أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قمْ يا أميرَ الشعر حيَّاكَ الثرى **** قم وانثر الأشعارَ في نادي الورى

قمْ واروِ أرضَ الشعر ماءَ بلاغة *** من ماءِ شعركَ كي يطولَ وينضرا

خلتِ الرياضُ من الزهور فأجدبتْ *** والشعرُ أضحى في البلادِ مُنَكَّرا

قدْ كنتُ أحلمُ أنْ أراكَ حقيقة ***** لكنّ طيبَ الشعر حاكى المنظرا

لمَّا دُعيتَ إلى الحِمام كأنما ******* أممٌ تُساقُ إلى الحِمام لتُقْبَرا

والناسُ من جَلل الزحام وهوله **** حسِبوا زحامكَ وقت ذاك المحشرا

قبروا حِجاكَ وودعوكَ وما دَرَوا **** أنَّ الندى والجودَ منكَ تجاورا

لولمْ تكن بالقبرِ منكَ معالمٌ ******* لأذاعَ قبرُكَ عنك هذا المظهرا

لكأنَّ قبْرَكَ يا أميرُ بروضة ***** بينَ القبور ،فلا يزالُ مُعطًّرا

ما زلتَ تهتفُ في المماتِ وقبله *** حتى زهتْ بثناكَ حبَّاتُ الثرى

أثني عليك ولا أزال مُقَصّرا **** منْ ذا يُعظِّمُ في المقام غضنفرا؟!

تبكيكَ نفسي والدموعُ هواطلٌ **** تبكي مثالك شاعرا أو ناثرا

والضادُ من أسَفٍ عليك مريضة *** في غُصَّةٍ لا تستطيبُ الأَنْهُرَا

ألقى عليكَ النَّاظمون مراثيا ***** والناثرون نَعَوا جَناكَ الأخْضَرَا

كلماتُ شعرك في صميم فؤادنا *** كالأرضِ تحوي في حماها الجوهرا

علَّمتنا بالقول منكّ شجاعة **** هتفتْ بها الهيجاءُ يا أسدَ الشرى

إنَّ الشجاعةَ في العقول مراتبٌ *** قد نلتَ منها في حِجاكَ الأكثرا

ناديتَ بالتعليم حينَ سلكته **** تقضي المعلّمَ حقه قبلَ الورى

ونشدتَ حقا للأمومة واجبا *** ومدحتَ بالذكر الجميل الأزهرا

ودعوتَ في وجه الحياة شبابها ** فطلبتَ منهم أنْ يشقّوا الأعسرا

ونظمتَ في مدح النبي لآلئا *** ترجو الشفاعة آمنا والكوثرا

كمْ من بكاء في دعاكَ محمد *** هزَّ المساجد هزة والمشعرا

فجزاكَ ربي يا أميرُ جنانه *** وصحبتَ في الدار النبي الآخِرا

ولقيتَ في دار السعادة حافظا ** يمشي على حوض الرياض تبخترا

يُسقى وتُسقى شربة بملذة **** من كف طه محمد خير الورى