أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله)، نفعنا الله وإياكم بها.

تذكير أهل الإيمان بأن الصدقة برهان

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن المسلم أيها الإخوة والأخوات مطالبٌ في هذه الدنيا الفانية بالحرص على فعل الطاعات، والتزود من الخيرات، وصرف وقته فيما يُرضي رب البريات،يقول ابن الجوزي-رحمه الله-:"ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة،ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل". صيد الخاطر ( ص2)
ومن الأعمال الصالحة والقربات النافعة التي ينبغي للعبد-وبالأخص المقتدر- دائما أن يجتهد في تحقيقها ويسعى للإتيان بها لما فيها من أثر كبير ونفع جليل يعود عليه في الدارين بإذن رب العالمين، التصدق في سبيل أرحم الرحمين، يقول الراغب الأصبهاني –رحمه الله-: "الصدقة ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة كالزكاة، لكن الصدقة في الأصل تقال للمتطوع به، والزكاة للواجب ، وقد يسمى الواجب صدقة إذا تحرى صاحبها الصدق في فعله ".المفردات في غريب القرآن (ص 278)
إن مما يدل على صدق الإيمان وشدة الحرص على أنواع البر والإحسان والرغبة فيما عند الله جل وعلا المنان أيها الأحبة والإخوان التطوع بالصدقة في سبيل الرحمن ، فعن أبي مالك الأشعري – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ".رواه مسلم (223)
يقول الإمام النووي –رحمه الله- :"الصدقة حجة على إيمان فاعلها، فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه، والله أعلم". الشرح النووي على صحيح مسلم (3/101)
يقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- :"بُرْهَانٌ" أي: دليل على صدق إيمان المتصدّق.
وجه ذلك: أن المال محبوب للنفوس، ولا يبذل المحبوب إلا في طلب ما هو أحب، وهذا يدلّ على إيمان المتصدق، ولهذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة برهاناً ". شرح الأربعين النووية ( ص246)
فصدقة التطوع أيها الكرام هي من أسباب محو الذنوب،والتَّطَهر من الآثام بإذن العزيز العلام،فعن معاذ بن جبل-رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كما يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ".رواه الترمذي (2616)، وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله-.
يقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-:" الصدقة مطلقاً سواء الزكاة الواجبة أو التطوع،و سواء كانت قليلة أو كثيرة. (تُطفِئ الخَطيئَة) أي: خطيئة بني آدم، وهي المعاصي.
(كَمَا يُطفِئ المَاءُ النَّارَ) والماء يطفئ النار بدون تردد، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم الأمر المعنوي بالأمر الحسي". شرح الأربعين النووية (ص 320)
وهي كذلك من أسباب دعاء الملائكة للعبد بالخير والبركة،فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فيه إلا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ،فيقول أَحَدُهُمَا: اللهم أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهم أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا". رواه البخاري ( 1374)، ومسلم (1010) واللفظ له.
يقول الإمام النووي –رحمه الله- :" قال العلماء:هذا في الإنفاق في الطاعات ومكارم الأخلاق، وعلى العيال والضيفان والصدقات ونحو ذلك، بحيث لا يذم ولا يسمى سرفًا، والإمساك المذموم هو الإمساك عن هذا ". الشرح على صحيح مسلم (7/95)
أيها المسلم اعلم –رحمك الله- أن النفقة في سبيل الله جل وعلا في الحقيقة لا تُنقص مالك ولا تقلله!، فعن عبد الرحمن بن عوف-رضي الله عنه-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لاَ يَنْقُصُ مَالٌ من صَدَقَة،ٍ فَتَصَدَّقُوا ". رواه الإمام أحمد في مسنده (1/192)، وصححه العلامة الألباني –رحمه الله- في صحيح الترغيب ( 814)
يقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله- :"إن قال قائل: كيف لا تُنقص – أي الصدقة- المال، والإنسان إذا كان عنده مائة فتصدق بعشرة صار عنده تسعون؟! فيقال: هذا نقص كمٍّ، ولكنها تزيد في الكيف، ثم يفتح الله للإنسان أبوابا من الرزق تَردُّ عليه ما أنفق". شرح رياض الصالحين (3/524)
بل الصدقة تكون سببا في زيادة مالك وطرح البركة فيه،قال تعالى:(وما أنفقتم من شيء فهو يُخْلِفُهُ وهو خير الرزاقين)[ سبأ :39]
يقول الشيخ السعدي –رحمه الله- :"{وما أنفقتم من شيء} نفقة واجبة،أو مستحبة،على قريب، أو جار، أو مسكين، أو يتيم،أو غير ذلك،{فهو}تعالى{يُخْلِفُهُ}ف لا تتوهموا أن الإنفاق مما ينقص الرزق،بل وعد بالخلف للمنفق،الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر{وهو خير الرزاقين} فاطلبوا الرزق منه، واسعوا في الأسباب التي أمركم بها". تفسير السعدي ( ص432)
فأنفق – نفع الله بك- على الفقراء والمساكين، ولا تخشى إطلاقا من الفقر الذي قد يُوهمك به الشيطان اللعين، واعلم أن الجزاء من جنس العمل بإذن أرحم الراحمين، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رسول الله صلى الله عليه قال :" قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يا بن آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ". رواه البخاري (5037)، ومسلم ( 993) واللفظ له.
