روعة والذكريات
أبحرت بزورقي في عالم ذكرياتي توقفت على أعتاب ذكريات الطفولة
وتذكرت أجمل مافيها 00
تذكرت كل إحساس بريء، ضحكتي 00عنادي 00بكائي وخوفي00حتى
تلك الدمية تذتكرها 00نعم أتذكر دميتي 00
تلك الدمية لن أنساها فقد أحضرها لي والدي عند عودته من السفر
كم هي رائعة وجميلة 00!! كانت معي كل وقتي فقد عشت معها دور الأم
فكنت أسرح لها شعرها وأبدل لها ملابسها 00 وفي الليل آخذها إلى
سريري أجعلها على وسادتي ويظل وجهي مقابلاً لوجهها وانظر إليها
00 أكلمها 00 أعانقها وأناااام 00
تنقضي الأيام سريعًا وها أنا تلك الطفلة المشاكسة أصبحت إمرأة ناضجة
00 أصبحت زوجة 00 لازالت الفطرة بداخلي وأرغب في أن أصبح يوم
من الأيام أمًا لطفلة أداعبها كما كنت أداعب دميتي 00 آآآه كم تمنيت أن
يحقق الله لي هذه الأمنية 00 وسبحان القائل أدعوني أستجب لكم00 تحققت
أمنيتي فقد رزقني الله بوردة جميلة تبهر الناظر إليها وأسميتها أنا ووالدها
(( روعة )) 000 وأي روعة هي !! أخذت من اسمها الكثير حتى خجل
اسمها أمام جمالها ورقتها 00
وتمر أجمل أيامنا وبين أحضاننا نور منزلنا وروعته 00 لم يرزقنا الله
سواها 00 وأصبحت زهرتي 00زهرة حياتي ابنة الخمس سنوات
أناديها كثيرًا 00 روعة00 تعالي وقبليني تركض إليّ بشغف وتعانقني بشدة
وتقبلني في كل مكان من وجهي تقبلني وأقبّلها ونضحك سويًا 00 فهي
دميتي التي طالما حلمت بها 00 أحبها لدرجة الجنون 00 أحبها 00 إن
مرضت شعرت بروحي تمرض إن بكيت ماتت البسمة على شفتي 00
مدللتي هي وحق لها فحبها في قلبي وقلب والدها كبير 00 ذات يوم جاءتني
قائلة : ماما
قلت لها : نعم يازهرة ماما وأريجها
أخذت تتكلم وهي عابسة الوجه والكلمات تقطر من شفتيها الممدودتين
غضبًا كالشهد والعسل 00 كالدرر000
(( ماما خذيني إلى الملاهي 00 سارة صديقتي رايحين يروحوا الملاهي
اليوم 00 خذيني ماما نبغى نروح الملاهي مثلهم 000 )) وأخذت تقبلني
وتقبلني إلى أن وافقت أن آخذها أنا ووالدها حيث ستذهب صديقتها
كان يوم أربعاء ألبستها أجمل فستان لديها 00 كانت روعة في منتهى
الروعة 00 بشرتها البيضاء 00 شفتاها الحمراء 00 وجنتاها الورديتان
شعرها الأسود الطويل 00يا حبيبتي 00 ما أجملك 00 ما أروعك سبحان من سوّاكِ !!
