رحلت ..
وتركتني وحيدة تائهة ..
في عالم ليس بعالمي ..
انتزعتني من عالم المراهقة ..
بكل جماله وعنفوانه وجنونه ..
و أخذتني إلى عالم جديد ..
أحببته فقط .. لأنك معي ..
ألفته بوجودك قربي ..
وحين تركتني ..
عرفت معنى الغربة ..
أتذكر حين زرعت في قلبي الحب ..
سقيناه من مشاعرنا ..
راقبناه معا .. ينمو ويورق ..
كنت يافعة جدا .. لا أعرف فلسفة المشاعر ..
لم أعرف من الحب سوى وجهه الصادق الجميل ..
لا أسمع صوتا سوى صوتك ..
ومن بين كل الوجوه ..
لا أرى سوى وجهك ..
يرقص قلبي كلهب شمعة ..
وتعجز قدماي عن حملي .. حين أراك ..
فأهوي .. لأجد نفسي بين ذراعيك ..
عندها ..
أنسى العالم ..
ويصبح حضنك عالمي ..
أنصهر فيك .. فنصبح كيانا واحدا ..
نحلق في فضاء ليس فيه سوانا ..
نسامر الليل ..
ونسمّي النجوم ..
ننقش اسمينا على وجه القمر ..
ليكون شاهدا على حبنا الأبدي ..
أو ،، هكذا ظننت ..
ثم ..
وبكل قسوة ..
وأدت حبي في مهده ..
كسرت الصورة الجميلة للحب ..
حطمت كل معنىً جميل في داخلي ..
وحين عدتَ إليّ نادما ..
تدّعي الحب ..
لم تكن تحمل سوى الإطار ..
عانيت في تلميعه ..
ولكنه لم يزل إطارا فارغا ..
عندها ..
تركتك أنا ..
رغم ألمي وانكساري ..
رغم بقايا الحب داخلي ..
رغم تيهي ووحدتي ..
تركتك ..
وعدت إلى الضياع ..
في عالم لم أشعر يوما أنه عالمي ..
.
.
.
وجـه القمر
..