باستثناء كأس السوبر الألمانية (إثر الهزيمة 4-2 ضد بوروسيا دورتموند)، فاز بايرن ميونيخ بكل الألقاب الممكنة في عام 2013: الدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا وكأس ألمانيا...وقد لا ينتهي موسم الحصاد عند هذا الحد، حيث لا يزال الفريق البافاري حالياً في السباق على لقب كأس العالم للأندية المغرب 2013 FIFA. ولكن إذا كان العملاق البافاري يحقق النجاح تلو الآخر، فذلك يرجع جزئياً إلى رجل اسمه فرانك ريبيري؛ الفرنسي الذي حقق موسماً ولا في الأحلام.

"كان موسم فرانك ريبيري مذهلاً. إنه يستحق الكرة الذهبية،" هذا ما قاله مدربه جوسيب جوارديولا، ثم ردده زميله وقائد الفريق فيليب لام في حديث لموقع FIFA.com: "بصفته أفضل لاعب في كرة القدم الأوروبية (فرانك ريبيري) فإنه يملك كل الحظوظ للفوز بهذه الجائزة أيضاً..." ومن جهته، أوضح فرانز بيكنباور، أسطورة النادي البافاري، أن "ريبيري هو بالتأكيد واحد من أفضل اللاعبين في العالم والأفضل في عام 2013. من دونه، ربما كان بايرن قد فاز بلقب واحد فقط عوض ثلاثة."


ولكن تألق ريبيري لم يقتصر على بايرن فقط. فتحت قيادته، نجح منتخب فرنسا في انتزاع بطاقة التأهل لكأس العالم البرازيل 2014 FIFA. وفيما يلي، ثلاث لحظات رئيسية لفرانك ريبيري في 2013.


18 مايو/أيار 2013 بايرن ميونيخ-بوروسيا مونشنجلادباخ: ختامها مسك


بحلول الجولة 34 والأخيرة من موسم 2012-2013 في الدوري الألماني، كان بايرن قد ضمن اللقب منذ بضعة أيام. لكن في المباراة أمام مونشنجلادباخ، التي كانت الأخيرة للمدرب يوب هاينكس في الدوري الألماني، حاول نجوم الفريق البافاري إنهاء المنافسات بأفضل طريقة ممكنة، حيث تولى فرانك ريبيري المهمة شخصياً. بدأت الأمور على نحو سيئ، حيث استقبلت شباك البايرن ثلاثة أهداف في الدقائق الـ10 الأولى، قبل أن يطلق القيصر فرانك العنان لموهبته ويسجل هدفين، كان أحدهما آية في الروعة بتسديدة من 25 متراً، ثم صنع هدفين آخرين لفريقه، مانحاً الفوز للبطل بنتيجة 3-4. كانت تلك أفضل مباراة لفرانك في الموسم على صعيد الدوري الألماني، ليكون ذلك مسك الختام على مشوار رائع أنهاه برصيد 10 أهداف شخصية و14 تمريرة حاسمة مع عروض فنية رائعة في كل ظهور له على المستطيل الأخضر.


26 مايو/أيار 2013 بايرن ميونيخ - بوروسيا دورتموند: جوهرة التاج


كانت موقعة نهائي دوري الأبطال ضد العملاق الألماني الآخر، بوروسيا دورتموند، الذي شكل العقبة الأخيرة أمام البايرن وفرانك ريبيري في محاولة خطف لقب المسابقة الأوروبية المرموقة. لكن المهمة لم تكن سهلة أمام ضغط البولنديين ياكوب بلاشيكوفسكي ولوكاش بيشيك على جانبه الأيسر، مما اضطر النجم الفرنسي إلى التأخر قليلاً قبل إطلاق العنان لمهاراته وإبداعاته. وكما كان الحال في مواجهة نصف النهائي ضد برشلونة، تميز ريبيري أساساً من خلال عمله الدفاعي المثالي، قبل أن يساهم بلمستين سحريتين في حسم الموقف لصالح بايرن ميونيخ. ففي الدقيقة 61، مرر صاحب القميص رقم 7 كرة ممتازة لزميله آريين روبن على الجانب الأيسر من منطقة الجزاء، فما كان من الهولندي سوى أن يهيئها في طبق من ذهب لماريو ماندزوكيتش، الذي لم يجد أي عناء في تسجيل الهدف الأول أمام شباك فارغة. وقبل دقيقتين من النهاية، مرر الفرنسي كرة حاسمة أخرى، بالكعب هذه المرة، لروبن المنطلق في منطقة الجزاء، مما ممكن الهولندي من تسجيل الهدف الثاني من مسافة قريبة، ليتمكن ريبيري أخيراً من رفع الكأس "ذات الأذنين" بعد الإخفاق مرتين متتاليين في المباراة النهائية، ضد إنتر ميلان عام 2010 ثم ضد تشيلسي في عقر الدار عام 2012.


10 سبتمبر/أيلول 2013، روسيا البيضاء- فرنسا، ريبري يجد وصفة الشفاء للأزرق الفرنسي


إذا كان ريبيري ينتشي بالإنتصار تلو الآخر مع البايرن، فإنه لم يعرف نفس القدر من النجاح مع المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم البرازيل 2014 FIFA. فبعد خمس مباريات دون تذوق طعم الفوز، وبعد أربعة أيام على التعادل مع جورجيا (0-0)، وجدت فرنسا نفسها على حافة الهاوية في روسيا البيضاء، حيث تعين عليها الفوز لتأمين مكانها في الملحق وإنهاء الصيام الذي استمر لأكثر من 500 دقيقة. وبعد فترة شكوك طويلة بسبب الإصابة في المباراة الأخيرة، اضطلع ريبيري أخيراً بدور البطل المنقذ. حظي فرانك باستقبال كبير من الجمهور البيلاروسي عند دخول الفريقين أرض الملعب، ثم سرعان ما أخذ يطلق العنان لمهاراته بمجرد انطلاق صافرة البداية، حيث أبهر الجميع بمراوغاته وسرعته ولمساته، إذ حصل على ركلة جزاء تمكن من ترجمتها بنفسه في الدقيقة 47، واضعاً حداً نهائياً للعقم الهجومي الذي دام 526 دقيقة. ثم استلم بنجاح تمرير ماتيو فالبوينا لإحراز التعادل مرة ثانية (د.64). وبفضل ثنائيته الأولى بقميص منتخب فرنسا، ساهم ريبيري في عودة الزرق إلى سكة الإنتصارات (4-2) وإحياء أملهم في التأهل إلى البرازيل.