المقدمه
يعد التقويم عنصراً أساسياً من عناصر المنهج التعليمي وهو أحد مرتكزات تطوير التعليم ‘ إذ أن نتائجه هي الأساس في أهداف المنهج التعليمي ومحتواه وطرائق التدريس.
ومن هنا فإنه لابد من النظر إلى التقويم بإهتمام خاص من حيث التخطيط له وإعداد أدواته والأستفادة من نتائجه لكي يتمكن المعلم من التعرف على مدى تحقق الأهداف.
وإذا كان تقويم النتائج في عمل المهندس والطبيب أمراً مطلوباً بالغ الأهمية وشرطاً للنجاح والفاعلية، فإنه في عمل المعلم أكثر خطوررة وأهمية لأن رسالة المعلم هي الأسمى وتأثيره هو الأبلغ والأجدى.
وتعد الاختبارات المدرسية من أهم أدوات تقويم الطالب وأكثرها شيوعاً واستخداما وهي من المهام التي يزاولها المعلم ويأمل أن يتعرف من خلالها على نجاحه في عمله أولاً وعلى جدوى الأساليب والطرائق التي يستخدمها ثانياً ، إلا أن هذا الهدف الأساسي من الأختبارات لا يحظى بالأولوية في الغالب حيث تحول التركيز إلى هدفٍ أقل أهمية وهو تصنيف الطلاب في العام إلى ناجحين و غير الناجحين ، وهذا يؤدي إلى تبعثر الأولويات في التعليم وتركيز الأهتمام على التدريس من أجل الاختبار من قبل المعلم ، والتعلم من أجل الأختبار من قبل الطالب ، وهذا بالتالي يؤدي إلى توجيه التعليم وجهة لاتتناسب مع الأهداف الساميه العظيمه التي تقوم عليها سياسة التعليم في المملكة .
إن الأختبار وسيلة تمكن القائمين على التعليم من التعرف على مدى تحقق الأهداف التعليمية،كما أنه أداة رئيسة من أدوات القياس لذا ينبغي أن يكون دقيقاً خالياً من الخطأ ، ولا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا بذل المعلم الجهد والوقت الكافيين لإعداده والتخطيط لتطبيقه ، وإستخراج نتائجه وتحليلها و الأستفادة منها.
ولإعداد الأختبارات أساليب وإجراءات علمية ولها سمات ومواصفات فنية ويتوقع أن يكون كل ذلك جزءاً من ثقافة المعلم وخبراته.
وقد ركزت لائحة تقويم الطالب على أهمية أدوات التقويم والقرارات المترتبة عليها ووجهت إلى ضرورة تطوير أساليب إعداد الأختبارات وتصحيحها وتحليل نتائجها، كما نوهت بضرورة توفير الأساليب التربوية لتطبيقها على الطلاب حتى لا تكون مصدر قلق ورهبة ولا تؤدي إلى إحداث تأثيرات سلبية تقلل من الأثر التربوي الإيجابي الذي يجب أن تحدثه المدرسة في عقل الطالب وسلوكه وأخلاقه، ومع هذا فإنه لا يُتوقع من تنظيمات اللائحة وحدها تحقيق هذا الهدف حيث أن النجاح في ذلك مرهون بالتطبيق والعمل الفعلي في المدرسة .
