صور من مآسينا...

[غـــربة الــروح]

ستعيشون بداخلنا وباقون على العهد يا ابطال أمتنا

[غـــربة الــروح]

[غـــربة الــروح]

[غـــربة الــروح]

[BIMG]http://up108.arabsh.com/s/q4i2xgo05q.jpg[/BIMG]


من كل قلوبنا

من اعماق مشاعرنا

من كل مانملك من حواس

نقول للمقاومة الاسلامية حماس

نقول لشعب الفلسطيني الشيقيق

مبروك يا ابطال مبروك يامن رفعتم الرؤس

وحـــق لـنـا ان نـفـخـر بـانـجــــازكــــــــــم

فــبـارك الله فـيــكم ورحـم الله شـهــدائــكـــم

امين يارب العالمين

[غـــربة الــروح]

[غـــربة الــروح]

[غـــربة الــروح]

الحمد لله رب العالمين
اللهم لك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى ولا حول ولا قوة إلا بك
اللهم النصر نصرك والفضل فضلك ولا إله غيرك
اللهم لك الحمد في الأولى والأخرى أنعمت وأعطيت وأجزلت في العطاء
يارب خيرك سابغ وفضلك سابق فلك الحمد
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى صحبه الكرام
(( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ))
(( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ))
(( الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ))
(( الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ))
(( الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور ))

[غـــربة الــروح]

[غـــربة الــروح]

المقاومة انتصرت . . . ولو كره الكافرون

نعم ، المقاومة في غزة انتصرت ، وانتصار باهر أبهر كيان العدو الصهيوني قبل أن يبهر المتابعين للحرب ، قد لا يكون انتصار على الطريقة " الكروية " هدفين مقابل هدف أو ثلاثة أهداف مقابل هدف ، وإن كان عدم قدرة الإسرائيليين على تحقيق الأهداف في هذه المعركة هو سر انتصار المقاومة إلا أننا لا نقيسها أبداً بهذا المقياس


إذا أردنا نعرف مكامن النصر في هذه المعركة يجب علينا أن ننظر إلى عدة أمور في اعتقادي هي مكامن النصر الحقيقي الذي حققته المقاومة الإسلامية في غزة

الأمر الأول وجود عقيدة جهادية قتالية لدى المقاتلين
الثاني هو مدى قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها
الثالث تداعيات الحرب

وجود عقيدة جهادية قتالية لدى المقاتلين

تساءل أحدهم كيف لو أن إسرائيل في موضع أهل غزة وأهل غزة في موضع إسرائيل ماذا سيحدث ؟
قلت ربما من اليوم الأول ينتصر أهل غزة بضربتهم الجوية الهائلة وينهزم الإسرائيليين الذين لا يتحملون الخسائر البشرية وليست لديهم عقيدة قتالية للمقاومة أو حتى للمواجهة ويرفعون الراية البيضاء

وجود عقيدة قتالية أمر في غاية الأهمية ولا يقل بأي حالاً من الأحوال من أهمية وجود السلاح والرجال لتحقيق النصر ، خصوصاً أن كان من يقاتل هو يقاتل في سبيل الله سبحانه وتعالى ويبتغي أحدى الحسنيين " النصر أو الشهادة " وقد وعد الله الذين ينصرونه بالنصر والثبات بقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم "

مدى قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها

في تصريح لأولمرت أمس قال إن إسرائيل استخدمت قوتها العسكرية الكاملة وأنها استعادت " قوة الردع " في هذه الحرب ، وأعتقد أن مثل هذا التصريح " الخطير " أوقع وسيوقع إسرائيل موقف محرج جداً ، لأن هذه الدولة الأكثر تفوق في المنطقة عسكرياً وهذا الجيش الذي يعتبر من أقوى جيوش العالم والمجهز باعتى الأسلحة وأكثرها تطور لم يستطع بعد حصار خانق لرقعة جغرافية محدودة أن يحقق أهدافه في القضاء على المقاومة والإنهاء على الصواريخ وتسليم هذه المنطقة للسلطة الموالية له

الجيش الإسرائيلي هو من بدأ وكان بيده عنصر " المباغتة " فقام بضربة " جراحية " هائلة لعدد كبير من الأهداف في اليوم الأول وكأنة بذلك يريد القضاء على حماس من اليوم الأول

