الى امرأة ضاعت في منتصف الطريق.
ألا يمكنني نسيانها؟
تركتها تحبني بطريقتها وتهرب مني في كل الوقت،وتغضب كلما رأتني وتثور في وجهي وتقول لصديقاتها أنها تكرهني وستقتلني وفي قتلي انتحارها.
ألا زالت تحتمل الألم لألمي وتتمنى لي الموت ونصف المرض وبعضا من اليأس حتى لا أسرع في سيري فتفقدني كما فقدنا براءتنا أمام المرأة وبين دروب الحياة ورموش العين دمعة عاشق انحدرت من صمت الجياع.وتلتفت الي لأنها تكرهني كما تزعم وتسخر مني وفي اعترافاتها جرح قديم يتجدد مولدها فيه و في نهاياتي الواعدة بليال كاذبة.
وابتسمت بعد فوات الأوان عندما قالت دعني أرفضك وأنتقم منك بطريقتي ووسائلي وابحث عنك لما أطردك وأبكي حين أضحك بسماع أخبارك وأرقص لعذابك وأنا أعلم كم تحبني وكم يجب أن تتحمل حماقاتي وسخافاتي لأنني لا أستطيع أن أعترف مثلك .
أخبرتني هكذا في عيدها العشرين منذ سنين واعترفت أنها لا تهوى انهياري وتحبني من أجل صلابة مواقفي المنهارة المتأرجحة بين الثبات والوفاء اللامعقول وبين أسرارها والربع الأخير من غموضها سقطت اخر جيوب المقاومة ...
ليست حمقاء ولست ذكية كما كنت أتصورها بل هي امرأة كما طلبت مني أن تكون ، لم أنسى أنني انتشلتها من قائمة الأطفال وحملتها الي باسم النساء وكان لي ما تبقى من طفولتها حلقة وصل لتمردها على الأوضاع القائمة.
هكذا كانت منذ سنين وقد رجوتني أن أرحل عنها أو ترحل عني ما رضيت بأي حل ،أين الحل؟أستلغي الان كل مواعيدها لتنتقم مني فيها ،لا أحزن،لا أغضب ،لا أيأس ودعوني أحبها بطريقتها وتعود الي في اخر المطاف مع اخر الأعياد لتقول لي أكرهك وأعلم أنها تكذب وأصدقها وهي تحدق في عيني وتعترف أنها تحبني ولا أصدقها.