يقول الملا علي قاري –رحمه الله- :" والمعنى أنفق الأموال الفانية في الدنيا لتدرك الأحوال العالية في العقبى ، وقيل معناه أعطي الناس ما رزقك حتى أنا أرزقك أي: في الدنيا ".مرقاة المفاتيح (4/318)
وليكن دائما قدوتك نبيك صلى الله عليه وسلم، الذي كان جوادا كريما يُكثر من التصدق في سبيل الله ولا يرد سائلا ، يسعى دائما لقضاء حوائج الناس،يقول ابن القيم –رحمه الله- :" كان صلى الله عليه وسلم أعظم الناس صدقة بما ملكت يده، وكان لا يستكثر شيئا أعطاه لله تعالى ولا يستقله،وكان لا يسأله أحد شيئا عنده إلا أعطاه قليلا كان أو كثيرا، وكان عطاؤه عطاء من لا يخاف الفقر، وكان العطاء والصدقة أحب شيء إليه، وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه، تارة بطعامه وتارة بلباسه، وكان ينوع في أصناف عطائه وصدقته، فتارة بالهبة، وتارة بالصدقة، وتارة بالهدية، وتارة بشراء الشيء ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعا ".زاد المعاد ( 2/22)
أيها المتصدق إن مما ينبغي عليك أن تحرص أولا على مد يد العون والإنفاق على ذي الرحم القريب لأن في ذلك مضاعفة للأجر عند العزيز الرقيب،فتبرعك على المسكين صدقة،وعلى ذي الرحم صدقة وصلة،فعن سلمان بن عامر-رضي الله عنه-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الصَّدَقَةُ على الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ،وَهِيَ على ذِي الرَّحِمِ اثنتان صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ".رواه الترمذي (1136)، وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله-.
يقول الملا علي قاري –رحمه الله- :"يعني أن الصدقة على الأقارب،أفضل لأنه خيران ولا شك أنهما أفضل من واحد".
مرقاة المفاتيح ( 4/ 373)
ويقول شيخ الإسلام- رحمه الله- :" والقريب الذي يستحقها إذا كانت حاجته مثل حاجة الأجنبي فهو أحق بها منه، فإن صدقتك على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم صدقة وصلة والله أعلم ".مجموع الفتاوى ( 25 / 69)
واعلم - وفقك الله- أن أعظم أجر لك أيها المنفق أن تتصدق بطيب نفس وأنت صحيح الجسد مقتدر ،فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟ قال:" أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الْغِنَى، ولا تُمْهِلُ حتى إذا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ قُلْتَ:لِفُلَانٍ كَذَا وَلِفُلَانٍ كَذَا، وقد كان لِفُلَانٍ ". رواه البخاري (1353) و اللفظ له ومسلم (1032).
يقول ابن بطال –رحمه الله- :"فيه: أن أعمال البر كلما صعبت كان أجرها أعظم،لأن الصحيح الشحيح إذا خشي الفقر ، وأمَّل الغنى صعبت عليه النفقة،وسول له الشيطان طول العمر،وحلول الفقر به،فمن تصدق في هذه الحال،فهو مؤثر لثواب الله على هوى نفسه".شرح صحيح البخاري لابن بطال(3 /417)
ويقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- :"في الحديث دليل على أن الإنسان ينبغي له أن يبادر بالصدقة قبل أن يأتيه الموت، وأنه إذا تصدق في حال حضور الأجل كان ذلك أقل فضلا مما لو تصدق وهو صحيح شحيح". شرح رياض الصالحين (2/30)
واعلم - سددك الله- أن الأفضل أن تتصدق في السر،لأنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء وهي من علامات الأتقياء ، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ الله في ظِلِّهِ يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ، الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في الْمَسَاجِدِ،وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمَعَا عليه وَتَفَرَّقَا عليه،وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فقال: إني أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حتى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ،وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ". رواه البخاري (629) واللفظ له،ومسلم(1030)
يقول الإمام النووي –رحمه الله- :" قال العلماء :وهذا في صدقة التطوع، فالسر فيها أفضل لأنه أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء،وأما الزكاة الواجبة، فإعلانها أفضل، وهكذا حكم الصلاة، فإعلان فرائضها أفضل، وإسرار نوافلها أفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم:"أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة "[رواه البخاري (698) ومسلم (781) من حديث زيد بن ثابت – رضي الله عنه-]، قال العلماء: وذكر اليمين والشمال مبالغة في الإخفاء والاستتار بالصدقة، وضرب المثل بهما لقرب اليمين من الشمال وملازمتها لها".الشرح على صحيح مسلم ( 7 / 122)
