حينما ينهزم فريقك المفضل بثلاثة صفر من غريمه التقليدي في العشرين دقيقة الأولى من المباراة
لا تملك إلا أن تلملم أغراضك لتهم بالخروج من الملعب....
حينما تصل لسيارتك وتجدها مسدودا عليها تصاب بالقهر والغيظ من عديم الإحساس هذا الذي سد عليك...!!!!!!!
؟!؟!؟!؟؟!؟؟!؟؟ علامة تعجب !؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!
حينما تخرج بعد أداء فريضتك من المسجد
تفاجأ بأن سيارتك مسدود عليها هنا يكون عتبك أكبر...
؟!؟!؟!؟؟!؟؟!؟؟ علامة تعجب وآسف !؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!
وحينما تقود سيارتك فتفاجأ بأن أحدهم أغلق الطريق لوقوفه الخاطئ أمام محل
في انتظار شاورمته المفضلة! تُصاب بالجنون!
؟!؟!؟!؟؟!؟؟!؟؟ علامة احباط والم ====> ودك بسيارة بلدية تشيله وتصفه في مكان يناسبه !؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!
أما حينما تدخل دورة مياه في مستشفى أو مطعم أو مكان عمل
فتفاجأ بحالتها غير النظيفة فتُصاب بالقرف
من عديم الإحساس هذا الذي للتو خرج من الحمام،
مع الأخذ في الاعتبار أن نظافة الحمامات العامة على الطرق وفي المولات وفي المساجد في السعودية
ترف لا نستحقه!
؟!؟!؟!؟؟!؟؟!؟؟ علامة تأييد وموافقة بش د !؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!
أما هذا الذي رمى عربيته المكتظة بالأغراض واللوازم في منتصف ممر السوبر ماركت
وجلس يتفحص مكونات إحدى العلب الغذائية
تاركا الآخرين يتعذبون في إزاحة عربيته الثقيلة
كأن السوبر ماركت أصبح ملكه!
تود أن تساعده على قراءة باقي محتويات العلبة التي بين يديه
إن كان يعاني من مشاكل في النظر ( اعتقد ان مشاكل الأخلاق عنده اكبر واكثر تأثر )
أو صعوبة في فهم بعض المفردات المكتوبة باللغة الإنجليزية
وتنبهه أن الممر ملك للجميع وليس له وحده!
وأقترح على السوبر ماركت أن يضع لوحة مكتوب عليها
«ممنوع التبطح في الممرات»! ؟!؟!؟!؟؟!؟؟!؟؟ تحس ودك الترولي يصير همر عشان توطاااه !؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!
أما هذا الذي يتجاوز طابور الانتظار لصرف شيك في بنك غير محترم!
أو يتجاوز سيرة طويلة في الجوازات أ
وفي جسر الملك فهد
أوفي مستشفى
أو في ملعب لشراء تذكرة مباراة،
تود لو تمسك متجاوز الطابور هذا وتصفعه.
؟!؟!؟!؟؟!؟؟!؟؟ السهم الملتهب على غفله !؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!؟؟!
أسئلة كثيرة تحاصرك في كل حالة من حالات عدم الإحساس
التي يمارسها الكثيرون لدينا تجاه الآخرين دون أدنى تأنيب ضمير،
هل المسألة غياب وعي أو تعود أم عدم اكتراث؟
من المسئول عن تعزيز الشعور بالإحساس بالآخرين
هل هو البيت؟
أم المدرسة؟
أم وسائل الإعلام؟
أم جميعها مشتركة في هذه المسئولية؟
في المدرسة كان المقصف هو المدرسة الأولى لتعليم الفوضى و»المدافف» وتجاوز الآخرين،
هذه الفوضى تتم تحت مرأى مراقب المدرسة الذي يهمه أن لا أحد من الطلاب يدخن سيجارة
أو آخر يهم بالقفز من فوق سور المدرسة للفضاء الفسيح!
التدخين عادة سيئة ومحاربتها شيء ضروري كما أن القفز فوق أسوار المدارس ليس من الأخلاق الحميدة،
لكن عدم الإحساس بالآخرين أمام شباك المقصف هو الآخر شعور سلبي مدمر يستمر مع الصغار حتى يكبروا
ويسدوا بسياراتهم على الناس في الملاعب والمساجد وأمام محلات الشاورما ويجعلهم يتسدحون في ممرات السوبر ماركت كأن ما فيه إلا هم!
لا أدري إن كانت ثقافة المقصف لا تزال على ما كانت عليه من الفوضى والأنانية وعدم الاكتراث بالآخرين،
فإن كانت كذلك أتمنى أن تعير وزارة التربية والتعليم شيئا من اهتمامها لهذه الثقافة
لأنها هي مانريده في الشارع،
لا يهمنا كم قصيدة حفظ الطالب قدر ما يهمنا كيف يحترم مشاعر الآخرين الذين بالتأكيد سيحترمونه إذا ما احترمهم،
يهمنا كيف يعامل الطالب الناس في الشارع، كيف يوقف سيارته دون إيذاء أحد وكيف يقود سيارته دون إزعاج أحد!
الإحساس بالآخرين مسألة تبدأ من الصغر، وهي تعكس درجة تحضر الشعوب،
البيت يلعب دوراً كبيراً في تنمية هذه الأحاسيس الجميلة والضرورية للحياة
ولكن المدرسة لها الدور الأكبر على اعتبار أنها ستبقى هي منارة الفكر في مجتمعات نامية.
يكفينا من وزارة التربية والتعليم أن ينتهي الطالب من المرحلة الابتدائية يعرف القراءة والكتابة
ومعه كم كبير من الأخلاق التي تعينه على الإحساس بالآخرين واحترامهم وعدم الإساءة لهم.
بالتأكيد لا يهمنا كم درساً حفظ الطالب ولكن يهمنا كم من مكارم الأخلاق تعلم،
الأخلاق سلوك وممارسة وليست لوحات تكتب على الحيطان فقط. ( اشغلونا بصحايف النظافة من الايمان) وما عندك أحد
الموضوع للكاتب : عبدالرحمن الشهيب
وما باللون الأحمر فهو تعليقي