يُعتبر العيد شعيرة إسلامية جليلة تتجلى فيها أجمل المعاني الدينية و الإنسانية و الاجتماعية و النفسية فيه يفرح الصغار قبل الكبار,و تمتزج فرحة الصغار بالكبار , و هو مظهر من مظاهر العبودية لله تعالى , حيث تتجلّى فيه كثير من العبادات الدينية كالصلاة و الذكْر و الدعاء, أو المبادئ السامية الأخرى كالترابط الأسري و الاجتماعي و الأخلاقي ,و يزداد التواصل بين الأسر و ذوي الأرحام ويعُمّ التصافح و التالف و التآخي, و تسعد النفوس و تفرح القلوب. فيزيد ذلك في تماسك المجتمع و صفائه. فالعيد ـ أخي المسلم ـ واحة سرور وبهجة و صفاء و حبور في خضَمّ هذه الحياة المتقلبة في أوضاعها و أطوارها ما بين ترقب الآمال و الأفراح أو فجْأة الهموم و الآلام و الأتراح و العيد يعود على المسلمين مرتين في العام , فيرسم الفرحة على الشفاه و القلوب و تبدو آثارها على المشاعر و النفوس , و إن كانت تعيش آلامًا . والعيد مناسبة سعيدة يستقبله المسلم بالفرح والعطاء والابتسامة و حسن اللقاء فتزول فيه الأحقاد والضغائن , و تشرِق مع فجْر العيد تباشير المحبة و تعلو هتافات التهاني و التبريكات في البيوت والمجالس رغم تباين المشاعر و الأحاسيس , وشدة الضجيج . فما أجمل العيد و ما أحلى أيامه و لياليه إذ هو يجسد الفرح بنعمة الله تعالى بإكمال الطاعة وإتمامها وإظهار هذا الفرح و السرور على الأسرة وفق الضوابط الشرعية . فعلَى المسلم أن يحرص على استقبال الأعياد بما يرضي الله تعالى , و يودِّعه بما يرضيه سبحانه و تعالى من عزم على التوبة و الإنابة إلى الله , و مراقبة الله , و المداومة على فعل الخير و الطاعات , و المبادرة إلى البر و الخيرات , و المحافظة على الدين و مبادئه القويمة , فالدِّين القيّم فيه صلاح الدنيا و الآخرة , وسعادة الدارين .و أن يبتعد عن الذنوب و المعاصي و دروب المنكرات , والتي والله ما زادت المقصرين إلا حسرة وذلاًّ و خسرانًا .

عبد العزيز السلامة / أوثال