في الاتفاق جسد بلا روح، وكيان بلا طموح، ومنشأة بلا فعالية، وللأسف أقولها بألم، فهو اسم أقرب إلى جنازة تنتظر الدفن.
لقد انشغل الاتفاقيون في تفاصيل هامشية، وغاصوا كثيرا في نقاشات جانبية، وتركوا الأهم وهو التشخيص الفعلي لنكبتهم الفنية والنتائجية، وركزوا على الإدارة بتوجيه مباشر وغير مباشر ممن يريدون تصفية بعض الحسابات مع الرئيس أو بعض أعضاء مجلس الإدارة.

لن أنصب قلمي مدافعا عن الدوسري أو غيره، فهذا الرجل بالذات له تاريخ وسمو وشموخ لا يحتاج فيها لا إلى قلمي ولا لصوت فضائي، ولا لمطبوعة هنا أو هناك تدافع عنه، فهو جبل شامخ لم تسقطه عواصف شديدة مرت عليه وعلى ناديه، ونجح في الخروج منها بسلام وأمان، ولكن هذا لا يمنعني من القول إن إدارة الاتفاق هذا الموسم بالذات سبحت في بحر الأخطاء، وخاصة عدم تدارك وضع الفريق مع انتهاء القسم الأول من منافسات الدوري؛ لضمانهم أن الهبوط بعيد عن الاتفاق لاسم الفريق فقط، وليس لعمله وطموحه، وهذا الجانب بالذات هو الذي عصف بفارس الدهناء، بخلاف ملف الأجانب والمدربين وروح اللاعبين في المباريات التي هي أقرب لتدريبات ترفيهية لا أكثر.

أعرف أن دغدغة مشاعر الجماهير الاتفاقية في هذا الوقت بالذات، أن تركب الموجة وتوجه سهامك وسياطك للإدارة، أو بمعنى أصح تطالب الدوسري بالرحيل، حتى تكون في نظر البعض غير مطبل ونزيها وشهما وشجاعا، وكل الصفات النبيلة من الممكن أن تلصق بك، لكنني وكمحب لواجهة الرياضة في الساحل الشرقي "الاتفاق" لن ألعب دور البطولة في هذا الفيلم المعاد في كل مرة تنتاب فارس الدهناء وعكة نتائجية.

لن أسهب في استعراض الأسباب التي أوصلت الاتفاق للصراع من أجل البقاء مع الكبار، حتى الجولة الأخيرة، فالكثير أبدع وتفنن في عرضها، والبعض الآخر مارس التجني لتفعيلها، وفئة ثالثة صبت الزيت على النار؛ لإشعالها أكثر وأكثر حتى ولو احترق النادي وبمن فيه، فالمطلوب هو رحيل الدوسري حتى لو دمر النادي.

الحل في النفوس أولا، فلم يعد الاتفاق على قلب رجل واحد، والحل في التنازل عن بعض القناعات من الرئيس، والحل في عودة جماهير الاتفاق لثقافتهم السابقة المسالمة الفعالة على المدرجات، والثبات على المسار الواحد لا المسارين، فقد عرف عن هذا النادي الاختلاف الحضاري بين رموزه، ولكن بدون لغة "موالاة ومعارضة".

غدا تاريخ الاتفاق محمول على أعناق لاعبيه، فهل يعون المسئولية الملقاه على عاتقهم، وإذا نجا الفارس من الهبوط، سيكون لكل حادث حديث.