أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال شيخ الإسلام في كتابه العظيم "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم":
[فوصف الله سبحانه المنافقين بأن {بعضهم من بعض} ، وقال في المؤمنين :
{ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } وذلك لأن المنافقين تشابهت قلوبهم وأعمالهم وهم مع ذلك { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى } ، فليست قلوبهم متوادة متوالية إلا ما دام الغرض الذي يؤمونه مشتركا بينهم ، ثم يتخلى بعضهم عن بعض ، بخلاف المؤمن ؛ فإنه يحب المؤمن ، وينصره بظهر الغيب ، وإن تناءت بهم الديار وتباعد الزمان]اهـ.
قال العلامة ابن عثيمين معلقا في تعليقاته على "الاقتضاء" :
(( وهذا فرق ظاهر بيّن، المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض، لكن لا ولاية لبعضهم على بعض ،بل هم أعداء في القلوب إلا في الغرض الذي يتفقون عليه ، ثم إن المنافقين لا ينصر بعضهم بعضا ؛ والمؤمنون أولياء ينصر بعضهم بعضا في غيبته وحضوره ! وهذا فرق بيّن .
وعلى هذا فإنه يجب على الإنسان أن ينظر في نفسه هل هو ناصر لأخيه غيبا ومشهدا ، أو هو لا ينصره إلا في مشهده !! ثم يأكل لحمه في غيبته !! إن كان كذلك فهو مشْبه للمنافقين ،وبعيد من المؤمنين ، لأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض ،يدافع بعضهم عن بعض ،ويعذر بعضهم بعضا ، ويلتمس له العذر، ولا يحب أن يناله شيء!
وأما المنافقون فهم بالعكس !
ففتش قلبك! هل أنت من هؤلاء أو من هؤلاء ؟!!!
هل أنت ولي لأخيك تناصره وتود ألا يمسه سوء ، أو بالعكس ؟!!
))اهـ.