حماس " استوعبت " الضربة الأولى وأستطاع المقاتلين الانتشار في مواقعهم وهذا الاستيعاب للصدمة أطال من أمد الضربة الجوية ، والضربة الجوية دليل على مدى خوف الجيش الإسرائيلي من أي احتكاك مباشر مع المقاومة فأراد أن يحقق أكبر عدد من الأهداف عن طريق طائرات f16 والبوارج والمدفعية وكلها لم توقف إطلاق الصواريخ ولم تنهي على المقاومة ، فأضطر الجيش الإسرائيلي إلى الانتقال إلى مرحلة الاجتياح البري ودخل بسبعة ألوية أربع منها ألوية نخبة من عدة محاور ، وكان توغل الجيش الإسرائيلي داخل غزة في الأماكن الخالية من العمران والمكشوفة ثم بدأ بقصف أطراف الأحياء ومحاولة التوغل على الأطراف ، هذا الحذر المبالغ فيه نابع من تخوفهم من أي خسارة بشرية للجيش الإسرائيلي في أي أحتكاك مباشر مع المقاومة

بعد أكثر من ثلاث أسابيع متواصلة من القتل والتدمير من قبل الآله العسكرية الإسرائيلية لغزة وآلاف الأطنان من المتفجرات ومئات الغارات الجوية . . . الخ
لم ينهوا المقاومة لم يوقفوا إطلاق الصواريخ لم يفرضوا شروطهم والوضع كما هو قبل الحرب على غزة عدا قتل المئات وتدمير البنية التحتية لغزة

لم يستطيع الكيان الصهيوني من تغيير الواقع ويعيد ترتيبه من جديد حتى يهيئ لوضع أخر ويضع العالم كالعادة أمام الأمر الواقع

لذا فبصمود المقاومة وبقاءها وقدرتها على المواجهة انتصرت

تداعيات الحرب

خروج الملايين حول العالم تنديداً بالعدوان على غزة وتضامناً مع أهلها وخروج بعض العرب من نبرة التنديد والاستنكار إلى بعض الخطوات العملية اتجاه كيان العدو الصهيوني " خطوات غير كافية " وخروج العلماء من صمتهم ببيانات أقل ما يقال عنها أنها قفزة نوعية في مواقف العلماء وستعيد إلى العلماء دورهم المغيب والرفع من سقف ببناتهم وبعث روح الجهاد المقاومة في نفوس شباب الأمة وتجديد ارتباطهم بالقضية الفلسطينية " وهدم " ما يسمى بعملية السلام والتسوية وازدياد شعبية والمقاومة الإسلامية في فلسطين على الصعيد العربي والإسلامي وانكشاف بعض الأنظمة المتواطئة أمام شعوبها كل هذه الأمور هي من تداعيات حرب غزة وستكون وبال على إسرائيل ومن عاونها على المستوى القريب والبعيد


إن مشاهد القتل والدمار التي شاهدناها على شاشات التلفزة ستحفظ مكانها في الذاكرة العربية وسيصعب محوها ، وستكون " الوقود " المحرك للأمة في وجه الطغيان الصهيوني الأمريكي وستغير المستقبل القريب والبعيد لأن حرب الثلاث أسابيع غيرت في الأمة الكثير في وقتها

أعتقد أن هناك فارق كبير بين الأمة قبل حرب غزة وبعدها ، أصبحنا نسمع كلمات كالجهاد والمقاومة رأينا كثير من الدعوات لفتح باب الجهاد ارتفعت كثير من الأصوات لنصرة أهلنا في غزة ودعمهم

لذلك أقول وبكل ثقة

نعم انتصرت المقاومة . . . ولو كره الكافرون

الكاتب العزيز متعب العمري

[غـــربة الــروح]

غزَّةُ .. بعدَ الاِبتلاءِ تمكيْن !





