المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الجبابرة
مرحبا بك أستاذي الدكتور : عبدالله الفوزان . ومرحبا بتواجدك وبتلك المواضيع التي تطرحها للنقاش و بحسن إستماعك للطرف الآخر .
الحديث (لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى )
وأحاديث الكفاءة في الزواج :
عن عائشة – رضى الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"تخيروا لنطفكم ، وانكحوا الأكفاء ، وأنكحوا إليهم "
ما رواه الحاكم وصححه من حديث على – رضى الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(يا على ثلاث لا تؤخرها : الصلاة إذا أتت ، والجنازة إذا حضرت ، والأيم إذا وجدت كفؤا).
الكفاءة في اللغة : المماثلة والمساواة والكفؤ هو النظير والمساوي
وهى في الاصطلاح الفقهي مساواة الرجل للمرأة في أمور مخصوصة
كالنسب والدين والحرية وغيرها.
كيف نجمع بين تلك الأحاديث !
نقول والله أعلم بأن مسألة الكفاءة في الزواج ثابتة وفيها خلاف عند الفقهاء ولعل من رحمة ربي وجود الخلاف في مثل تلك المسائل الفرعية في الدين الإسلامي .
*الإمام مالك يرى أنها تكون في الدين فقط .
* يري الإمام أحمد باعتبارها في أمرين الدين _ والحرفة .
* يري الإمام الشافعي أنها في خمسة أمور : الإسلام – النسب – الحرية – الحرفة – الخلو من العيوب .
* الحنفية قالوا باعتبارها في ستة أمور : الإسلام – النسب – الحرية – المال – الديانة – الحرفة .
والنسب صلة الإنسان بمن ينتمي إليه من الآباء والأجداد وهو معتبر بالنسبة للعرب لأنهم يتباهون بالأنساب فيعيّرون ممن تتزوج بمن دونها نسباً .
وقد تفاخر نبينا صلى الله عليه وسلم بنسبه بما معناه ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب )
ومعنى الحديث الأول والله أعلم هو أنه لافرق بين عربي ولا عجمي الا بالتقوى في أمور الأعمال والثواب والعقاب من الله سبحانه وتعالى فالعمل والتقرب إلى الله سبحانه تحكمها التقوى وليس الجنس أو النسب أو المنصب فالمسلمون سواء عند الله تعالى في هذا الأمر .
أما مسألة الزواج والنسب فمن وجهة نظر الشرع بأن شرط النسب والكفاءة و الأمور الأخرى مهم جدا لأسباب المصلحة العامة للجميع فلو زوجنا غير الكفء لربما نتج عن ذلك مستقبلا خلاف بين الزوجين أوبين أهل الزوجين مما يتنافى مع الحكمة الشرعية من الزواج وهي السكن والرحمة والألفة بين الناس .
لذا فالتفاوت بين الناس في أمور الدنيا أمر لابد منه فالناس مختلفين في الغنى والفقر والمكانة الاجتماعية والمراكز الأدبية وتلك سنة الله في خلقه .
(أهم يقسمون رحمة ربك) النبوة (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) فجعلنا بعضهم غنيا وبعضهم فقيرا (ورفعنا بعضهم) بالغنى (فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم) الغني (بعضا) الفقير (سخريا) مسخرا في العمل له بالاجرة والياء للنسب وقرىء بكسر السين (ورحمة ربك) أي الجنة (خير مما يجمعون) في الدنيا . (( تفسير الجلالين ))
اذن يا أستاذي هناك حرية وخيار للمرء بأن لا يزوج إلا حسب الكفاءة وحسب ما سمح به الشرع من تلك الحرية .
واختيار الشريك من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته وقد كرم الإسلام المرأة بوضع تلك الضوابط والشروط وأعز قدرها ووضع التشريعات لصونها وحمايتها ومن مظاهر تكريم الفتاة اختيار الزوج الصالح لها فيا سيدي لا نخلط الأمور ببعضها .
أما مسألة الزواج من الخارج فلا شك فيه مفاسد كبيرة ولا تتفق مع المصلحة العامة للمجتمع فبنات مجتمعنا المسلم أولى بالأزواج ولا شك بأن هناك بعض المعوقات في ذلك وهذا راجع الى ضيق ذات اليد لدى شبابنا وجشع الكثير من الأولياء برفع المهر او اشتراط أن يكون راتب المرأة له أو يكون موظفا بمرتبة كذا ونحو ذلك من الأمور التي تؤخر الزواج .وهذا ما يجب حقيقة معالجته من قبل أهل الحل والعقد وأصحاب الرأي النير والفكر النقي .
وليس تأخر الزواج كما ذكرت ياأستاذي فقط من عدم تزويج فئات دون فئات فكل فئة في المجتمع لديها من البنات والشبان الذين يمكن أن يتزوجوا ببعضهم والحاجة تتطلب دراسة تلك المعوقات الرئيسة . ([blink]كالفقر والبطالة والمحسوبية وانتشار المخدرات والفساد الإداري في المجتمع [/blink]) هذا يا استاذي ما يجب أن يتم بحثه ليستقيم الأمر
دمت بخير ولك وللجميع خالص الود والتقدير .
المصادر :
تفسير الجلالين .
موقع وزارة العدل الكويتي .أسس اختيار الزوج