لم أَكن أَهوى الثرثرة في حضرتك أَيها القلم ؛
فّإعذرنِي .. إِن أَبكيتك قَليلاً .. وأَوجعتك كثيراً..
إعذرنِي .. إِن جرعتك بعضاً من أَبجدياتي السوداء المبلله بِدمع
ملحه الأسود ..
لا تخيب ظني إِنتشل من جذور أَعماقِي أَوجاعِي كيلا أُجن
أَتسمع مثلي زمجرت الرعد ؛
أتشعر معي باشتداد البرد ؛
أَترى مثلي لمعان البرق ؛
أتصغِي معي لصوت المطر ؛
إِنـه المَطَّر ؛
مطّر ..مطر ..
ينهمِر بـ غزاره ..
تتناثر زخاته بتمرد تعصف بمن حولها ..
الغضب يسكنها والإنتقام يجتاحها ..
إرتعش الجسد و إِنتفض القَلب
لتغرق الروح بِأَوجاعٍ لانهايه لها ..
فتزفر الألم زِفره تلو الأخرى
فلا تكتمل زفَراتها
ولا تتوقف آهاتها ولا تهدأ أناتها ..
بالله عليك أخبرني ما الذي سيحدث
لوخضعت أَناملي لصهوةٍ ماطره بآلامِي المتجسده والمتجرثمه ..
ربما يسمعني أحداً غير نفسي فيمسح تجاعِيد الغياب ..
ويمزق أَشرعتها فيمتزِج النبض بكأس لقاء
تنعش أَزهاره بِرقصةٍ على أنغام المطّر ..
أَو يقرأنِي عابر سبيل يمتص كل آلامِي فيضيق بها المكان
لتتسرب فتنطلق بعيداً جداً متمدده بسرعه لتصبح غير قابلة
لإعادة الإستيطان ..
فقط ما أَحتاجه حرف عند كلِ زفره من الألم لا يخذلني
ويجعلني أَتنفس ..
أَصرخ ..
أحرِض البرق ..
أَشكي الرعد ..
لعل قطرات أَمطاره تذيب أَكوام الألم المتراكمه ..
وتطفئ لهفة الشوق في قلبِي المفتون بها ..
فيتمحور الدفء حولي بلقاءٍ تحت غدق زخاته
آآآآه أَيها الشِتاء ..
أي حزن متقد هذا الذي أَتيت محملاً به ..
وأي رحيلٍ مهلك هذا الذي أَتيت به لتحرمني منها ..
فيرتبك القلب الذي أحبها جداً حد الجنون ليبقى التساؤل الدائم ..
متى سيكف الليل عن صمته الأسود والمطر عن غضبه الأزرق ..
لأَمتطِي صهوة أملي أن ثمة نورسوف يشق الأفق قَادماً نحوي
معلناً تمزق أَشرِعت الفقد عندما يكتمل القمر..
لأنتظرها و أَرتقبها..
إرتقاب ممزوج برعشه تسرِع أنفاسي خوفاً من أَن لا يكتمل
أَتدري يا رفيق ..
فكرت أن أَتلو تعويذه من تعويذات الفقهاء تلك ..
لعل الروح ترتاح من شقاءها فتغادر جسدي التعيس ..
أَو ربما تحتاج لفقد ذاكرتها ولو لبعض الوقت ..
أَو تأتي عصافيرالربيع فتحدثني عنها بأصواتها
فتضيء عتمة ذلك الأمل بقبله ذات حب
فتخلص قلبي من أَحزانه المتراكمه..
فأنا لا أُجيد الحديث إِلا بها ..
وغيابها يملأ تجاويف النبض بفراغٍ قاتل ..
إِنه المحرِض الأول على البكاء والحزن ؛
ففي بعدها عني أَتألم ..
وفي شوقي إِليها أتألم ..
في قربها مني أفتقدها ..
وفي بعدها عني أفتقدها ..
فتشت كل الزوايا التي عبرتها معها وعنها ..
أنصت السمع لعلي أَسمع وقعِ خطواتها فتقودني إِليها
كم .. وكم ..
بحثت عنها لأبقِيها لأمزِق غيابها..
حتى بت أتساءل
من تكون هذه المندسه بين أضلعي لأَبحث عنها بين أَوردتي
التي إتخذت منها متكئا
من تكون لتبكيها الأماكن شوقاً وتنتحب دمعاً..
من تكون ليدندن القلب معزوفة الحنين إِليها لهفةً ..
قل لي بِربك ..
من تكون لأحبها جداً لا بل لأَعشقها جداً جِداً ؛
فالحب يموت ..
والعشق يدوم أَبداً ..
وأَنا أَعشقها جداً جداُ ..