لن أستكينَ ألا اقْصِفُوا ..ودماءَ أبنائي ارشفوا



لن أستكين ومِنْ شراييني دمائي تنزفُ



لن أستكين , ودمعُ أطفالي اليتامى يذرفُ



لن أستكين فقطّعوا لحمي ومن قلبي اغرفوا



مدخل :



سأل رجل الشافعي رحمه الله فقال : يا أبا عبد الله ، أيُّما أفضل للرجل : أن يُمكَّن أو أن يُبتلى ؟ فقال الشافعي : لا يُمكَّن حتى يُبتلى ، فإن الله ابتلى نوحاً ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمداً صلوات الله وسلامه عليهم ، فلما صبروا مكَّنهم ، فلا يظنُّ أحدٌ أنه يخلُصُ من الألمِ البتة .



قلتُ : ومصداقُ ذلك في كتابِ ربِّنا جلَّ وعلا : " إنَّ مع العُسرِ يُسراً .. فإنَّ معَ العُسرِ يُسراً "



قال الإمامُ اِبنِ القيم - رحمهُ الله - معلقاً على مقالة الشافعيِّ السابقة : وهذا أصلٌ عظيم ، فينبغي للعاقل أن يعرفه ، وهذا يحصلُ لكل أحد ، فإن الإنسان مدنيٌ بالطبع ، لابد له أن يعيش مع الناس ، والناس لهم إراداتٌ وتصورات يطلبون منه أن يوافقهم عليها ، وإن لم يوافقهم آذوه وعذبوه ، وإن وافقهم حصل له الأذى والعذاب ، تارة منهم وتارة من غيرهم ، ومن اختبر أحواله وأحوال الناس وجد من هذا شيئاً كثيراً .



وبدايةً أيَّها الإخوةُ المؤمنون .. أحسنَ اللهُ عزائي وعزاءكم جميعاً في اِستشهادِ الشيخِ القائدِ البطل : سعيد صِيام وزيرِ الداخليةِ الفلسطينيّ – رحِمهُ اللهُ رحمة واسعة – نحسبُهُ عندَ اللهِ شهيداً ولا نُزكِّي على اللهِ أحداً من خلقِه .. كما أسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ ما بقيَ من قادةِ الجهادِ والقتال في أرضِ غزة ..



أيها الأحبة : لا شكَّ أن ما يحصُلُ من ابتلاءٍ وكربٍ على أهلنا في غزة هوَ أمرٌ مؤلم وواقِعةٌ مُحزنة ..



بيْدَ أنهُ حينَ ينظُرُ المرءُ برويَّة وتريُّث في بواطنِ هذهِ الأحداث ليُدركُ بيقينٍ يصحَبُهُ تفاؤلٌ واستبشار أنَّ اللهَ عز وجل يُخفي في رحِمِ هذهِ المِحنة والمُعاناة ما يكونُ فيهِ الفوزُ والنصرُ والتمكينُ – بإذنِ الله –



أيَّها الكِرام : لقد كشَفت محنةُ غزة الوجهَ القبيحِ للنفاق والفُسوق حينَ يُزمجِرُ ويُزبِدُ في كلِ فتنةِ وبلّيِةٍ تنزلُ بالمؤمنين .. " ليميزَ اللهُ الخبيثَ من الطيِّبِ ويجعلَ الخبيثَ بعضهُ على بعضٍ فيركُمهُ جميعاً فيجعلُهُ في جهنَّم أولئك همُ الخاسرون " و " ما كانَ اللهُ ليَذَرَ المُؤمنينَ على ما أنتم عليهِ حتى يميزَ الخبيثَ من الطيِّب " .. وعن خُرَيْمَ بْنَ فَاتِكٍ الْأَسَدِيَّ قال : " أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ كَيْفَ يَشَاءُ وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمًّا أَوْ غَيْظًا أَوْ حُزْنًا " ، انفرد به أحمد وإسناده صحيح موقوف .



يقول ابن القيم - رحمه الله - في كتابه إغاثة اللهفان (2/273) :



الأصلُ الثامن : أن ابتلاء الله بغلبة عدوِّهم لهم وقهرِهم وكسرِهم لهم أحياناً فيه حكمةٌ عظيمة لا يعلمها على التفصيل إلا الله عز وجل ..



