(قصة قصيرة)
على حين غرة ،وفي أول زيارة من نوعها لهذا المشرف الهمام يا سادة يا كرام
دخل ذلك المشرف متأهبا متوعدا،مترصدا للهفوات وسط الركام،
على باب الصف (أول /أ) وقبل أن يجلس ،وعد المشرف من سيحلق شعر رأسه غدا برحلة سعيدة،وإلى الملاهي أكيدة..
فتحفز الصغار لهذا الوعد (الصدوق..؟) وجاؤوا في الغد مقصرين،وللرحلة المزعومة منتظرين؟
وقفة ها هنا(حينما نبه النبي الصادق المصدوق،تلك المرأة التي نادت طفلها ليأتيها،تعده بتمرة في يدها إن جاءها،فقال النبي لها:إن لم تعطه،لكتبت عليك كذبة...أو كما قال رسول الله)
وما أن جلس هذا المشرف المغوار - وكان الدرس قرآن كريم(سورة التكاثر) وبدأ الطلاب الواحد تلو الآخر يخرج إلى السبورة ويقرأ السورة مجودا وللأحكام مطبقا آية آية- بالرغم من هذا بالصف الأول...؟
وإذا بالمشرف الهمام ،بدل أن يتابع أداء المعلم ،ويركز في أداء الطلاب الذين هم- حجر الزاوية في العملية التعليمية اليوم-إذا بسماحة المشرف التربوي بمكتب الروضة - يبدأ بإخراج كتب الطلاب كتابا كتابا ،مقلبا للصفحات،مفتشا عن الهفوات،كل هذا أثناء سير الحصة ،ولكم أن تتخيلوا مدى التشتت الذي أحدثه،للمعلم وللطلاب على السواء-يتنقل من الرياضيات إلى لغتي إلى العلوم إلى الفقه إلى ....و....و....
إلى كل ما عليه يده...في حقائب الطلاب،فاقتنص كتاب لغتي لطالب لم يكتب فيه إلا صفحة واحدة،فانقض على الكتاب كأنما الصياد الذي وجد الطريدة،أخبرته:بأنه كتابي أنا(المعلم)أعطيته للتلميذ(مهند)الذي لم يحضر كتابه اليوم-حتى يتسنى له المتابعة والحل أثناء الدرس.
فوقفتُ أتأمل هذه الطريقة الجديدة،والنظرية الفريدة،والفكرة السديدة،في المتابعة الرشيدة......
رغم أن هذا المشرف يعلم تماما:أنني أدرس القرآن ولغتي فحسب،فلم كل هذا العبث بالدرس ووقت الطلاب الذين هم أمانة في أعناقنا، ثم أردف عند المديرليسألني مرة أخرى:ماذا تدرس؟....(فالمصيبة أعظم)..
ثم أردف يسألني -عند المدير-وقد سجل ملاحظات أخفاها عني،ويضع يده عليها ،يسألني مة أخرى عن كتاب لغتي الذي لم يدون فيه شيء سوى درس اليوم(كتاب المعلم-الذي أعطيته مهندا)