فسيولوجيا الرياضة
نشاة فسيولوجيا الرياضة:-
يرجع تاريخ الفسيولوجي إلى آلاف السنين حيث أهتم الإنسان بدراسة كيف يعمل الجسم وتشير إلى ذلك آثار ما كتبه الأطباء في الحضارات المصرية والهندية والصينية القديمة عن وصف طرق علاج مختلف الأمراض والمحافظة على الصحة ويعني أرسطو " 384 – 322 ق . م " بمصطلح فسيولوجي Physiology حرفيا معرفة الطبيعة بينما وصف هييوقراط 384 – 377 ق . م " الذي يعتبر أبا الطب كلمة فسيولوجي بأنها القوة العلاجية للطبيعة . وقد ظل علم الفسيولوجي مرتبطاً بعلم التشريح حتى القرن السادس عشر . ويمكن اعتبار ظهور كتاب أندريس فيسلوس سنة 1543 Andreas Veslius بداية الاستقلال علم الفسيولوجي عن علم التشريححيث ركز الكتاب على توضيح الوصف التشريحي لمختلف أعضاء الجسم كما تم شرح وظيفة كل عضو منها وذكر المؤرخ البريطاني سير مايكل فوستر Sir Micheal Fostr أن هذا الكتاب ليس مجرد به أية حديثة لعلم التشريح ولكنه أيضاً بداية حديثة لعلم الفسيولوجي وقد كان عنوان الكتاب " Stru cture of Human Body تركيب الجسم البشري
نشر أول كتاب في فس Body Of يولوجيا التدريب والرياضة 1889 بعنوان Physiology of Body Exercise قام بتأليفه Fernand Grange وشمل الكتاب موضوعات مثل العمل العضلي والتعب .
وتعود العمل ودور المخ في التدريب . وظهرت كثير من النظريات خلال القرن الثامن عشر لتوضيح مصادر الانقباض العضلي . وقد عرف أن العضلات تولد حرارة كبيرة أثناء التدريب لدرجة أن بعض النظريات .
اقترحت أن هذه الحرارة تستخدم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لتقصير الليفة العضلية
ماهية الفسيولوجي:-
الفسيولوجي أو علم وظائف الأعضاء يعتبر علما متكامل يهتم بدراسة وظائف الجسم على مختلف المستويات بداية من الجزئ والخلايا وحتى مستوى الأعضاء و لأجهزة إلى مستوي الجسم ككل وهو ينقسم إلى عدة أقسام منها فسيولوجيا الفيروسات و فسيولوجيا الخلايا و فسيولوجيا النبات و فسيولوجيا الإنسان وغيرها من الأقسام الأخرى .
وتعتبر فسيولوجيا الإنسان من أهم موضوعات علم الفسيولوجيا لما لها من تطبيقات عمليه في مجالات العمل والرياضة و التغذية بالإضافة إلى فسيولوجيا الأمراض التي تعتبر جانب هام من جوانب علم الفسيولوجيا
فسيولوجيا الرياضة:-
هو فرع من فسيولوجيا التدريب ويهتم بالتطبيقات العملية للمعلومات التي يمكن الحصول عليها من فسيولوجيا التدريب بهدف تدريب الرياضي وتطوير الأداء 0وامثلة ذلك حينما نعلم من فسيولوجيا التدريب معلومات تفيدنا بان الطاقة مصدرها الطعام وان الكربوهيدرات هامة لأداء الأنشطة الرياضية وحينما نستفيد من هذه المعلومات من خلال فسيولوجيا الرياضة دائما هذا يعنى كيف نزيد من مخزون الكربوهيدرات (التحميل بالكربوهيدرات) 0وكيف نقتصد في معدل الاستهلاك من خلال التعويض أثناء الأداء وتحسين النظم الغذائية للرياضي للوقاية من خطورة استنفاذمخزون الكربوهيدرات ,كما أن فسيولوجيا الرياضة تساعدنا في تصميم وتقويم برامج التدريب بشكل يقلل من التعرض لخطورة التدريب الزائد 0