فمنها : استخراج عبوديتهم وذُلِّهم لله وانكسارهم له وافتقارهم إليه وسؤاله نصرهم على أعدائهم ، ولو كانوا دائمين منصورين قاهرين غالبين لبطروا وأشروا ، ولو كانوا دائماً مقهورين مغلوبين منصوراً عليهم عدوهم لما قامت للدين قائمة ، ولا كان للحق دولة ، فاقتضت حكمة أحكم الحاكمين ، أن صرفهم بين غلبهم تارة ، وكونهم مغلوبين تارة ، فإذا غُلِبوا تضرعوا إلى ربهم ، وأنابوا إليه وخضعوا له وانكسروا له وتابوا إليه ، وإذا غَلَبوا أقاموا دينه وشعائره ، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، وجاهدوا عدوه ، ونصروا أولياءه .



ومنها :- أي من الحِكَم- أنهم لو كانوا دائماً منصورين غالبين قاهرين لدخل معهم من ليس قصده الدين ، ومتابعة الرسول ، فإنه إنما ينضافُ إلى من لهُ الغلبةُ والعزَّة ، ولو كانوا مقهورين مغلوبين دائماً لم يدخل معهم أحد فاقتضت الحكمة الإلهية أن كانت لهم الدولة تارة وعليهم تارة ، فيتميز بذلك بين من يريد الله ورسوله ، ومن ليس له مراد إلا الدنيا والجاه .



إذاً : التمييز بين الصادق من غيره ، من حِكَم ابتلاء الله المؤمنين ، تمييز الخبيث من الطيب { مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ } [ آل عمران :179] هذا هو الأصل { حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ } كيف نكتشف إسلام هذا الإنسان إلا بالابتلاءات والفتن والشدائد ، هنا يتضح المؤمنون الصادقون ، ويتضح المنافقون الذين أصابوا قلوبهم بالخوف ، والهلع عند الشدائد والمحن .





وكفى بهذه الحِكَمِ والدلالاتِ نصراً وتأييداً وتمكيناً ..



غيرَ أنَّ المنافقينَ والخونةَ والعُملاءَ على مرِّ العصورِ هم أسبابُ سقوطِ الدولِ وضياعها .. إنهم كالسُّوس ينخرُ في عِظامِ الأمة ويّفُتُّ في عضُدِها ..



بيدَ أنَّ الواقعَ يُبشِّرُ بأكثرَ من ذلك .. فهاهي إسرائيلُ تترنَّح على أرضِ غزة جراءَ ما تواجهُ من مُقاومةٍ باسلة تحرِصُ على الموت وتأبى الدنيَّةَ والذُل .. بلْها تُقدِّمُ قادتها وكُبراءها قبل أفرادها وجنودها .. لتُبيِّن لنا مدى العجز والخور والضعف الذي وصل إليه الكيان الصهيوأمريكي وعملاؤُه في فلسطينَ بشكل خاص وبلادَ العربِ عامة ..



وتأملوا معي يا أحبة هذهِ الآياتِ العظيمات التي وكأنها تنزَّلت اليوم حينَ تُصوِّرُ مِثلَ هذهِ الأحداث العظيمة .. وكفى بكلامِ ربِّنا عِبرةً ومنهاجاً ..



{ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ{166} وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ{167} الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{168} وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ{169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{170} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ{171} الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ{172} الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{173} فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ{174} إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } .



إنَ النصرَ والغلبة والتمكين لأهلِ غزة – بإذنِ الله – وإنَّ الذِلَّة والخزي والصغار لمن قاتلهم من الصهاينةِ وعُملائهم وأذنابِهم .. " كتبَ اللهُ لأغلبنَّ أنا ورسُلي " " إنا لننصرُ رُسُلنا والذين آمنوا في الحياةِ الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد " " وإنَّ جُندنا لهمُ الغالبون " " فلا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتمُ الأعلونَ إن كنتم مؤمنين "



أسألُ اللهَ عز وجل أن ينصُرَ دينه .. وأن يُعليَ كلمتهُ .. وصلى اللهُ وسلَّم وباركَ على نبيِّنا مُحمد وعلى آلهِ وصحبه ..