إن من أهداف إصدار لائحة تقويم الطالب التوعية بالجوانب التربوية للأختبارات والتأكيد على الفهم الحقيقي لبعض المفاهيم التربوية ومن بينها النظر إلى درجة الأختبار التي يحصل عليها الطالب نظرة واقعية مستندة إلى المبادئ العلمية التي تحكم عملية تقويم الطالب ، وربط دقتها وخلوها من الخطأ بمدى جودة الأختبار ، وعدم إتخاذ قرارات حاسمة بشأن الطالب في ضوئها إلا بعد التأكد من أنها فعلاً مرآة صادقة لمستوى تحصيله الدراسي ، وهذا يتطلب الإجابة عن تساؤلات مهمة تتعلق بالأختيار ومدى غرتباطه بمحتوى المنهج ، ومناسبته للأهداف التعليمية وإتساقه مع طرائق التدريس وتكافؤ الفرص فيه بين الطلاب 0 اضافة الى اسلوب اعداده ومدى صعوبتة او سهولته وتمييزة بين الطلاب القادرين وغير القادرين ومن ثم ظروف تطبيقة وتصحيحة وتحليل نتائجة 0 وهذا فأن تقويم الطالب مهمة ليست يسيره ويجب ان تؤخذ مأخذا جدياً وان تبذل فيها اقصى الجهود لان في نجاحها طمأنه للمعلم وعلى صحة القرارات التي يتخذها بحق الطالب وعلى تحقيقه للأهداف التعليمية وبالتالي نجاحه في عمله 0
أساليب التقويم وتطوير المنهج
(التقويم عملية منهجية منظمة لجمع البيانات وتفسير الادلة بما يؤدي الى اصدار احكام تتعلق بالطلاب او البرامج مما يساعد في توجيه العمل التربوي واتخاذ الإجراءات المناسبه في ضوء ذلك ) وتعد عملية التقويم من العمليات الاساسية التي يحتويها اي منهج دراسي 0 وهو في مفهومة يعني : العملية التي يقوم بها الفرد او الجماعة لمعرفة مدى النجاح او الفشل في تحقيق الاهداف العامة التي يتضمنها المنهج , وكذلك نقاط القوة والضعف به حتى يمكن تحقيق الاهداف المنشودة بأحسن صوره ممكنه ومعنى هذا ان عملية التقويم لاتنحصر في انها تشخيص للواقع بل هي علاج لما به من عيوب اذ لايكفي ان تحدد اوجه القصور وانما يجب العمل على تلافيها والتغلب عليها 0
الاختبارات والمقاييس
تستخدم للوقوف على تحصيل الطلاب في كافة الجوانب التي تتضمنها اهداف المنهج وهي الجانب المعرفي والجانب الوجداني والجانب المهاري ففي الجانب المعرفي تصمم اختبارات تحصيلية الهدف منها تحديد درجة بلوغ الطلاب للاهداف المعرفية والتي تدور حول محتوى المادة الدراسية من حقائق ومفاهيم وقوانين ونظريات اما الجانب الانفعالي فيتضمن الاتجاهات والميول والقيم وتستخدم لهذا لغرض المقاييس 0
ولقد اكدت العديد من الدراسات على اهمية تنوع اساليب التقويم المستخدمة في منهج التاريخ ومنها دراسة (توحيدة عبد العزيز) حيث استهدفت التعرف على اساليب التقويم السائدة في المدارس المتوسطة والثانوية بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية وتوصلت الدراسة ان اساليب التقويم المستخدمة تقتصر على الجانب المعرفي فقط بينما تهمل الجانب المهاري والجانب الوجداني ولقد اوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بجميع الجوانب عند تقويم منهج التاريخ ويمكن الاشارة اليها على النحو التالي 0
اولاً : قياس الجانب المعرفي (الادراكي) :
- اختبارات المقال – والاختبارات الموضوعية ومنها ( صواب وخطأ , مزاوجة , اختيار من متعدد , اكمال ) ولكل منها قواعد صياغة ومخرجات التعلم التي تقيسها ويصوغ المعلم كل نوع حسب الهدف الذي يرجوة من وراءه 0
ثانياً : المجال الانفعالي (الوجداني) :
ويقصد به الاتجاهات والميول والقيم التي تتكون لدى المتعلم نتيجة مروره بالخبرات التعليمية وتستخدم لقياس المجال الانفعالي مقاييس الاتجاهات والميول والقيم 0
ثالثاً : المجال النفسي حركي (المهاري) :
يقصد بهذا المجال تلك المهارة العملية التي يبلغها الطالب نتيجة مروره بالخبرات التعليمية ومنها مهارة جمع المعلومات , مهارة رسم الخرائط , وغيرها من المهارات الاخرى ويمكن قياس المهارات العملية بواسطة الملاحظة 0
أعد المحاضرة طالب الماجستير محمد ماجد
العراق /جامعة البصرة