أيمن حسن – سبق – متابعة:
طالب الكاتب الصحفي يوسف الكويليت في صحيفة " الرياض" بتطبيق التجنيد الإجباري للشباب السعودي، لمدة عام أو عامين بعد التخرج، وذلك بداعي الحاجة الوطنية، إضافة إلى الجانب التربوي من غرس الانضباط في العمل والكفاءة الإنتاجية، وتعزيز صلابة الإنسان وبناء شخصية متماسكة ومتكاملة، إلى جانب التعوّد على الخشونة والتهذيب الأخلاقي ومواجهة الظروف بروح تأخذ المنطق والصبر سلوكاً ذاتياً، ففي مقاله "الخدمة العسكرية.. الحاجة والضرورة" يرى الكاتب بداية أن المجتمع السعودي الشاب في تكوينه، يمر بمرحلة تحولات تلزم تطبيق التجنيد الإجباري، يقول الكاتب: "أمام حالات التجاذب التي تعم مجتمعنا، نعتقد أن الضرورة تفرض انخراط شبابنا في التجنيد الإجباري ليس لإعدادهم عساكر تحت الطلب تبعاً لأي ظرف طارئ، وإنما لتنشئتهم كعناصر تقاوم سلبيات الاتكالية والميوعة، وحالات الدلال أو الفراغ، عندما ينخرط أبناؤنا في بيئة عملية تغذي روح التحدي، وتترافق مع التربية المدنية، في تربية تعزز صلابة الإنسان وتقوده إلى بناء شخصية متماسكة ومتكاملة.."، ثم يسرد الكاتب عديداً من الفوائد التي سيجنيها المجتمع والشباب السعودي جراء التنجيد الإجباري، يقول الكاتب: "قيل إن من عملوا لدينا من الكوريين الجنوبيين، والتايوانيين زمن الطفرة الأولى أنهم خضعوا لتدريب عسكري، ولكن بمنهجية مختلفة؛ إذ كان بينهم المهندسون والمهنيون والمخططون، وأن سرّ الانضباط في العمل والكفاءة الإنتاجية جاءا من إخضاعهم لتلك التربية النموذجية، ونحن نحتاج إلى انخراط الخريجين من مختلف الاختصاصات في تدريب مماثل سيكون عائده كبيراً في تقليص البطالة، وخلق عناصر على مستوى عالٍ من كفاءة العمل التي نحتاج تنميتها في سلوك أجيالنا، بل سيكون هناك ترحيب عام بأداء واجب تأخرنا عنه طويلاً تجاه الوطن والإنسان.. والقيمة لن تكون معنوية فقط، بل ستكون تأسيساً لشخصيتنا الوطنية وفق أسس أخرى جربتها عدة دول وحصدت نتائجها الإيجابية .. ثم إن الفائدة لا تنحصر فقط في تدريب عسكري إذا ما أدركنا قيمة الزمالة بين فئات المجتمع داخل المعسكر، وكيف تغني وتثري التجاربُ أجيالاً متتالية في بيئة بناء الرجولة وتأصيلها.."، ويرى الكاتب أن التجنيد سيكون عاماً أو عامين، يعود بعدها الشاب إلى دراسته أو وظيفته، يقول الكاتب: "ونحن لسنا الاستثناء من بين الدول والأمم التي أخذت بأسلوب التنشئة العسكرية مع المدنية، ولن يأتي ذلك على حساب العلوم المختلفة التي تدرّس في المعاهد والجامعات، إذا ما انحصرت الخدمة في سنة أو سنتين، يعود بعدهما الطالب إلى إكمال تخصصه أو العودة إلى عمله سواء كانت وظيفة أو عملاً حراً.."، ويشير الكاتب إلى أنه "قد سبق المطالبة بالتجنيد لمختلف احتياجاتنا الأمنية والمدنية، وعودة البحث في هذا الشأن، وطرحه للدراسة من قبل تربويين وعسكريين وأصحاب اختصاصات أخرى، ربما يدعمان هذا التوجه بداعي الحاجة الوطنية، ولا نعتقد أن هناك مانعاً ما يرفض هذا الجانب التربوي المهم والضروري".
المصدر