بقلم : عبد الرحمن بن محمد السيد – تبوك

مساء السبت 21/1/1430 هـ

[غـــربة الــروح]

ضجيج الدم .. وهدوء الموت



ردة فعل الشعوب تثير أمواج الأمل في غدِ يدعو بإلحاح مستميت لإستيقاظ هذه الأمة لقضيتها .. في كل مكان لا حديث سوى غزة .. جميل هذا الحدث .. ربما كان هذا العزاء الوحيد لكل الأحداث الصعبة التي عاشها هذا القطاع الصغير قطاع غزة .. أو بالأصح عاشتها الأمة على صعيد الشعوب .. بل العالم أجمع .. ومع ذلك لم يتغير شيء على أرض الواقع .. فالكيان الصهيوني لم يكترث لغضب الشعوب العربية أو الإسلامية أو الأصوات الحرة التي انطلقت من حناجر شريفة في العالم أجمع ... بل تجاوز الأمر أن الكيان لم يستجب حتى لمجلس الخراب العالمي حينما أدان الهجوم الصهيوني المريع والغير مسبوق حتى تجاوز في جبروته ما حدث حتى في نكبة 48 أو في جنين أو صبرا وشتيلا أو أي جرائم مارسها العدوان الصهيوني على مد بصر التاريخ .. والتي كان آخرها ما حدث عام 2006 في الجنوب اللبناني ...

وهل سوف يكون نفس الموقف الصامت للعالم لو كان هذا الاعتداء بهذه القسوة من الأمة العربية والإسلامية على الكيان الصهيوني المغتصب ؟!! .. أعتقد أن هذا الصمت لن يكون بل ستجيش الجيوش فوراً لمحاربة المقاومة (الإرهاب!!) والقضاء عليها ولو لزم الأمر لذلك حدوث حرب عالمية جديدة .. إن الكيان الصهيوني يضرب بقوة جبارة لهدف واحد لجعل حماس تدرس الأمر مرات ومرات قبل التفكير بإرسال صاروخ واحد على أرضنا المغتصبة القائم عليها هذا الكيان ...إي إلغاء حق المقاومة .. ولذا ساوى الأروبيون والأمريكان بين وقوف المقاومة أمام وقوف أسرائيل عن قتل الأطفال ؟! هذه هي المقايضة .. صمت المقاومة أو أطفالنا ؟!!!

القضية مازالت في غير يد الشعوب .. لا أدري هل يكون السؤال أن سلطة المال التي خلقتها الرأس مالية الملعونة أقدر من قدرة الشعوب على تحقيق الأحلام لننسى ما قاله أبو القاسم :
إذ الشعب يوماً أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر ..


أين تسير البشرية .. هل هي معركة حقاً بين الإسلام والغرب كما يقول بعض حملة ألوية الأحزاب الإسلامية ؟! ... هل هو صراع حضارات كما يقولون ...
أم أنها حرب قوة مادية بين المنتج والمستهلك ... بين القوي والضعيف ؟! هل هي حرب مصالح قذرة تبنى على جثث الأبرياء من أجل بلوغ تلك الأطماع ولذة المال لدى العالم الصناعي على حساب العالم المستهلك والذي نحن وبلا فخر سادته ...

وإن كان كذلك .. فمتى نتحرك اذن ؟! ومالذي يعيق تحركنا سواءاً كان الصراع مع الكيان الصهيوني صراع ديني عقائدي أوصراع سلطة المادة على عبيد الاستهلاك ؟!! ..
اياً كان الأمر ... فديننا الحنيف يأمرنا بالاستعداد بالعدة قبل مواجهة الأعداء .. الاستعداد هنا لا يمكن أن يكون ذاك الاستعداد البسيط السابق من تجهيز الجيوش وحسب بعد أن أصبح العالم اكثر تقارباً وتعقيداً .. فإن تلك الجيوش قد تدمر في لحظات إن لم تكن تحمل مخزون اقتصادي يفرض نفسه على العالم أجمع .. مخزون صناعي .. مخزون انتاجي يجعل العالم بحاجة لنا .. يجعل لنا كلمة ... ولما لا ... فنحن نمتلك الخامات الطبيعية ... نمتلك العقول .. ونمتلك القدرات حيث أن مجتمعنا يعتبر أكثر مجتمعاً قادراً على فعل ذلك لأنه مجتمع فتي برأي أهل الاختصاص حيث أن نسبة الشباب فيه تجاوزت 80% ..

