قصة الاحمق والحكيم

يُحكى أن أحمقاً صفع حكيماً فأعطاه الحكيم ريال من فضة ، فظن الأحمق أن كل إساءة ستُدر عليه فضة حتى وقع في أحمق مثله ما إن صفعه حتى بادره بسلة الجنبية وبتر أنفه ليقضي بقية عمره موسوماً وسم الحُمق ، فيما يؤكد القرآن الكريم أن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ، ويروي إبن المقفع في كتاب كليلة ودمنة أن الأسد خرج في نزهة مع الذئب والثعلب ، وأثناء التجوال في فجاج الأرض ظفروا بأرنب وخروف وثور ، فقال الأسد إقسم الغنيمة أيها الذئب ، فقال الذئب :
الأرنب للثعلب والخروف لي ، والثور لك ، فلطمه الأسد بمخالبه وإذا بالذئب يتخبّط في دمه ، ثم قال : إقسم يا ثعلب ، فقال الثعلب :
الأرنب إفـطارك ، والـخروف غداءك ، والثـور عشاءك ، فأعجبت القسمة ملك الغابة وسأل أبا الحصين من أين تـعلّمت هذه الـقسمة العادلة ، فرد الـثعلب : من هذا الـطريح جـواري ، ولذا تداول الناس الحكمة الذائعة « العاقل من إتعظ بغيره » بعضنا مع الأسف يحصر الحياة على وسعها في مساري ( نصر أو هزيمة ) ولذا يتحمّس للإنتصار لنفسه والهروب من الهزيمة فيقع في الحماقات ، بينما يظل الحكماء في راحة كونهم يُوقنون أن الدنيا قسمة ونصيب وأن هناك ظروفاً موضوعية تتسبب في الفشل ، كما أن هناك معطيات تُسهم في النجاح ، والحكمة أن نحاول التغلب على الظروف وتجاوز الصعوبات بهدوء وعقلانية ودون تعسّف في توظيف ما يظنه البعض قدرات ، إذ ليست السعادة دائماً في أن نحقق ما نريد