وبناء على ذلك تم تعريف الفسيولوجي بأنة "العلم الذي يعطى وصفا وتفسيرا للتغيرات الوظيفية الناتجة عن أداء التدريب الرياضي لمرة واحدة أو لعدة مرات بهدف تطوير وتنمية استجابات الجسم الوقتية والدائمة "ومنة يعتبر علم فسيولوجي حيث تنعكس هذه المعلومات في تحقيق النجاح للعملية التدريبية سواء كانت تنافسية أو ترويحية 0ا الرياضة من أهم العلوم التي يجب أن يتمكن منها المدرب
حيث تنعكس هذه المعلومات في تحقيق النجاح للعملية التدريبية سواء كانت تنافسية أو ترويحية 0
وتطور علم فسيولوجيا الرياضة في السنوات الأخيرة بفضل التقدم في وسائل القياس المختلفة المتمثلة في الأداء والأجهزة الحديثة التى تقيس مختلف التغيرات الفسيولوجية والكيميائية للجسم في حالة الراحة وعند بذل الجهد البدني سواء داخل معمل القياس أو في الملاعب والصالات الرياضية وحمامات السياحة وقد أرى تطور تكنولوجيا القياس إلى تطور وسائل تقويم الكفاءة الفسيولوجية للرياضيين
واهتمت كذلك علوم فسيولوجيا الرياضة بالتعرف على مختلف الاستجابات الوظيفية لأعضاء وأجهزة الجسم وردود فعل التدريبات المختلفة على النواحي الفسيولوجية والكيميائية . وخاصة أن وظائف أعضاء جسم الإنسان واستجاباتها دائمة التغير على مدار اليوم الواحد وعلى مدار الأسبوع والشهر . سواء في حالة الراحة أو عند بذل الجهد البدني . مما يؤدي إلى التعرف على مختلف تلك الاستجابات بغرض الاستفادة منها عند تخطيط التدريب .
كما تتأثر فسيولوجيا الجسم بالظروف البيئية كدرجات الحرارة والرطوبة والضوضاء والارتفاع عن مستوى سطح البحر . وكل هذه العوامل وغيرها بصورة مباشرة على جميع الرياضيين .
لماذا فسيولوجيا الرياضة؟
يعتبر فسيولوجيا التدريب والرياضة من العلوم الأساسية العامة في مجالات التربية المدنية والرياضة . ونتيجة لزيادة معامل فسيولوجيا التدريب والرياضة خلال السنوات الأخيرة استطاع الباحثون الحصول على المعلومات والحقائق الفسيولوجية العامة والتى أسهمت في تطوير التدريب وتقنين الأحمال التدريبية لتتلائم مع قدرة الجسم والاستفادة من تأثيراتها الإيجابية وتجنب التأثيرات السلبية على الحالة والوظيفية والصحية وقد أدلت الدراسات
العلمية على أن تشكيل حمل التدريب دون دراسة تأثيراته الفسيولوجية على الجسم يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإصابات المرضية التى تظهر خلال الموسم التدريبي .
أن كان الفسيولوجي العام هو دراسة كل وظائف الجسم فأن فسيولوجيا التدريب الرياضي يعتبر فرعاً " من فروع علم الفسيولوجي العام يهتم بدراسة التغيرات الوظيفية التى تحدث في الجسم نتيجة أداء التدريب لمرة واحدة فقط وكيفية حدوث هذه التغيرات الوظيفية التى تحدث نتيجة تكرار جرعات التدريب لعدة مرات وذلك بهدف تحديدها والتعرف على كيفية حدوثها .