وعليك –حفظك الله- أن تُكثر من الصدقات التي يكون نفعها متعدي ويبقى خيرها حتى بعد مماتك بإذن رب العالمين،كالإعانة على نشر الدين بالإنفاق على طلبة العلم الغير مقتدرين الذين عرفوا بالتمسك بهدي خير المرسلين، وكذلك كن سببا في طباعة الكتب المفيدة، وبناء المساجد، وحفر الآبار،وغير ذلك مما ينفع المسلمين، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إذا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إلا من ثَلَاثَةٍ، إلا من صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له ".رواه مسلم ( 1631)
يقول ابن القيم –رحمه الله- :" وخص النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشياء الثلاثة بوصول الثواب إلى الميت، لأنه سبب لحصولها، والعبد إذا باشر السبب الذي يتعلق به الأمر والنهي يترتب عليه مسببه، وإن كان خارجا عن سعيه وكسبه، فلما كان هو السبب في حصول هذا الولد الصالح، والصدقة الجارية، والعلم النافع، جرى عليه ثوابه وأجره لتسببه فيه، فالعبد إنما يثاب على ما باشره، أو على ما تولد منه ".مفتاح دار السعادة (1 / 175)
واحرص كذلك – كتب الله أجرك- على الإحسان لمن أحسن إليك وبالأخص على أبويك!وذلك بالتصدق عليهما إن كان قد ماتا،فهما أحوج للأعمال الصالحة كالصدقة التي تنفعهما بإذن الله جل وعلا،فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أَنَّ رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إِنَّ أبي مَاتَ وَتَرَكَ مالًا ولم يُوصِ،فهل يُكَفِّرُ عنه أن أَتَصَدَّقَ عنه؟ قال:" نعم". رواه مسلم ( 1630)
يقول الإمام النووي –رحمه الله-:"في هذا الحديث جواز الصدقة عن الميت واستحبابها، وأن ثوابها يصله وينفعه، وينفع المتصدق أيضا، وهذا كله أجمع عليه المسلمون".الشرح على صحيح مسلم (11/84)
وأحذر أشد الحذر من أن تبطل نفقتك بالمنِّ والأذى، لأن هذا ليس من سمات الأخيار الذي يريدون بالصدقة وجه العزيز الغفار،قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس...)[البقرة : 264]
يقول الشيخ السعدي –رحمه الله- :"إن المنَّة والأذى مبطلان لأعمالكم ، فتصير أعمالكم بمنزلة الذي يعمل لمراءاة الناس ولا يريد به الله والدار الآخرة ، فهذا لا شك أن عمله من أصله مردود ، لأن شرط العمل أن يكون لله وحده وهذا في الحقيقة عمل للناس لا لله ، فأعماله باطلة وسعيه غير مشكور ". تفسير السعدي (ص 113)
فاحرص أيها المسلم على النفقة في سبيل الله جل وعلا، وعلى جميع أنواع البر والإحسان قبل أن تُقبض روحك بإذن الرحمن، فلا تنفعك بعدها الحسرة ولا يغني عنك الندم لفوات الأوان، يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- :" اشتر نفسك اليوم فإن السوق قائمة، والثمن موجود والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لاتصل فيها إلى قليل ولا كثير ( ذلك يوم التغابن) [ التغابن:9] ( يوم يعض الظالم على يديه) [ الفرقان:27]". الفوائد (49)
وأخلص في عملك للواحد المنان ، ولا تستحقر من المعروف شيئا مهما كان!، فعن عدي بن حاتم – رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَمَنْ لم يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ". رواه البخاري (1347) ومسلم (1016) واللفظ له.
يقول الشيخ السعدي –رحمه الله- :"وفي هذا الحديث : أن من أعظم المنجيات من النار ، الإحسان إلى الخلق بالمال والأقوال، وأن العبد لا ينبغي له أن يحتقر من المعروف ولو شيئا قليلا ، والكلمة الطيبة تشمل النصيحة للخلق بتعليمهم ما يجهلون ، وإرشادهم إلى مصالحهم الدينية والدنيوية .
وتشمل الكلام المسر للقلوب ، الشارح للصدور ، المقارن للبشاشة والبشر ، وتشمل الذكر لله والثناء عليه ، وذكر أحكامه وشرائعه، فكل كلام يقرب إلى الله ويحصل به النفع لعباد الله ، فهو داخل في الكلمة الطيبة ". بهجة قلوب الأبرار (ص 257)
واعلم أيها المنفق- كتب الله أجرك-أن الباري جلال جلاله بفضله وجوده وكرمه قد يدفع عنك بتصدقك على المحتاجين الفقراء البلاء والوباء،يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- :" للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه ".الوابل الصيب ( ص 49)
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وفي سبيله من المنفقين، وعلى الفقراء والمساكين من المتصدقين،وأن يُعيننا جميعا على خدمة الإسلام والمسلمين، فهو سبحانه ولي ذلك وأرحم الراحمين.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حمزة النايلي