إلى متى يعيش الساسة لذاتهم حيث بلغ أعلى قدراتهم وطموحاتهم في حرب غزة .. فقط ايصال المساعدات الصحية والغذائية متناسين أن هذا يجب أن يكون أخر الأدوار لا أولها .. وأن تحولهم من حكام إلى منظمات خيرية في قضية لم تعتد تحتمل كل هذا الخزي هو مدعاة للضحك المحزن .. فألسنتهم ملجمة حتى عن بيان صريح .. وعقولهم أقل قدرة على أخذ قرار جريئ يعيد هيبة هذه الأمة أمام العالم أجمع ..

والشعوب وما أدراك ما الشعوب .. تعيش بين البحث عن الذات الضائعة واحتياجاتها الشخصية وحسب .. إن ما حدث من إهمال من الشعوب وبيع للقضية من قبل بعض الساسة كان نتاجه أن تجرأ أعدائنا حتى على أطفالنا بهذه بالبشاعة وأمام أعين الجميع ... وأصبحوا محل مقايضة إما هم وإما مقاومة الاحتلال .. خيارين أحلاهما علقم ..


ألم يأن الآوان أن نتحرك بعد ما بلغت الصهيونية العالمية من ضعف أخلاقي .. حينما لم تستطع أن تهزم رجال المقاومة لتضرب قلوبنا بقتل أطفالنا بهذه الطريقة المفجعة المؤلمة ... إذا لم نفق الآن فمتى يكون ذلك ...!!!

القضية ليست قضية حماس كما يحاول تصغيرها للأسف ساسة مصر وبعض القيادات العربية التي تدعي التعقل والاعتدال .. هل استعبد الكيان الصهوني مصر حتى بلغ الأمر أن لا يفتح معبر إلا بإذنها .. نحن لا نطالب بثورة ولكننا يجب أن نبحث عن حلول لا تجعلنا نرى مرة أخرى أطفالنا ينتهك حقهم في العيش الآمن بهذه الطريقة .. لم نعد نطالب هؤلاء الساسة الذين هم مسئولون عنا أمام الله أن يحققوا لنا الرخاء الاجتماعي الذي ينادون به ليل نهار كخطاب تقليدي على وجبة ملت عقولنا هضمها .. لم نعد نطمح لذلك .. فقط نريد منهم السعي لمنح أطفالنا الأمان .. السعي بجدية وسوف ننسى لهم كل ما فعلوه في حقنا .. لم نعد نحتاج منهم أكثر من حق العيش لأطفالنا.. آلا نستحق منهم فقط ذلك !!!



إن صوت المدافع التي اخترقت قلوب الأطفال في غزة والتي فجرت ضجيج دمهم بسمفونية هدوء الموت .. هي كارثة بكل المقايس .. مشكلتنا الآن ليس ما حدث وأسبابه ودواعيه ومن كان وراء ما حدث لأطفالنا الذين سلبوا الحياة بقذارة سلاح لا يرحم .. لا يرحم ..

المهم الآن أن نناقش كيف نحمي أطفالنا فيما بعد .. كيف نمنع تكرار ذلك ... وإن لم يستجب الساسة ويشعروا بخطر عدونا .. فماذا يجب أن تفعل الشعوب والنخب للنهوض بالأمة ومنع هذا النزيف الدموي المرعب الذي انتهك البراءة ؟!!

الجرح عظيم .. وهدوء وجوه أطفالنا بعد الموت لا يعني أنهم صامتون حقاً .. أنهم يشيرون إلينا بإصبع الاتهام جميعنا دون استثناء .. حكام وشعوب..علماء وطلاب .. صناع وزراع .. رجال أعمال وعمال .. مثقفون ونخب .. ما كان ذنبنا كي تكون هذه نهايتنا .. وهل سيكرر المشهد .. أم أننا يجب أن نبحث عن حلول سريعة لكوارثنا وضعفنا وهواننا على الأعداء ..


دمتم بحال أفضل من حالنا المخز ي

[غـــربة الــروح]

لا حول ولا قوة الا بالله

حسبي الله ونعم الوكيل

[غـــربة الــروح]

صورة شرطي شهيد تحت الأنقاض



من صور شهداء المقاومة

[غـــربة الــروح]

نسأل الله أن يجعلهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ..

