السلام عليكم :صباح الخير جميعا .


نقص الأوكسجين يسبب دوار المرتفعات

الطريقة الصحية للبقاء في الجبال وتسلق قممها


http://www.asharqalawsat.com/2007/07...th1.427768.jpg
الرياض: «الشرق الاوسط»
حالة دوار المرتفعات Altitude sickness هي إحدى الحالات المرضية التي يتسبب بإصابة الناس بها تعرضهم ووجودهم في مناطق ذات ضغط جوي منخفض. وعادة ما تحصل على ارتفاعات تتجاوز حوالي 2400 متر، أو 8000 قدم، فوق مستوى سطح البحر.
وقد تظهر أعراض المعاناة من الوجود في تلك الأجواء، سريعاً لدى البعض. وتشمل الأعراض معاناة من الصداع والغثيان وعدم الرغبة في الأكل وألم البطن والقيء وتبلد الذهن والخمول والدوخة والدوار واضطرابات النوم وغيره من مظاهر التأثر بتدني مقدار الضغط الجوي، إضافة إلى سرعة التنفس ونبض القلب عند بذل المجهود، والتعب السريع. وقد تتطور الأمور، ربما سريعاً حين الوصول بسرعة إلى المرتفعات، لدى البعض وصولاً إلى نشوء حالة الاستسقاء الرئوي pulmonary edema والاستسقاء الدماغي cerebral edema، أي ترشيح المياه في أنسجة الرئة وأنسجة الدماغ جراء تسريبها من الأوعية الدموية نتيجة لعدم قدرة الأوعية الدموية على حفظ السوائل فيها. وهو ما يتسبب اختلاف الضغط الجوي فيه كعامل يُقلل من درجة الاختلاف فيما بين الضغط داخل الأوعية الدموية والضغط في الأنسجة.

وتظهر أعراض استسقاء الرئة على هيئة سعال جاف ولهاث وضيق في النفس حتى في حال عدم بذل الجهد البدني، وصعوبة الاستلقاء على الفراش حال النوم، والحاجة آنذاك إلى وسائد أعلى من المعتاد. أما أعراض استسقاء الدماغ فتبدو كصداع لا يُفيد في تخفيف ألمه الأدوية التي من المعتاد تناولها من قبل الشخص حال الشكوى من الصداع، وعدم توازن في حركة الجسم أثناء المشي، والقيء، وربما فقدان الوعي.

والملاحظ علمياً أن الناس يختلفون في مدى عُرضة تأثرهم باختلاف الضغط الجوي في المكان الذي يتواجدون فيه، سواء على مرتفعات الجبال أو في مقصورة ركاب الطائرة. لكن الغالبية تُعاني من أعراض ذلك الأمر بعد ما بين 6 إلى 10 ساعات من الوجود في تلك الأمكنة المرتفعة. وتزول الأعراض خلال يوم أو يومين. وعادة ما تزداد الأعراض سوءاً حين الإجهاد البدني، ولذا ترى بعض المصادر الطبية أن الراحة البدنية لمدة يوم أو يومين تُسهم في تخفيف المعاناة من اختلاف الضغط الجوي وتُسرع في تأقلم الجسم معه. والاحتياطات الصحية الواجبة أثناء عملية التأقلم تشمل الاحتفاظ باسطوانات للأوكسجين لاستخدامها عند الحاجة، والإكثار من شرب السوائل لتعويض الفقد الكبير من الماء خلال عملية التنفس لهواء بارد وجاف. إضافة إلى إجراء تمارين تنفس من آن لآخر للتغلب على الأعراض المتوسطة لدوار المرتفعات. وهي عبارة عن أخذ 12 نفساً عميقاً وبسرعة كل خمس دقائق. والعلاج الوحيد لمن يُعاني من دوار المرتفعات هو نقله إلى مناطق منخفضة. لكن ثمة ما يُطلق عليه حقيبة غاموي Gamow bag ، التي توفر للإنسان أجواء الضغط الجوي في ارتفاع 1500 متر، 5000 قدم. وهي حقيبة بلاستيكية يتم نصبها بنفخ الهواء فيها يدوياً، وتُستخدم لمعالجة الحالات العاجلة والخطيرة من دوار المرتفعات.

ولعل من الطريف ما يلجأ إليه سكان مرتفعات أميركا الجنوبية والوسطي لتخفيف أعراض دوار المرتفعات، هو تناول أوراق أشجار الكوكا المنتجة للشوكولاته.

* لمتسلقي الجبال.. نصائح طبية

* النصيحة الطبية لمتسلقي الجبال والطامحين إلى بلوغ قممها، هو نهج طريقة التأقلم مع المرتفعات Altitude acclimatisation . ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية فإن عملية التأقلم مع المرتفعات تتم بغية تعويد الجسم على التواجد في مناطق تقل فيها كمية الأوكسجين للوقاية من التأثيرات الصحية لذلك، التي قد تصل إلى حد تهديد سلامة الحياة.

وعادة ما تبدأ المعاناة حتى بالنسبة للمحترفين أو سكان الجبال عند بلوغ ارتفاعات تتجاوز حد 3000 متر، أو 10000 قدم. وبرنامج التأقلم يتطلب أولاً الصبر، إذْ ليس ثمة ما يُقال عنه سرعة بلوغ القمة الفلانية، بل هناك ما يُقال عنه النجاح في بلوغ تلك القمة والعودة منها. وهو ما يعني قضاء وقت طويل في تعويد الجسم على تحمل انخفاض الضغط، وهو ما يستغرق أضعاف الوقت اللازم لمجرد تسلق أكوام من الحجارة وصولاً إلى القمة.

وهذه الاستراتيجية تسمح للجسم بفرصة زمنية كافية لإنتاج المزيد من خلايا الدم الحمراء كي ترفع من القدرات الاستيعابية للدم في حمل الأوكسجين. ولذ يُنصح في البدء قضاء بضعة أيام في المخيم الأساسي، ثم التسلق ببطء إلى أماكن أعلى، ثم العودة منها، دون البقاء والمبيت فيها، إلى المخيم الأساسي. ثم تسلق تلك المناطق المرتفعة، والمبيت فيها، ثم العودة إلى المخيم الأساسي لقضاء بعض الوقت. ثم تكرار هذا الأمر عدة مرات. حتى يصل المرء إلى مرحلة تعود الجسم على البقاء في النقطة المرتفعة عن المخيم الأساسي.

ثم وبعد ذلك الاستمرار في عملية الارتفاع والعودة إلى مخيم أساسي ثان وجديد في منطقة أعلى، مع عدم العودة للمبيت في المخيم الأساسي الأول. والأصل أن لا يتجاوز الارتفاع اليومي للتسلق إلى منطقة يُراد المبيت فيها، عن مقدار 300 متر، أي حوالي 1000 قدم. أما التسلق إلى منطقة لمجرد بلوغها والعودة منها دون المبيت فيها، فيمكن إلى حد ارتفاع 1500 متر، 5000 قدم، خلال اليوم الواحد لو أمكن ذلك.


الخميـس 27 جمـادى الثانى 1428 هـ 12 يوليو 2007 العدد 10453