الاتجاه:- من خلال فهم وإدراك الوعي بالجسم والفراغ يستطيع افرد أن يطبق مختلف التغيرات في الاتجاه أثناء الحركة في الفراغ مثل تغيرات نحو( الخلف –الأمام- لأعلى –لأسفل- للجانب –قطري)أو تشكيلة من هذا كله.
3-المستوى :-يتحرك الجسم من خلال مستويات أفقية مختلفة فقد تكون عالية أو متوسطة منخفضة.
4- المسار:-وهو خط الحركة من مكان إلى مكان أخر في الفراغ الممنوح وقد تكون حركة الجسم الكلية في الفراغ أو حركة جزء من الجسم خلال الفراغ الشخصي ومسار الحركة من الأمور المعرفية التي توضح للفرد احد الأبعاد الفنية في الأداء.
ثانيا":- الوعي بالجسم(ما الذي يستطيع الجسم عمله؟)
إن الجوانب المتصلة بالحركة وإمكانياتها ترجع في الأصل إلى إمكانيات جسم الإنسان وزيادة الوعي بالجسم تعني ثراء مفاهيمه عن الحركة وإمكانياتها ،فعلى الفرد أن يستطيع تحديد أجزاء جسمه وان يكون على علم باستطاعات وقدرات أجزاء جسمه وان يفهم العلاقة بين أجزاء جسمه بعضها ببعض وبالجسم كله،ولابد أن يعرف الفرد بأجزاء جسمه ووظائفها مبكرا" ما أمكن ذلك لان بعض الأفراد يبدأ عندهم تنمية الوعي بالجسم وحركاته عند التحاقهم بالمدرسة ولكن هذا يعد إنجازا"متأخرا".
ثالثا":- نوع الحركة(كيف يتحرك الجسم؟)
ويعتمد على الخصائص والصفات المعينة للحركة عند الإنسان متضمنة الزمن والجهد والانسيابية والفراغ إضافة إلى عوامل أخرى مثل شكل الجسم وكذلك العلاقة بين الجسم وأجسام الناس والأشياء المحيطة التي تؤثر في حركة الجسم وكما يأتي:-
1- الزمن :- يرتبط الزمن بسرعة أداء الحركة وقد يتنوع ويتفاوت مابين حركات تتميز بالمعدل السريع للأداء بالنسبة للزمن إلى الحركات البطيئة جدا"وقد تتطلب الواجبات الحركية تنوع الزمن مابين سريع وبطيء في إطار الأداء لمهارة معينة.
2- الجهد:- وهو إمكانية الفرد في التغلب على مقاومة سواء كانت مقاومة الجسم أو أشياء أخرى وهي عامة ناتجة عن الانقباض العضلي وان أداء الواجبات الحركية يتطلب درجات متنوعة من القوة كما يجب بذل القوة المناسبة قي التوقيت (الزمن )المناسب.
3- الانسيابية :- وهي تعني استمرارية الأداء بتوافق الحركات وتتطلب الانسيابية التحكم والسيطرة على القوى الداخلية والخارجية حتى يتم الانتقال السليم بين الحركات المختلفة في الواجب الحركي والانسيابية تكون على نوعين هما:-
أ- الانسياب الحر:-ويعني أن الحركة مستمرة.
ب-الانسياب المقيد:- وهو يعني قطع الحركة مع عدم الإخلال بالتوازن العام للحركة.
4- شكل الجسم:- ويعني وضع الجسم في الفراغ وتغير إشكال الجسم تعني الحركة.
رابعا":- العلاقات الحركية (مع من يترك الجسم أو مع ماذا يتحرك الجسم؟)
وتكون هذه العلاقات على نوعين هما:-
1- العلاقات مع الأشياء ويوجد فيها نوعان هما:-
أ- علاقات معالجة وتناول يدوي ومثال على ذلك التعامل مع الأدوات والأشياء باليد كرمي أداة أو لقفها.
ب- علاقات أخرى وغير تناول ومثال على ذلك التعامل مع سلم القفز أو المرتبة أو البساط في مهارة الدحرجة.
2- العلاقات مع الناس:- قد يتطلب الواجب الحركي أن يتعامل الفرد مع غيره من الأفراد إذ يجب أن يتواءم أدائه معهم وينسجم مع المجموعة ومثال على ذلك أنشطة الألعاب الجماعية أو الفرق الرياضية .
وان هدف منهج العلاقات الحركية مع الناس هو تعريف الفرد بالعلاقات والتعامل بينه وبين الآخرين لتحقيق نماذج وأنماط حركية منسجمة ومتوافقة من خلال اعتبارات تتعلق بكل المفاهيم التي سبق ذكرها.
رد مع اقتباس
[/align]
