منذ تأسيس النادي الأهلي قبل أكثر من سبعين عاما لم يظهر لنا رئيس أو إداري أو مدرب يطالب بحقوق هذا النادي بصوت مؤثر ومسموع، لأن «الرقي» كان اللغة التي قرر الأهلاويون انتهاجها، بل إنهم جعلوه شعارا لهم يرفعونه في وجه كل العواصف والأزمات التي يمر بها هذا النادي العريق، حتى استمرأ على هذا الكيان الشاتمون والناقمون، بل بلغ الأمر بتطاول كل من هب ودب على الأهلي، حتى أن المرجعية الرياضية التي تصدر القرارات كانت تتعامل مع الأهلي على أنه الصوت الأقل ضجيجا والأكثر قبولا بقراراتها بغض النظر عن تضرر النادي منها أو لا، وفي كل مرة يحاول الأهلاويون أن يقولوا لكل أبناء هذا الوسط، الذي لا يعترف إلا بالصراخ، احترموا رقينا وأعطونا أبسط حقوقنا فنحن لسنا ضعفاء، ولكننا نربأ بأنفسنا من النزول إلى وحل المهاترات والتصريحات المفخخة، والتي لم نعتد عليها منذ أمد بعيد، ولكن كل تلك النداءات لم تجد آذانا صاغية، ما جعل العابثين يستمرئون عبثهم تجاه هذا الكيان حتى بات كل من يشعر بمركب نقص يسل سيفه ويوجهه صوب الأهلي، لأنه يعلم يقينا أنه لن يجد ردة فعل، والشواهد في هذا الصدد كثيرة وغزيرة، وفي هذا الموسم أبى البرتغالي فيتور بيريرا القادم من القارة العجوز إلا أن يقول بصوت مرتفع «لا، لا، لا»، وبعد لاءاته تلك تحرك الدم في عروق الأهلاويين وبدأوا ينظرون للأمور نظرة مختلفة، وكأني بهذا البرتغالي أراد أن يقول لهم أفيقوا فلا سكوت عن حق لهذا الكيان بعد اليوم، ولا تهاون في المطالبة بالحقوق طالما أننا نبحث عن منافسة شريفة لا مكان فيها للمحاباة والمجاملة لأحد على حساب الآخر، ليبدأ الأهلي مع هذا الفيتوري عهدا جديدا فيه الذود عن حياض الأهلي هو ذروة السنام، وما عدا ذلك يأتي غير قابل للنقاش، بالفعل يا بيريرا لم تأت من البرتغال كمدرب فحسب بل أتيت ومعك روشتة علاج مرض عضال استوطن في جسد الأهلي والذي ظل يئن لعقود طويلة دون أن يجد من يقول للعابثين كفاكم عبثا كفاكم تطاولا كفاكم سلبا لحقوق هذا الكيان، فعلى الأهلاويين «الرسميين» النظر لمصلحة الكيان وإيقاف مسلسل تقديم التنازلات، والتي لم تضف للأهلي إلا مزيدا من الانكسار والضعف، فهل وصلت رسالة ذلك البرتغالي إلى من يعنيهم الأمر في الأهلي أم أن الأهلي سيظل أسير قناعات لن ولم تزده إلا وهنا وهوانا على الناس.
ترنيمة
الجنون عيون وعيونك وطن ... والوطن من غير عينك وش يكون