لله درّهم قدّموا أنفسهم في سبيل الله

يجودُ بالنفس إن ظنّ البخيلُ بها والجودُ بالنفس أسمى غاية الجودِ

هذه العزة وهذه الكرامة

اللهم ألحقنا بهم في عليين

صور تشرح الصدر

[غـــربة الــروح]

الشهيد عبد الله الصانع أبو حمزة الذي فاحت رائحة المسك من جسده الطاهر

[IMG]http://up.************************************/uploads/8ae5fd1860.jpg[/IMG]

الشهيد عبد الله الصانع أبو حمزة قيادي ميداني في كتائب عز الدين القسام وأحد القادة المرافقين للدكتور محمود الزهار وقائد وحدة القنص بمعسكر النصيرات وسط غزة . استشهد في اول يوم للعدوان بقصف من الطيران الإسرائيلي لمقر الأمن والحماية وبقي جثمانه الطيب تحت الثرى ..تحت انقاض المبنى 20 يوما كاملة طيلة فترة العدوان ...ليكتشف أهله والحاضرون بعد يومين من البحث جثته الطاهرة أشلاء تفوح منها رائحة المسك أطيب ما تكون ريحا مما أدهش أهله والحاضرين وغمرهم بروح الطمأنينة والفرح وقد توافد العشرات من الزوار عند سماع الخبر بل وردت الأنباء عن وجود رائحة المسك تفوح بقوة من قبره وتشم من كل حبة تراب فيه .

سبب هذه الكرامات:

وهذه من الكرامات التي تقع للمجاهدين الشهداء عبر التاريخ وفيه دلالة قاطعة على الجهاد الحق والبلاء الحسن ! وقد بلغت أخبارها حد الاستفاضة والتواتر وهي كرمات وآيات يكرم الله بها بعض عباده تثبيتا للنفوس على الحق وتسلية للمصابين في أهليهم وذويهم وتقوية لعباده المؤمنين وإشفاء لصدور المؤمنين! وتشجيعا للمتخلفين المترددين المرتابين ! وردا لغيظ الشامتين من المنافقين .

وقد لا تقع لمجتمع فيه عود الإيمان قوي ولأولياء أقرب إلى الله من غيرهم لثباتهم ويقينهم وتقع للأدنى تثبيتا للأفئدة على الحق , وقد تقع لكل منهما كرامة من الله وفضلا وتبيان لعاجل بشراهم وتخصيصهم بخالص ذكرى الدار يذكرون بها بين الخلق جزاء على أعمالهم وحسن نياتهم وطيب سرائرهم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

من الآيات البينات في غزة اليوم:

وفي حرب غزة ظهرت آيات بينات على مستويات عديدة أبرزها نصر المقاومة على قلة العدد والعدد ووجود الحصار وتواطىء قوى العالم أجمع إلا قليل !! فهذه أكبر آية بينة لولا ان الإعلام يحاول طمسها عن أعين الناس حتى لا يرونها ولا يتأثرون بمنهجها!!

وآيات كثيرة وقعت منها الرؤى التي بلغت حد التواتر ورأى فيها العديد من المؤمنين من داخل غزة وخارجها من السودان والسعودية واليمن وفلسطين قبل الحرب وأثناءه برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ذاهب للجهاد مع أهل غزة وبأن معهم الصحابة وغيرها في هذا المعنى .
ومن الآيات البينات أن اكثر من كان ينقل من جيش الحفاظات الصهيوني كان ينقل مصابا بهلع لا يدرى ما سببه وما هو إلا هلع رؤية شيء لا تحتمله النفس في مشهد المعركة بما يوحي بغرابة ما رآه الصهاينة على أرض المعركة ,

ومن الآيات البينات أيضا ما رواه الصهاينة انفسهم من وجود أشباح تقاتل لا يعرفون من أين تخرج ولم يكونوا يتحدثون عن تكتيكات عسكرية للمقاومة بل عن شيء خارج عن المألوف ولا يدرى ما هو ولا يستطيعون وصفه.

ومن الآيات أيضا إجابة الله لدعوة إسماعيل هنية وتأمين أهل غزة والمسلمين برد كيد العدو خائبا لم ينل من مراده شيئا !! فهاهو ينسجب من غزة وصواريخ المقاومة لا تزال منصوبة وسلاحها جاهز وقياداتها تحكم وجندها مرابطون وقد كان مصرا على أن النار لن تقف إلا بالقضاء على المقاومة فهي هدفه الأول والأخير.