كان يوم رائع لعبت ولعبنا معها تجولنا سويًا اشترينا لها أجمل الألعاب
الابتسامة لم تفارق وجهها الملائكي 00 ونظرت إلى ساعتي فوجدتها
الثانية عشر ليلاً 00 وهمست إلى زوجي فيصل00 يكفي لقد تعبت روعة
علينا أن نذهب لمنزلنا لتنام 00 لازالت حبيبتي تركض وتقفز هنا وهنا
وقالت (( ماما نجلس شويه )) قلت لها : حبيبتي سنأتي مرة ثانية كوني
مطيعة فأنتِ زهرتي المطيعة 00
لم تعاندني00 مسكت يدي بشدة قائلة (( حاضر ماما )) 00 خرجنا من
بوابة الملاهي الرئيسية على الشارع العام واتجهنا للسيارة نظرت يمين
ويسار لم أجد السيارة 00 وسألت : فيصل أين هي السيارة ؟؟ أشار بيده
السيارة .0هناك في الشارع المقابل لأني لم اجد موقفًا لها 00 ولازلت
اتكلم مع فيصل 00 فرأت روعة السيارة وتركت يدي وراحت تركض إليها
حاولت الإمساك بها لكن كان القدر أسرع !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لم أشعر بشيء !! لم أعلم مالذي حصل !! لم نشعر أنا ووالدها سوى
بصوت توقف مكابح السيارة ورأينا روعة تسقط من الأعلى إلى الأرض
أمام عيني وعين والدها 000 شل جسدي ركضت نحو ابنتي لأحملها
وتجمهر الناس حولها تلمست جسدها رغم رعشة جسدي تلمسته وأنا
أصرخ ابنتي 000روعة 00 اجيبيني 00 روعة أنا ماما 000 روعة 00
أخذت أصرخ أمام الجميع لم تمت00 ابنتي بخير 00 انظروا إلى جسمها لم
يصب بأي شيء والحمدلله 00فيصل يبكي ويحاول أن يحملها فاخذتها منه
وحملتها وضممتها إلى صدري ورأسها على كتفي وأخذت أركض لا أعلم
إلى أين أذهب 00 لكن أريد مستشفى روعتي لا تتحرك ، لاتتكلم ، وتبرع
أحد المارة بسيارته
قائلا لنا : (( اركبوا بسرعة نذهب بها إلى مستشفى قريب هنا )) وذهبنا
دخلنا الطواريء أخذوها مني ووضعوها على السرير المتحرك جاء الأطباء
قاسوا نبضها 00 قالوا هي على قيد الحياة لكن حالتها حرجة 00 أدخلوها
إلى العناية المركزة وأنا أناجي الله أن يحفظ صغيرتي يا الهي ابنتي بالداخل
تموت وأنا بالخارج أموت يا الهي 000ارحمنا 00 خرج الطبيب قائلاً :
ابنتكم تعاني من نزيف حاد في الدماغ 000 انهرت وسقطت مغشيًا عليّ
ولازال فيصل يحاول التخفيف من سوء الموقف جلس بجانبي إلى أن
استعدت وعي وهو أيضًا يصارع الألم مثلي لقد كانت طفلته المدللة 00
حبيبته يحبها بجنون 00مكثنا أمام العناية المركزة ثلاث ساعات ثم سمحوا
لنا بالدخول لرؤيتها 00 دخلت لأرى ابنتي روعة روعتي حبيبتي
لم أرَ طريقي من دموعي وصلت إليها 00 ابنتي نائمة على ذاك السرير
الأبيض الأنابيب كست جسمها الصغير فذاك من القلب وذاك من الأنف 00
وأخذت أردد ليت الله جعلني مكانك ياروعتي 00 لم تشعر بنا فهي لا تشعر
بأي شيء حولها والغريب أن منظرها كمنظرها وهي نائمة
على سريرها في المنزل جسمها سليم ووجهها سليم 00 ظل كفي طيلة
الوقت يلامس وجهها ويتحسس جسدها الصغير 00 دموعي وآهاتي الحارة
لم تتوقف 00 لا أتخيل أن أفقدها أبدا 00 وضعت يدي على صدرها
وأخذت أردد ووضع فيصل يده عليها أيضًا
وأخذنا نردد ودموعنا لم تتوقف 000
(( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ))
أخرجنا الأطباء من الغرفة ومكثنا خارجها نصلي وندعوا الله أن يحفظها لنا
00وقبل صلاة الفجر بدقائق ارتبك الجميع واضطرب الأطباء وأشعر كأني
أحلم فلم أسمع سوى تسارع خطوات الأطباء فذاك يدخل وذاك يخرج
وتتبعهم نظراتي ودموعي وتوسلاتي 00 مابها ابنتي ؟؟ أجيبوني ؟؟
هل أفاقت من غيبوبتها ؟؟
أخيرًا توقف الدكتور أمامنا قائلاً : ابنتكم انتقلت إلى رحمة الله
آآآآآه رحلت روعة رحلت !!
إنّا لله وإنّا إليه راجعون
0
0
أحبتي هذه الحادثة حقيقية كتبتها بقلمي وبإحساس والدة الطفلة فقد زرت
الطفلة قبل وفاتها بساعة 00، أسميت الطفلة على اسمي
رحم الله الطفلة وعوض والديها خيرًا 00 الشخص الذي صدم روعة كان
شاب جامعي ملتزم غير متهور 00 من أسرة محافظة 00 مكث في السجن
إلى أن تنازلا أسرة الطفلة00 قائلين (( هذا قضاء الله وقدره ))
0
0
تقبلوا قصتي بصياغتي المتواضعة
حفظكم الرحمن
تحياتي
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبدالعزيز
قالوا شفنا اميرة الاحزااان اول ما خطر على بالي