وبناء على ما سبق يمكن تحديد تعريف فسيولوجيا التدريب الرياضي " بأنه العلم الذي يعطي وصفاً وتفسيراً بالتغيرات الوظيفية الناتجة عند أداء التدريب لمرة واحدة أو عند أداء التدريب لعدة مرات بهدف تحسين استجابات الجسم غالباً "
ونلاحظ من التعريف السابق أن الوصف والتفسير للتغيرات الوظيفية هي إجابات عن : ماذا يحدث من تغيرات وظيفية ؟ وكيف تحدث هذه التغيرات نتيجة أداء التدريب الرياضي ؟ كما أن إضافة كلمة " غالياً " في نهاية التعريف يقصد بها إنه ليس من الضروري دائما توقع الاستفادة المباشرة
من المعلومات الفسيولوجية في شكل تحسين استجابات الجسم حيث أن مجرد الكشف عن هذه المعلومات وحدة له أهمية في حد ذاته وهذه المعلومات مثلها في ذلك مثل أي معلومات أساسية في العلوم الأخرى على مدى التاريخ الإنساني والتى لم يظهر وقت اكتشاف فوائدها التطبيقية لأن هذه المعلومات ظهرت أهميتها التطبيقية فيما بعد بصورة كبيرة فعند ظهور الترانزستورات مثلاً لم يكن لها أهمية تطبيقية تذكر في حين أنها في الوقت الحالي أصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية نراها مطبقة في الراديو والتليفزيون والكمبيوتر وغير ذلك .
ومما لا شك فيه أن مجرد التعرف على ميكانيكية استجابات الجسم الفسيولوجية أي كيفية استجابات الجسم ومحاولة التعرف بالتفصيل على القوانين الكيميائية والفيزيائية التى تحدث على أساسها التغيرات الوظيفية فأن هذا بالتالي يساعد على تحسين استجابات الجسم والتحكم فيها بما يعمل على فاعلية تحسينها .
ويمكن الاستفادة من معلومات فسيولوجيا التدريب الرياضي في تطوير اللياقة البدنية والإعداد البدني للفرد . فإذا كانت اللياقة البدنية تعني بصفة عامة بأنها القدرة للفرد على مواجهة التحديات البدنية في الحياة بنجاح . فأن تحسين اللياقة البدنية للفرد يمكن أن يعرف بأنه تطبيقات المبادئ الأساسية لفسيولوجيا الرياضة لتحسين استجابة وتكيف الإنسان لتحديات الحياة اليومية .
ويطلق مصطلح " الإعداد الرياضي " Athletic conditioning " لوصف العمليات التى تستخدم لإعداد الأشخاص ليكونوا لائقين بدنياً لمنافسة رياضة معينة . أي أنه لا يحتوى على تعليم وإتقان المهارات الحركية ولا طرق الوقاية من الإصابات ويقتصر فقط إعداد الفرد بدنياً لمواجهة التحديات البدنية للمنافسة الرياضية . لذا فأن العلاقة بين الإعداد الرياضي وفسيولوجيا الرياضة تشبه نفس العلاقة بين اللياقة البدنية وفسيولوجيا الرياضة . حيث أن الإعداد الرياضي هو التطبيقات لمعلومات فسيولوجيا الرياضة بهدف تحسين كفاءة الجسم للاستجابة بنجاح على التحديات البدنية الخاصة بنوع المنافسة الرياضية
اهمية فسيولوجيا الرياضة:-
تعتبر المعلومات الفسيولوجيه من أهم الأسس لأعداد لإعداد المدرب ومدرس التربية الرياضية الناجح . حيث تنعكس هذه المعلومات على حياته العملية بما يحقق تخطيط وتنفيذ البرامج الرياضية سواء كانت تدريبية أو ترويجيه بحيث تحقق أهدافها بنجاح وفاعليه وأمان . غير المعقول أن يتعامل المدرب أو المدرس مع اللاعب الذي يشكل جسمه جهازاً بيولوجياً معقداً . التركيب تقوم كل خلية منه بوظائفه بكفاءة عالية أثناء النشاط الرياضي مما ينعكس إيجابياً على مستوى الأداء لابد وان يكون المدرب أو المدرس على علم وفهم بهذه الوظائف المختلفة لأعضاء الجسم حتى يمكنه من خلال برامج التدريب أن يطورها
رد مع اقتباس
